الباحث القرآني
مقدمة السورة
١- عن أبي مَيْسَرَة عمرو بن شُرَحْبِيل، أنّ رسول الله ﷺ قال لخديجة: «إنِّي إذا خلوت وحدي سمعت نداء، فقد -واللهِ- خشيت أن يكون هذا أمرًا». فقالت: معاذَ الله، ما كان الله ليفعل بك، فواللهِ، إنّك لَتؤدي الأمانة، وتصل الرَّحِم، وتصْدق الحديث. فلَمّا دخل أبو بكر -وليس رسول الله ﷺ ثَمَّ- ذَكَرَتْ خديجةُ حديثَه له، وقالت: اذهب مع محمد إلى ورَقَة. فلَمّا دخل رسول الله ﷺ أخَذَ أبو بكر بيده، فقال: انطلق بنا إلى ورَقة. فقال: «ومَن أخبرك؟». قال: خديجة. فانطلقا إليه، فقصّا عليه، فقال: «إذا خَلَوْتُ وحدي سمعت نداءً خلفي: يا محمد، يا محمد. فأَنطَلِقُ هاربًا في الأرض». فقال: لا تفعل، إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول، ثم ائْتِنِي، فأخبرني. فلما خلا ناداه: يا محمد، قل: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ١ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ٢﴾ حتى بلغ: ﴿وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ ٧﴾. قال: قل لا إله إلا الله. فأتى ورقةَ، فذكر ذلك له، فقال له ورقةُ: أبْشِر، ثُمَّ أبْشِر، فإني أشهد أنك الذي بَشَّر به ابنُ مريم، وأنّك على مثل ناموس موسى، وأنّك نبيٌّ مُرْسَل[[أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٧/٣٢٩ (٣٦٥٥٥)، والثعلبي ١٠/٢٤٤، والبيهقي في دلائل النبوة ٢/١٥٨ واللفظ له. قال البيهقي: «هذا منقطع، فإن كان محفوظًا فيحتمل أن يكون خبرًا عن نزولها بعد ما نزلت عليه: ﴿اقرأ باسم ربك﴾ و﴿يا أيها المدثر﴾». وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٤/٢٣: «هو مرسل، وفيه غرابة، وهو كون الفاتحة أول ما نزل». وقال ابن حجر في العُجاب ١/٢٢٤: «هو مرسل، ورجاله ثقات، فإن ثَبَتَ حُمِلَ على أنّ ذلك كان بعد قصة غار حراء، ولعله كان بعد فترة الوحي».]]. (١/٦)
٢- عن إسحاق بن يسار، عن رجل من بني سلمة، قال: لَمّا أسْلَمَ فِتْيانُ بني سلمة، وأسلم ولد عمرو بن الجَمُوح؛ قالت امرأة عمرو له: هل لك أن تَسْمَعَ من ابنك ما رُوِي عنه؟ فقال: أخبرني ما سمعتَ من كلام هذا الرجل. فقرأ عليه: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ٢﴾ إلى قوله: ﴿ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ ٦﴾. فقال: ما أحسن هذا وأجمله! وكل كلامه مثل هذا؟ فقال: يا أبتاه، وأحسنُ من هذا. وذلك قبل الهجرة[[أخرجه أبو نعيم في الدلائل ١/٣١١ (٢٢٨).]]. (١/٧)
٣- عن علي بن أبي طالب -من طريق الفُضَيل بن عمرو- قال: نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كَنز تحت العرش[[أخرجه الثعلبي ١/٨٩، والواحدي في أسباب النزول ١/١٩. رمز له السيوطي بالضعف في الجامع الصغير (٥٨٢٩)، وضَعَّفه الألباني في السلسلة الضعيفة (٤٠٢٤)، وأعلّه بالانقطاع، فالفضيل بن عمرو لم يدرك عليًّا، كما أن في إسناده إسحاق بن الربيع، وفيه ضعف.]]. (١/٦)
٤- عن أبي هريرة -من طريق مجاهد-: أنّ إبليس رَنَّ[[رنَّ: صاح. القاموس (رنن).]] حين أنزلت فاتحةُ الكتاب، وأُنزِلَت بالمدينة[[أخرجه ابن أبي شيبة ٦/١٣٩ (٣٠١٣٩)، والطبراني في الأوسط ٥/١٠٠ (٤٧٨٨) واللفظ له. قال الهيثمي في المجمع ٦/٣١١ (١٠٨١٣): «شبيه المرفوع، ورجاله رجال الصحيح».]]. (١/٧)
٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- قال: نزلت فاتحةُ الكتاب بالمدينة[[أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١٥/٥١٤ (٣٠٧٧١)، وأبو الشيخ في العَظَمَة (١١٣٥)، وأبو نعيم في الحلية ٣/٢٩٩، وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ٢/٢٠٢ من طريق ابن أبي نجيح. وعزاه السيوطي إلى وكيع، والفريابي في تفسيريهما، وعبد بن حميد، وابن المنذر في تفسيره، وأبي بكر ابن الأنباري في كتاب المصاحف.]]. (١/٨)
