الباحث القرآني

﴿فَٱلۡمُورِیَـٰتِ قَدۡحࣰا ۝٢﴾ - تفسير

٨٤٤٩٠- عن عبد الله بن مسعود -من طريق إبراهيم- ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾: إذا نَسفَت الحصى بمناسمها[[المَنسِم -بكسر السين-: طرف خف البعير. وقيل: هو للناقة كالظفر للإنسان. اللسان (نسم).]]، فضَرَب الحصى بعضُه بعضًا، فتخرج منه النار[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٥٧٨.]]. (١٥/٦٠٤)

٨٤٤٩١- عن علي بن أبي طالب -من طريق سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس-: ... إنما العاديات ضبحًا من عرفة إلى المُزدلفة، ومن المُزدلفة إلى مِنى، فإذا أوَوْا إلى المزدلفة أورَوُا النيران[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٥٧٣، ٥٨١. وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/٤٨٦-٤٨٧-، وابن الأنباري في كتاب الأضداد (٣٦٤، ٣٦٥)، والحاكم ٢/١٠٥، وابن مردويه -كما في تخريج الكشاف ٤/٢٦٧، وفتح الباري ٨/٧٢٧-. وتقدم بتمامه في تفسير الآية السابقة.]]٧٢٦٤. (١٥/٥٩٩)

٧٢٦٤ ذكر ابنُ القيم (٣/٣٤٩-٣٥٠) بعض ما جاء في قول ابن عباس، فقال: «روى سعيد بن جُبَير عن ابن عباس: هم الذين يُغيرون، فيُورون بالليل نيرانهم لطعامهم وحاجتهم». ووجّهه بقوله: «كأنهم أخذوه من قوله تعالى: ﴿أفَرَأَيْتُمُ النّارَ الَّتِي تُورُونَ﴾ [الواقعة:٧١]». ثم علّق عليه قائلًا: «وهذا إنْ أريد به التمثيل وأنّ الآية تدل عليه فصحيح، وإنْ أريد به اختصاص المُوريات فليس كذلك؛ لأنّ المُوريات هي العاديات بعينها، ولهذا عطفها عليه بالفاء التي للتسبب، فإنها عَدَتْ فأَوْرتْ».

٨٤٤٩٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾ قَدحتْ بحوافرها الحجارة، فأَورتْ نارًا[[أخرجه البزار (٢٢٩١-كشف). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والدارقطني في الأفراد، وابن مردويه. وتقدم أوله في نزول الآيات.]]. (١٥/٥٩٧)

٨٤٤٩٣- عن عبد الله بن عباس، قال: ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾، قال: حين تجري الخيل تُوري نارًا؛ أصابت سنابكها الحجارة[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٥/٥٩٨)

٨٤٤٩٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾، قال: الرجل إذا أورى زَنده[[أخرجه الحاكم ٢/٥٣٣، وابن جرير ٢٤/٥٧٦-٥٧٧ بنحوه من طريق سعيد. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٦٠٠)

٨٤٤٩٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية- ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾ قال: المكر[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٥٧٧.]]. (ز)

٨٤٤٩٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق عمرو بن دينار، عن عطاء- ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾، قال: هو مكر الرجل، قدح فأورى[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٩٠ مختصرًا، وسعيد بن منصور ٨/٤٠٧ (٢٥١٠). وعزاه السيوطي إلى ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٥/٦٠١)

٨٤٤٩٧- عن عبد الله بن عباس، ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾، قال: كان مكر المشركين إذا مكروا قَدحوا النيران حتى يُروا أنهم كثير[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٥/٦٠٣)

٨٤٤٩٨- قال سعيد بن جُبَير: يعني: رجال الحرب[[تفسير الثعلبي ١٠/٢٧٠.]]. (ز)

٨٤٤٩٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾، قال: مكر الرجال[[تفسير مجاهد ص٧٤٣، وأخرجه ابن جرير ٢٤/٥٧٧، والفريابي -كما في فتح الباري ٨/٧٢٧-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٦٠٢)

٨٤٥٠٠- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾، قال: تُوري الحجارة بحوافرها[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٥٧٦.]]. (ز)

٨٤٥٠١- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق سماك بن حرب- ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾، قال: المكر، تقول العرب إذا أراد الرجل أن يمكر بصاحبه: أما -واللهِ- لَأقدحنّ لك، ثم لَأُورِينّ[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٥٧٥، ٥٧٧، وبنحوه من طريق أبي رجاء. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٥/٦٠٢)

٨٤٥٠٢- عن عطية بن سعد العَوفيّ، ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾، قال: المكر[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٦٠٣)

٨٤٥٠٣- عن عطاء، ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾، قال: الخيل[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٦٠٤)

٨٤٥٠٤- عن عطاء -من طريق واصل- ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾، قال: أوْرت النار بحوافرها[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٥٧٦.]]. (ز)

٨٤٥٠٥- عن محمد بن كعب القُرَظيّ، ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾، قال: النيران تُجمع[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]٧٢٦٥. (١٥/٦٠٤)

٧٢٦٥ ذكر ابنُ القيم (٣/٣٤٩) عن محمد بن كعب أنه قال: «هم الحاجّ إذا أوقدوا نيرانهم ليلة المزدلفة». وعلّق عليه قائلًا: «وعلى هذا فيكون التقدير: فالجماعات الموريات». وانتقده بقوله: «وهذا خلاف الظاهر».

٨٤٥٠٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾، قال: هي الخيل قد قدحت النار بحوافرها[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٩٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن جرير.]]. (١٥/٦٠٢)

٨٤٥٠٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾، قال: هِجْنَ الحربَ بينهم وبين عدوّهم[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٥٧٦.]]. (ز)

٨٤٥٠٨- قال زيد بن أسلم: هي مكر الرجل[[تفسير الثعلبي ١٠/٢٧٠، وتفسير البغوي ٨/٥٠٨. وجاء عقبه: والعرب تقول إذا أراد الرجل أن يمكر لصاحبه، قال: أما -واللّهِ- لأقدحنّ لك ثم لأُورينّ لك.]]. (ز)

٨٤٥٠٩- عن محمد بن السّائِب الكلبي -من طريق معمر- ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾، قال: تقدح بحوافرها حتى يخرج منها النار[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٩٠، وابن جرير ٢٤/٥٧٥.]]. (ز)

٨٤٥١٠- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾، يقول: يقدحنَ بحوافرهنّ في الحجارة نارًا كنار أبي حباحب، وكان شيخًا مِن مضر في الجاهلية، له نويرة تقدح مرّة وتخمد مرّة لكيلا يمُرّ به ضيف، فشبّه الله ﷿ ضوء وقع حوافرهنّ في أرض حصباء بنويرة أبي حباحب، وأيضًا ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾ قال: كانت تصيب حوافرهنّ الحجارة، فتقدح منهنّ النار[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٨٠١-٨٠٢. وفي تفسير الثعلبي ١٠/٢٧٠ بنحوه منسوبًا إلى الكلبي ومقاتل دون تعيينه.]]. (ز)

٨٤٥١١- عن ابن جُرَيْج، عن بعضهم: ﴿فالمُورِياتِ قَدْحًا﴾ فالمنجّحات عملًا، كنجاح الزند إذا أورى[[تفسير الثعلبي ١٠/٢٧٠.]]٧٢٦٦. (ز)

٧٢٦٦ اختُلف في قوله: ﴿فالموريات قدحا﴾ على أقوال: الأول: هي الخيل تُوري النار بحوافرها. الثاني: الخيل هِجْنَ الحرب بين أصحابهنّ وركبانهن. الثالث: عني بذلك: الذين يُورون النار بعد انصرافهم من الحرب. الرابع: معنى ذلك: مكر الرجال. الخامس: هي الألسنة. السادس: هي الإبل حين تسير تنسف بمناسمها الحصى. وعلّق ابنُ عطية (٨/٦٧٣) على القول الثاني بقوله: «فهذا أيضًا على الاستعارة البيّنة». وعلّق على القول الخامس بقوله: «فهذا على الاستعارة، أي: ببيانها تقدح الحجج وتُظهرها». وقد رجّح ابنُ جرير (٢٤/٥٧٨) العموم، فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: أن يُقال: إنّ الله -تعالى ذِكْره- أقسم بالموريات التي تُوري النيران قدحًا؛ فالخيل تُوري بحوافرها، والناس يُورونها بالزند، واللسان مثلًا يُوري بالمنطق، والرجال يُورون بالمكر مثلًا، وكذلك الخيل تهيج الحرب بين أهلها إذا التقتْ في الحرب. ولم يضع الله دلالة على أنّ المراد من ذلك بعض دون بعض، فكل ما أورت النار قدحًا فداخلة فيما أقسم به؛ لعموم ذلك بالظاهر». وذكر ابنُ عطية قولًا آخر نسبه لابن عباس وجماعة، وقال: «وقال ابن عباس أيضًا وجماعة من العلماء: الكلام عامٌّ يدخل في القَسم كلّ مَن يظهر بقدحه نارًا، وذلك شائع في الأُمَم طول الدهر، وهو نفع عظيم مِن الله تعالى، وقد وقف عليه في قوله تعالى: ﴿أفرأيتم النار التي تورون﴾ [الواقعة:٧١]، معناه: تُظهرون بالقدح». وذكر ابنُ القيم (٣/٣٥٠) القول الثاني والرابع والخامس، وانتقدها مستندًا إلى السياق، فقال: «وقال قتادة: الموريات: هي الخيل تُوري نار العداوة بين المقتتلين. وهذا ليس بشيء، وهو بعيد من معنى الآية وسياقها، وأضعف منه قول عكرمة: هي الألسنة توري نار العداوة بعظيم ما نتكلّم به. وأضعف منه ما ذُكر [عن] مجاهد: هي أفكار الرجال تُوري نار المكر والخديعة في الحرب». ثم علّق قائلًا: «وهذه الأقوال إنْ أريد أنّ اللفظ دلّ عليها وأنها هي المراد فغلط، وإنْ أريد أنها أُخِذتْ من طريق الإشارة والقياس فأمرها قريب». ثم ذكر قول ابن جُرَيْج أنه فسّر: ﴿قدحا﴾ بـ: المنجحات أمرًا. وضعفه كذلك.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب