الباحث القرآني

﴿كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ ۝٣ ثُمَّ كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ ۝٤﴾ - تفسير

٨٤٦٨٢- عن عياض بن غنْم، أنه سمع رسول الله ﷺ تلا قوله: «﴿ألْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتّى زُرْتُمُ المَقابِرَ كَلّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ يقول: لو قد دخلتم القبور، ﴿ثُمَّ كَلّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ لو قد خرجتم من قبوركم، ﴿كَلّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليَقِينِ﴾ مَحْشَركم إلى ربّكم، ﴿لَتَرَوُنَّ الجَحِيمَ﴾ أي: في الآخرة حقّ اليقين كرأي العين، ﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ اليَقِينِ﴾ يوم القيامة، ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ بين يدي ربّكم؛ عن بارد الشراب، وظلال المساكن، وشِبَع البطون، واعتدال الخَلْق، ولذاذة النوم، حتى خِطبة أحدكم المرأة مع خُطّابٍ سواه فزُوِّجَها ومُنِعَها غيرُه»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٥/٦٢٠)

٨٤٦٨٣- عن ابن عباس مرفوعًا: «... ﴿كَلّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ لو قد دخلتم قبوركم، ﴿ثُمَّ كَلّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ لو قد خرجتم من قبوركم إلى محشركم ...»[[تقدم الحديث بتمامه مع تخريجه في تفسير الآية الأولى.]]. (ز)

٨٤٦٨٤- عن زيد بن أسلم مرفوعًا: «﴿كَلّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ يعني: لو قد دخلتم قبوركم، ﴿ثُمَّ كَلّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ يقول: لو قد خرجتم مِن قبوركم إلى مَحْشَركم»[[تقدم الحديث بتمامه مع تخريجه في تفسير الآية الأولى.]]. (١٥/٦٢٠)

٨٤٦٨٥- عن علي بن أبي طالب -من طريق زِرّ- قال: كنا نشك في عذاب القبر، حتى نزلت هذه الآية: ﴿ألهاكم التكاثر﴾ إلى: ﴿كلا سوف تعلمون﴾ في عذاب القبر[[أخرجه الترمذي ٥/٤٤٧(٣٣٥٥)، وابن جرير ٢٤/٦٠٠. وقال الترمذي: هذا حديث غريب.]]. (ز)

٨٤٦٨٦- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق ثابت- ﴿كَلّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾قال: الكفار، (ثُمَّ كَلّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) المؤمنون. وكذلك كان يقرؤها[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٨، ٦٠١.]]٧٢٨٥. (١٥/٦٢١)

٧٢٨٥ بيّن ابن جرير (٢٤/٦٠١) أنّ تكرار قوله: ﴿ثم كل سوف تعلمون﴾ إنما هو للتغليظ في التخويف والتهديد، ثم ذكر قول الضَّحّاك ولم يعلّق عليه.

٨٤٦٨٧- عن الحسن البصري -من طريق إسماعيل- في قوله: ﴿كَلّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾، قال: وعِيدٌ بعد وعيدٍ[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/٢٠. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٥/٦٢١)

٨٤٦٨٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿كَلّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ هذا وعيدٌ، ما نحن فاعلون بذلك إذا نزل بكم الموت، ﴿ثُمَّ كَلّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ وهو وعيدٌ، إذا دخلتم قبوركم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٨١٩-٨٢٠.]]٧٢٨٦. (ز)

٧٢٨٦ اختُلف في تكرار قوله: ﴿ثم كل سوف تعلمون﴾ على أقوال: الأول: أنّ العلم الأول عند دخول القبر، والعلم الثاني عند الخروج منه. الثاني: أنّ العلم الأول للكفار، والثاني للمؤمنين. الثالث: أنّ العلم الأول عند نزول الموت، والثاني عند دخول القبر. ورجّح ابنُ القيم (٣/٣٥٦-٣٥٧ بتصرف) -مستندًا إلى الدلالة العقلية، وآثار السلف، والسياق- ما جاء في قول مقاتل والحسن قبله أنّ قوله: ﴿كلا سوف تعلمون * ثم كلا سوف يعلمون﴾ ليس تأكيدًا لحصول العلم، وإنما العلم الأول عند نزول الموت، والعلم الثاني في القبر، فقال: «ويدل على صحة هذا القول عدة أوجه: أحدها: أنّ الفائدة الجديدة والتأسيس هو الأصل، وقد أمكن اعتباره مع فخامة المعنى وجلالته وعدم الإخلال بالفصاحة. الثانى: توسُّط ﴿ثم﴾ بين العِلمين، وهي مؤذنة بتراخي ما بين المرتبتين زمانًا وخطرًا. الثالث: أنّ هذا القول مطابق للواقع؛ فإنّ المحتَضَر يعلم عند المعاينة حقيقة ما كان عليه، ثم يعلم في القبر وما بعده ذلك عِلمًا هو فوق الأول. الرابع: أنّ عليَّ بن أبى طالب ﵁ وغيره من السلف فهموا من الآية عذاب القبر، قال الترمذي: حدثنا أبو كُريب ... عن علي رضى الله عنه قال: ما زلنا نشُكّ في عذاب القبر حتى نزلت: ﴿الهاكم التكاثر﴾. قال الواحدي: يعني: أنّ معنى قوله: ﴿كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ في القبر. الخامس: أنّ هذا مطابق لما بعده من قوله: ﴿لَتَرَوُنَّ الجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ اليَقِينِ﴾، فهذه الرؤية الثانية غير الأولى من وجهين: إطلاق الأولى، وتقييد الثانية بعين اليقين، وتقدّم الأولى، وتراخى الثانية عنها». وقال ابنُ عطية (٨/٦٨١): «وقوله تعالى: ﴿كلا سوف تعلمون﴾ زجر ووعيد، ثم كرّر تعالى:﴿كلا﴾ تأكيدًا، ويأخذ الناس من هذا الزجر والوعيد المكررين كلُّ أحد على قدْر حظّه مِن التوغل فيما يكره. هذا تأويل جمهور المفسرين».
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب