الباحث القرآني
﴿لِإِیلَـٰفِ قُرَیۡشٍ ١ إِۦلَـٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَاۤءِ وَٱلصَّیۡفِ ٢﴾ - قراءات
٨٥٠٢٨- عن أسماء بنت يزيد، قالت: سمعتُ النبي ﷺ يقرأ: (إلْفِهِمْ رِحْلةَ الشِّتَآءِ والصَّيْفِ)[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٦٤٧، والثعلبي ١٠/٣٠٠ من طريق مهران، عن سفيان، عن ليث، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن أسماء بنت يزيد به. إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه مهران بن أبي عمر العطار أبو عبد الله الرازي، قال عنه ابن حجر في التقريب (٦٩٣٣): «صدوق له أوهام، سيئ الحفظ». وفيه الليث بن أبي سليم، قال عنه ابن حجر في التقريب (٥٦٨٥): «صدوق اختلط جدًّا، ولم يتميّز حديثه فتُرِك». وفيه شَهْر بن حَوْشَب، قال عنه ابن حجر في التقريب (٢٨٣٠): «صدوق، كثير الإرسال والأوهام». والقراءة الواردة في الحديث شاذة. انظر: مختصر ابن خالويه ص١٨٠.]]٧٣١١. (ز)
٨٥٠٢٩- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أبي مكين- أنه كان يقرأ: (لَيَأْلَفَ قُرَيْشٌ إلْفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَآءِ والصَّيْفِ)[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٦٤٧. وهي قراءة شاذة، وتروى (لِيَأْلَفَ) بكسر اللام الأولى. انظر: مختصر ابن خالويه ص١٨١.]]. (١٥/٦٧٢)
٨٥٠٣٠- عن عكرمة مولى ابن عباس أنه كان يعيب: ﴿لِإيلافِ قُرَيْشٍ﴾. ويقول: إنما هي: (لِيَأْلَفَ قُرَيْشٌ)، وكانوا يرحلون في الشتاء والصيف إلى الروم والشام، فأمرهم الله أن يألفوا عبادة ربّ هذا البيت[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٥/٦٧٢)
﴿لِإِیلَـٰفِ قُرَیۡشٍ ١ إِۦلَـٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَاۤءِ وَٱلصَّیۡفِ ٢﴾ - نزول الآية
٨٥٠٣١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لِإيلافِ قُرَيْشٍ﴾ وذلك أنّ قريشًا كانوا تجّارًا يختلفون إلى الأرض، ثم سُميتْ: قريش، وكانوا يمتارون في الشتاء مِن الأردن وفلسطين؛ لأنّ ساحل البحر أدفأ، فإذا كان الصيف تركوا طريق الشتاء والبحر مِن أجل الحرّ، وأخذوا إلى اليمن للميرة، فشقّ عليهم الاختلاف، فأنزل الله تعالى: ﴿لِإيلافِ قُرَيْشٍ﴾ يقول: لا اختلاف لهم ولا تجارة قد قطعناها عنهم ﴿إيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ والصَّيْفِ﴾ فقذف الله ﷿ في قلوب الحبشة أن يحملوا الطعام في السُّفن إلى مكة للبيع، فحملوا إليهم، فجعل أهل مكة يخرجون إليهم بالإبل والحمير، فيشترون الطعام على مسيرة يومين من مكة، وتتابع ذلك عليهم سنين، فكفاهم الله مؤنة الشتاء والصيف[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٨٦٠.]]. (ز)
﴿لِإِیلَـٰفِ قُرَیۡشٍ ١﴾ - تفسير
٨٥٠٣٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد- في قوله: ﴿لِإيلافِ قُرَيْشٍ﴾ قال: نعمتي على قريش ﴿إيلافِهِمْ﴾[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٦٤٨، وابن أبي حاتم -كما في فتح الباري ٨/٧٣٠ مختصرًا-، والضياء في المختارة ١٠/١٢٥ (١٢٥، ١٢٦). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٥/٦٧٢)
٨٥٠٣٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿لِإيلافِ قُرَيْشٍ﴾ قال: نعمتي على قريش، ﴿إيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ والصَّيْفِ﴾ قال: إيلافهم ذلك، فلا يشقّ عليهم رحلة شتاء ولا صيف[[تفسير مجاهد ص٧٥٢، وأخرجه الفريابي -كما في التغليق ٤/٣٧٧-، وابن جرير ٢٤/٦٤٨، وبمثله من طريق إبراهيم المهاجر. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٥/٦٧٣)
٨٥٠٣٤- عن عمر بن عبد العزيز، قال: ... لما بعث الله رسوله ﷺ كان فيما أنزل عليه يُعرّف قومه ما صنَع إليهم، وما نصرهم من الفيل وأهله: ﴿ألَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الفِيلِ﴾ إلى آخر السورة. ثم قال: ولم فعلتُ ذلك -يا محمد- بقومك، وهم يومئذ أهل عبادة أوثان؟! فقال: ﴿لِإيلافِ قُرَيْشٍ﴾ إلى آخر السورة، أي: لتراحمهم وتواصلهم ...[[عزاه السيوطي إلى الزُّبير بن بكار في الموفقيات.]]. (١٥/٦٧٤)
٨٥٠٣٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- أنه سئل عن قوله: ﴿لِإيلافِ قُرَيْشٍ﴾. فقرأ: ﴿ألَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الفِيلِ﴾ إلى آخر السورة، قال: هذا لإيلاف قريش؛ صنعتُ هذا بهم لألفةِ قريش؛ لئلا أُفرِّق أُلْفَتهم وجماعتهم، إنما جاء صاحب الفيل ليستبيد حريمهم فصنع الله بهم ذلك[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٦٤٩.]]. (١٥/٦٧٣)
٨٥٠٣٦- قال سفيان بن عُيينة: ﴿لِإيلافِ﴾ لنعمتي على قريش[[علقه البخاري في صحيحه ٤/١٨٩٩.]]. (ز)
﴿لِإِیلَـٰفِ قُرَیۡشٍ ١ إِۦلَـٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَاۤءِ وَٱلصَّیۡفِ ٢﴾ - تفسير
٨٥٠٣٧- عن أسماء بنت يزيد، قالت: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «ويل امِّكم[[كذا موصولة الهُمَزَة، وهي كلمة ذم تقولها العرب للمدح. فتح الباري ٥/٣٥٠، واللسان (ويل).]]، يا قريش! ﴿لِإيلافِ قُرَيْشٍ إيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ والصَّيْفِ﴾»[[أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص٣١٨، والطبراني في الكبير ٢٤/١٧٧ (٤٤٧)، وابن جرير ٢٤/٦٤٧ بلفظ آخر مختصرًا، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/٤٩٢-. قال الهيثمي في المجمع ٧/١٤٣ (١١٥٢٠): «رواه أحمد والطبراني باختصار ... وفيه عبيد الله بن أبي زياد القداح، وشَهْر بن حَوْشَب، وقد وُثّقا، وفيهما ضعف، وبقية رجال أحمد ثقات».]]. (١٥/٦٧١)
٨٥٠٣٨- عن أسماء بنت يزيد، قالت: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «﴿لِإيلافِ قُرَيْشٍ إيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ والصَّيْفِ﴾، ويحَكم، يا قريش، اعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»[[أخرجه أحمد ٤٥/٥٨١ (٢٧٦٠٧)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/٤٩٢-. قال الهيثمي في المجمع ٧/١٤٣ (١١٥٢٠): «رواه أحمد والطبراني باختصار ...، وفيه عبيد الله بن أبي زياد القداح، وشَهْر بن حَوْشَب، وقد وُثِّقا، وفيهما ضعف، وبقية رجال أحمد ثقات».]]. (١٥/٦٧٢)
٨٥٠٣٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿لِإيلافِ قُرَيْشٍ إيلافِهِمْ﴾، يقول: لزومهم[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٦٥٠، وابن أبي حاتم -كما في الإتقان ٢/٥٦-. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١٥/٦٧٣)
٨٥٠٤٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- في قوله: ﴿لِإيلافِ قُرَيْشٍ﴾ الآية، قال: نهاهم عن الرحلة، وأمرهم أن يعبدوا ربّ هذا البيت، وكفاهم المؤنة، وكانت رحلتهم في الشتاء والصيف، ولم يكن لهم راحة في شتاء ولا صيف، فأطعمهم الله بعد ذلك مِن جوع، وآمنهم من خوف، فأَلِفوا الرحلة، وكان ذلك من نعمة الله عليهم[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٦٥٠-٦٥١. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٥/٦٧٥)
٨٥٠٤١- عن عبد الله بن عباس، ﴿لِإيلافِ قُرَيْشٍ إيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ والصَّيْفِ﴾، قال: ألِفوا ذلك فلا يشقّ عليهم[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٥/٦٧٥)
٨٥٠٤٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: ﴿لِإيلافِ قُرَيْشٍ﴾ الآية، قال: أُمِروا أن يألفوا عبادة ربِّ هذا البيت كإلفهم رحلة الشتاء والصيف[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٦٥٣.]]. (١٥/٦٧٧)
٨٥٠٤٣- عن أبي صالح [باذام] -من طريق إسماعيل- قال: علم الله حُبّ قريش الشام، فأُمِروا أن يألفوا عبادة ربّ هذا البيت كإيلافهم رحلة الشتاء والصيف[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٦٥١. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن المنذر.]]. (١٥/٦٧٧)
٨٥٠٤٤- عن أبي مالك غَزْوان الغفاري، في قوله: ﴿لِإيلافِ قُرَيْشٍ﴾، قال: كانوا يتَّجِرون في الشتاء والصيف، فآلَفْتُهم ذلك[[عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر.]]. (١٥/٦٧٧)
٨٥٠٤٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿لِإيلافِ قُرَيْشٍ﴾، قال: عادة قريش رحلة في الشتاء ورحلة في الصيف[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٩٨، وابن جرير ٢٤/٦٥١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٥/٦٧٦)
٨٥٠٤٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿لِإيلافِ قُرَيْشٍ﴾، قال: كان أهل مكة يتعاورون البيت شتًاء وصيفًا، تجّارًا آمنين، لا يخافون شيئًا؛ لحَرمهم، وكانت العرب لا يقدرون على ذلك ولا يستطيعونه من الخوف، فذكّرهم الله ما كانوا فيه من الأمن، حتى إن كان الرجل منهم لَيصاب في الحي من أحياء العرب، فيقال: حِرمِيّ. قال: ذُكر لنا: أنّ نبي الله ﷺ قال: «مَن أذلّ قريشًا أذلّه الله». وقال: «ارقبوني وقريشًا، فإن ينصرني الله عليهم فالناس لهم تَبع». فلما فُتحتْ مكةُ أسرع الناس في الإسلام، فبلغنا أنّ رسول الله ﷺ قال: «الناس تَبع لقريش في الخير والشر، كُفّارهم تَبعٌ لكُفّارهم، ومؤمنوهم تَبعٌ لمؤمنيهم»[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٦٥٤ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]٧٣١٢. (١٥/٦٧٦)
﴿رِحۡلَةَ ٱلشِّتَاۤءِ وَٱلصَّیۡفِ ٢﴾ - تفسير
٨٥٠٤٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد- في قوله: ﴿رِحْلَةَ الشِّتاءِ والصَّيْفِ﴾، قال: كانوا يَشْتُون بمكة، ويَصِيفون بالطائف[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٦٥٢، وابن أبي حاتم -كما في فتح الباري ٨/٧٣٠ مختصرًا-، والضياء في المختارة ١٠/١٢٥ (١٢٥، ١٢٦). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٥/٦٧٢)
٨٥٠٤٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء-: أنهم كانوا في ضرٍّ ومجاعة، حتى جمعهم هاشم على الرحلتين، وكانوا يقسمون ربحهم بين الفقير والغني، حتى كان فقيرهم كغنيّهم[[تفسير البغوي ٨/٥٤٨.]]. (ز)
٨٥٠٤٩- عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: كانت قريش تتَّجر شتًاء وصيفًا، فتأخذ في الشتاء على طريق البحر وأَيْلة[[أيلة: مدينة على ساحل البحر الأحمر مما يلي الشام. مراصد الإطلاع ١/١٣٨.]] إلى فلسطين، يلتمسون الدِّفاء[[الدفاء: اسم لما يُستدفأ به من صوف أو غيره. التاج (دفأ).]]، وأمّا الصيف فيأخذون قِبل بُصرى وأذْرِعات[[بصرى وأذرعات: موضعان بالشام. مراصد الإطلاع ١/٤٧، ٢٠١.]]، يلتمسون البرد، فذلك قوله: ﴿إيلافِهِمْ﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٥/٦٧٧)
٨٥٠٥٠- قال أبو صالح باذام: كانت الشام منها أرض باردة ومنها أرض حارّة، وكانوا يرحلون في الشتاء إلى الحارّة، وفي الصيف إلى الباردة، وكانت لهم رحلتان كلّ عام للتجارة: إحداهما في الشتاء إلى اليمن؛ لأنها أدفأ، والأخرى في الصيف إلى الشام، وكان الحَرم واديًا جدبًا لا زرع فيه ولا ضرع، ولا ماء ولا شجر، وإنّما كانت قريش تعيش بها بتجارتهم ورحلتهم، وكانوا لا يُتعرّض لهم بسوء، وكانوا يقولون: قريش سكان حرم الله، وولاة بيته. فلولا الرحلتان لم يكن لأحد بمكّة مقام، ولولا الأمن بجوار البيت لم يقدروا على التصرّف، فشقّ عليهم الاختلاف إلى اليمن والشام، وأخصبت تَبالة وجُرش والجَنَد من بلاد اليمن، فحملوا الطعام إلى مكّة، وأهل الساحل في البحر على السفن، وأهل البر على الإبل والحُمُر، فألقى أهل الساحل بجدّة، وأهل البرّ بالمحصّب، وأخصبت الشام، فحملوا الطعام إلى مكّة، فحمل أهل الشام إلى الأبطح، وحمل أهل اليمن إلى جدّة، فامتاروا من قريب، وكفاهم الله مؤونة الرحلتين، وأمرهم بعبادة ربّ البيت[[تفسير الثعلبي ١٠/٣٠٢.]]. (ز)
٨٥٠٥١- قال محمد بن السّائِب الكلبي -من طريق معمر-: كانت لهم رحلتان: رحلة في الشتاء إلى اليمن، ورحلة في الصيف إلى الشام[[أخرجه عبد الرزاق ٣/٤٦٢، وابن جرير ٢٤/٦٥٢.]]. (ز)
٨٥٠٥٢- عن سفيان [الثوري] -من طريق مهران- ﴿رِحْلَةَ الشِّتاءِ والصَّيْفِ﴾، قال: كانوا تجّارًا[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٦٥٢.]]. (ز)
٨٥٠٥٣- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: ﴿رِحْلَةَ الشِّتاءِ والصَّيْفِ﴾ كانت لهم رحلتان؛ الصيف إلى الشام، والشتاء إلى اليمن في التجارة[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٦٥٢ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]٧٣١٣. (١٥/٦٧٧)
﴿رِحۡلَةَ ٱلشِّتَاۤءِ وَٱلصَّیۡفِ ٢﴾ - آثار متعلقة بالآية
٨٥٠٥٤- عن سعيد بن جُبَير، قال: مرّ رسول اللّه ﷺ ومعه أبو بكر وبلال بملأٍ وهم ينشدون: قل للذي طلب السماحة والندى هلّا مررتَ بآل عبد الدار هلّا مررتَ بهم تريد قِراهم منعوك من جهد ومن إقتار فقال رسول اللّه ﷺ لأبي بكر: «هكذا قال الشاعر؟». قال: لا، والذي بعثك بالحق، بل قال: يا ذا الذي طلب السماحة والندى هلّا مررت بآل عبد مناف هلا مررت بهم تريد قراهم منعوك من جهد ومن إكتاف الرائشين وليس يوجد رائش والقائلين هلمّ للأضياف والخالطين غنيّهم بفقيرهم حتى يصير فقيرهم كالكاف والقائمين بكل وعد صادق ورجال مكّة مسنتون عجاف سفرين سنّهما له ولقومه سفر الشتاء ورحلة الأصياف[[أخرجه الثعلبي مرسلًا ١٠/٣٠٢-٣٠٣.]]. (ز)
٨٥٠٥٥- عن عمر بن عبد العزيز، قال: كانت قريش في الجاهلية تَعْتَفِد[[الاعتفاد -وبالقاف أيضًا-: أن يغلق الرجل عليه بابه، فلا يسأل أحدًا حتى يموت جوعًا، وكانوا يفعلون ذلك في الجدب. التاج (عفد، عقد).]]، وكان اعتفادها أنّ أهل البيت منهم كانوا إذا سافتْ -يعني: هلكتْ- أموالهم خرجوا إلى بَراز من الأرض، فضربوا على أنفسهم الأخبية، ثم تناوبوا[[التناوب: أن يكون على كل واحد منهم نوبة ينوبها، أي: طعام يوم. وتناوب القوم فيما بينهم الماء أو غيره: تقاسموه. اللسان (نوب).]] فيها حتى يموتوا، من قبل أن يُعلم بخَلّتهم[[الخلة: الحاجة والفقر. النهاية (خلل).]]، حتى نشأ هاشم بن عبد مناف، فلما وبَل[[الوبل: المطر الشديد، ووُصف به هنا لسعة عطاياه. اللسان (وبل).]] وعظم قدره في قومه قال: يا معشر قريش، إنّ العِزّ مع كثرة العدد، وقد أصبحتم أكثر العرب أموالًا، وأعزّهم نفرًا، وإنّ هذا الاعتفاد قد أتى على كثير منكم، وقد رأيتُ رأيًا. قالوا: رأيك رشدٌ، فمُرنا نأتمر. قال: رأيتُ أنْ أخلط فقراءكم بأغنيائكم، فأعمد إلى رجل غني فأضم إليه فقيرًا، عياله بعدد عياله، فيكون يوازره في الرحلتين؛ رحلة الصيف إلى الشام، ورحلة الشتاء إلى اليمن، فما كان في مال الغني من فضل عاش الفقير وعياله في ظِلّه، وكان ذلك قطعًا للاعتفاد. قالوا: نِعم ما رأيتَ. فألّف بين الناس، فلما كان من أمر الفيل وأصحابه ما كان، وأنزل الله ما أنزل، وكان ذلك مفتاح النبوة، وأول عِزّ قريش حتى هابهم الناس كلّهم، وقالوا: أهل الله، والله معهم. وكان مولد النبيِّ ﷺ في ذلك العام، فلما بعث الله رسوله ﷺ كان فيما أنزل عليه يعرّف قومه ما صنع إليهم، وما نصرهم من الفيل وأهله: ﴿ألَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الفِيلِ﴾ إلى آخر السورة. ثم قال: ولِمَ فعلتُ ذلك -يا محمد- بقومك، وهم يومئذ أهل عبادة أوثان؟! فقال: ﴿لِإيلافِ قُرَيْشٍ﴾ إلى آخر السورة. أي: لتراحمهم وتواصلهم، وإن كان الذي آمنهم منه من الخوف؛ خوفَ الفيل وأصحابه، وإطعامَهم إياهم من الجوع؛ من جوع الاعتفاد[[عزاه السيوطي إلى الزُّبير بن بكار في الموفقيات.]]. (١٥/٦٧٤)
٨٥٠٥٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿وآمَنَهُمْ مِن خَوْفٍ﴾، قال: مِن كلّ عدوٍّ في حَرمهم[[تفسير مجاهد ص٧٥٢، وأخرجه الفريابي -كما في التغليق ٤/٣٧٧-، وابن جرير ٢٤/٦٥٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٥/٦٧٣)
٨٥٠٥٧- قال محمد بن السّائِب الكلبي: وكان أول مَن حمل السمراء مِن الشام ورحّل إليها الإبل: هاشم بن عبد مناف[[تفسير الثعلبي ١٠/٣٠٣، وتفسير البغوي ٨/٥٤٨.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.