٦- عن مجاهد بن جبر، قال: فاتحة الكتاب مدنية[[عزاه السيوطي إلى وكيع في تفسيره.]]. (١/٨)
٧- عن قتادة بن دعامة، قال: نزلت فاتحة الكتاب بمكة[[عزاه السيوطي إلى أبي بكر ابن الأنباري في المصاحف.]]١. (١/٨)
٨- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «﴿الحمد لله رب العالمين﴾ أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المَثانِي»[[أخرجه أبو داود ٢/٥٨٦ (١٤٥٧) واللفظ له. وأخرجه البخاري ٦/٨١ (٤٧٠٤)، بلفظ: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم».]]. (١/٩)
٩- عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ أنّه قال لأم القرآن: «هي أم القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني، وهي القرآن العظيم»[[أخرجه أحمد ١٥/٤٨٩ (٩٧٨٨)، ١٥/٤٩١ (٩٧٩٠)، وابن جرير ١/١٠٧. ورجال إسناده رجال الصحيح.]]. (١/٩)
١٠- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا قرأتم ﴿الحمد لله﴾ فاقرؤوا ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾، إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ إحدى آياتها»[[أخرجه الدارقطني ٢/٨٦ (١١٩٠)، والبيهقي في الكبرى ٢/٦٧ (٢٣٩٠). قال الدارقطني في العلل ٨/١٤٨ (١٤٦٨): «عن أبي هريرة موقوفًا، وهو أشبهها بالصواب». وقال ابن الجوزي في التحقيق في مسائل الخلاف ١/٣٤٧: «يرويه أبو بكر الحنفي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن نوح بن أبي بلال، وكان يحيى بن سعيد والثوري يُضَعِّفان عبد الحميد. قال أبو بكر الحنفي: لقيت نوحًا فحَدَّثَنِي به موقوفًا على أبي هريرة». وقال ابن القَطّان في بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام ٥/١٤٠ (٢٣٨٤): «ثم قال -أي: عبد الحق الإشبيلي-: رفع هذا الحديث عبد الحميد بن جعفر، وعبد الحميد هذا وثَّقَه أحمد بن حنبل، ويحيى بن سعيد، وابن معين. وأبو حاتم يقول فيه: محله الصدق. وكان سفيان الثوري يُضَعِّفه، ويحمل عليه، ونوح بن أبي بلال ثقة مشهور. هذا نص ما ذكره به، وهو بهذا القول صَحَّحه، وهو لا يصح». وقال النووي في خلاصة الأحكام ١/٣٦٨ (١١٣١): «رواه الدارقطني، وقال: رجال إسناده ثقات كلهم. وروي موقوفًا». وقال الذهبي في تنقيح التحقيق ١/١٤٤: «الصحيح وقفه إن صَحَّ». وقال الزَّيْلَعِيُّ في نصب الراية ١/٣٤٣: «الصواب فيه الوقف». وقال ابن الملقن في البدر المنير ٣/٥٥٨: «هذا الحديث صحيح». وقال ابن حجر في إتحاف المهرة ١٤/٦٦٤ (١٨٤٤١): «والموقوف أصح». وقال في التلخيص الحبير ١/٥٧٣ (٣٤٧): «وهذا الإسناد رجاله ثقات، وصَحَّح غيرُ واحد من الأئمة وقفَه على رفعه». وأورده الألباني في الصحيحة ٣/١٧٩ (١١٨٣).]]. (١/٨)
١١- عن أبي هريرة -من طريق ابن لَبِيبَة- أنّه قال عن الفاتحة: هذه السبع المثاني التي يقول الله تعالى: ﴿ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن﴾ [الحجر:٨٧][[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ١/٥٣٧-٥٣٩ (٢٠٤٠).]]. (ز)
١٢- كان محمد بن سيرين -من طريق أيوب- يكره أن يقول: أم الكتاب. ويقول: قال الله: ﴿وعنده أم الكتاب﴾ [الرعد:٣٩]. ولكن يقول: فاتحة الكتاب[[أخرجه ابن الضُّرَيس في فضائل القرآن ص١٤٩.]]٢. (١/٨)
١٣- عن عامر الشعبي -من طريق وكيع- أنّ رجلًا شَكا إليه وجَعَ الخاصِرَة، فقال: عليك بأساس القرآن. قال: وما أساس القرآن؟ قال: فاتحة الكتاب[[أخرجه الثعلبي في تفسيره ١/١٢٨.]]. (١/١٠)
١٤- عن عفيف بن سالم، قال: سألت عبد الله بن يحيى بن أبي كثير عن قراءة الفاتحة خلف الإمام. فقال: عن الكافية تسأل؟ قلت: وما الكافية؟ قال: الفاتحة، أما علمتَ أنها تكفي عن سواها، ولا يكفي سواها عنها؟[[أخرجه الثعلبي في تفسيره ١/١٢٨. وذكره ابن كثير في تفسيره ١/١٥٢ مختصرًا عن يحيى بن أبي كثير.]]٣. (١/١٠)
١٥- عن عبدالجبار بن العلاء، قال: كان سفيان بن عيينة يسمي فاتحة الكتاب: الوافية[[أخرجه الثعلبي في تفسيره ١/١٢٧.]]. (١/٩)
١٦- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «﴿الحمد لله رب العالمين﴾ سبع آيات، ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ إحداهن، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم، وهي أم القرآن، وهي فاتحة الكتاب»[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٥/٢٠٨ (٥١٠٢)، والبيهقي في الكبرى ٢/٦٧ (٢٣٨٩). وفيه عبد الحميد بن جعفر، قال ابن التركماني في الجوهر النقي ٢/٣٧٦: «عبد الحميد ضَعَّفَه القطان، والثوري». وقال الهيثمي في المجمع ٢/١٠٩ (٢٦٣٥): «رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات». وهو الحديث الذي تقدم ذكره وتخريجه برقم ١٠.]]. (١/١٠)
١٧- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا قرأتم ﴿الحمد لله﴾ فاقرؤوا ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾، إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ إحدى آياتها»[[تقدم ذكره وتخريجه برقم ١٠.]]. (١/٨)
١٨- عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ كان إذا قرأ وهو يؤم الناس، افتتح بـ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾.= (ز)
١٩- قال أبو هريرة: هي آية من كتاب الله، اقرؤوا إن شئتم فاتحة الكتاب، فإنها الآية السابعة[[أخرجه الدارقطني ٢/٧٤ (١١٧١)، والبيهقي في السنن ٢/٦٨ (٢٣٩٦) من طريق أبي أويس، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة به. قال الزيلعي في نصب الراية ١/٣١٤: «أبو أويس لا يُحْتَجُّ بما انفَرَدَ به، فكيف إذا انفرد بشيء وخالفه من هو أوثق منه؟! مع أنه متكلم فيه، فوَثَّقَه جماعة، وضَعَّفه آخرون». وقد تابعه سعيد المقبري عند الدارقطني ١/٣١٢ (٣٦)، ولذلك قال ابن الملقن في البدر المنير ٣/٥٥٨: «هذا الحديث صحيح».]]. (١/١١)
٢٠- عن أُمِّ سَلَمَة، قالت: قرأ رسول الله ﷺ: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين﴾، وقال: «هي سَبْعٌ، يا أم سلمة»[[أخرجه الداني في البيان ١/٣٧. وإسناده ضعيف جدًّا، فيه عمر بن هارون البلخي متروك. انظر: ميزان الاعتدال ٣/٢٢٨.]]. (١/١١)
٢١- عن عبد خير، قال: سُئِلَ علي عن السبع المثاني. فقال: ﴿الحمد لله رب العالمين﴾. فقيل له: إنما هي ست آيات. فقال: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ آية[[أخرجه الدارقطني ١/٣١٣، والبيهقي في السنن ٢/٤٥، وأبو القاسم بن بشران في أماليه ١/٢٧٩ (٦٤٤). قال السيوطي: «بسند صحيح».]]. (١/١٠)
٢٢- عن عبدالرزاق، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبي، عن سعيد بن جبير، أخبره قال: ﴿ولقد آتيناك سبعا من المثاني﴾ أم القرآن؛ وقرأتها على سعيد كما قرأتها عليك: ثم قال: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ الآية السابعة.= (ز)
٢٣- قال عبد الله بن عباس: قد أخرجها الله لكم، فما أخرجها لأحد قبلكم. قال عبد الرزاق: قرأها علينا عبد الملك ابن جريج ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ آية، ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ آية، ﴿الرحمن الرحيم﴾ آية، ﴿مالك يوم الدين﴾ آية، ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾ آية، ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ آية، ﴿صراط الذين أنعمت عليهم﴾ إلى آخرها[[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ٢/٩٠. وقد أورد السيوطي ١/٥، ١١-٢٨ آثارًا عديدة في فضائل سورة الفاتحة، وكتابتها في القرآن، وحكم قراءتها في الصلاة.]]٤. (ز)
﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ١﴾ - نزولها
٢٤- عن عبد الله بن مسعود -من طريق قتادة- قال: كنا نكتب: باسمك اللهم. زمانًا؛ فلَمّا نزلت: ﴿قُلِ ٱدۡعُوا۟ ٱللَّهَ أَوِ ٱدۡعُوا۟ ٱلرَّحۡمَـٰنَۖ﴾ [الإسراء:١١٠] كتبنا: بسم الله الرحمن. فلَمّا نزلت: ﴿إِنَّهُۥ مِن سُلَیۡمَـٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾ [النمل:٣٠] كتبنا ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾[[أخرجه يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١١٧-. وإسناده ضعيف جدًّا، فيه أبو يعلى إسماعيل بن أمية متروك. انظر: ميزان الاعتدال ١/٢٥٤.]]. (ز)
٢٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك- قال: أولَ ما نزل جبريلُ على محمد قال: يا محمد، استعذ؛ قل: أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم. ثم قال: قل: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾. ثم قال: ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِی خَلَقَ﴾ [العلق:١]. قال عبد الله: وهي أول سورة أنزلها الله على محمد بلسان جبريل، فأمره أن يتعوذ بالله دون خلقه[[أخرجه ابن جرير ١/١١١، ١١٥، وابن أبي حاتم ١/٢٥-٢٦ (١، ٤، ٦)، والواحدي في أسباب النزول ص١٧. قال ابن كثير ١/١١٣: «وهذا الأثر غريب، وإنما ذكرناه ليُعرف، فإنّ في إسناده ضعفًا وانقطاعًا». قال ابن حجر في العجاب ١/٢٢٣: «الراوي له عن أبي رَوْق ضعيف؛ فلا ينبغي أن يُحْتَجَّ به».]]. (ز)
٢٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- قال: قامَ النبيُّ ﷺ بمكة، فقال: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾. فقالت قريش: دَقَّ الله فاك[[أخرجه الثعلبي ١/٩٠، والواحدي في أسباب النزول ص١٩. إسناده ضعيف جِدًّا؛ فيه محمد بن السائب الكلبي متهم بالكذب. انظر: ميزان الاعتدال ٣/٥٥٦.]]. (١/٥٢)
٢٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: كان رسول الله ﷺ إذا قرأ: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾ هَزَأ منه المشركون، وقالوا: محمد يذكر إلَهَ اليَمامة. وكان مسيلمةُ يَتَسَمّى: الرحمن، فلما نزلت هذه الآية أُمِرَ رسول الله ﷺ أن لا يجهر بها[[أخرجه الطبراني في الكبير ١١/٤٣٩ (١٢٢٤٥)، والأوسط ٥/٨٩ (٤٧٥٦). قال الطبراني في الأوسط: «لم يَرْوِ هذا الحديثَ عن سالم بن الأفطس إلا شريكٌ، تفرد به عَبّاد بن العوام». وقال الزيلعي في نصب الراية ١/٣٤٦: «ورد في الصحيح أن هذه الآية نزلت في قراءة القرآن جهرًا لا في البسملة، أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: نزلت هذه الآية: ﴿ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها﴾ ورسول الله مُخْتَفٍ بمكة، كان إذا صَلّى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإن سمعه المشركون سَبُّوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله لنبيه: ﴿ولا تجهر بصلاتك﴾، أي: بقراءتك، فيسب المشركون، فيسبوا القرآن ... وورد في الصحيح أيضًا أنها نزلت في الدعاء، أخرجه البخاري أيضًا عن زائدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة». وقال الهيثمي في المجمع ٢/١٠٨ (٢٦٣٠): «رجاله مُوَثَّقُون».]]. (١/٥٢)
٢٨- عن عامر الشعبي، قال: كان رسول الله ﷺ يكتب في بدء الأمر على رَسْم قريش: باسمك اللهم. حتى نزلت: ﴿وَقَالَ ٱرۡكَبُوا۟ فِیهَا بِسۡمِ ٱللَّهِ مَجۡرٜىٰهَا﴾ [هود:٤١]، فكتب: بسم الله. حتى نزلت: ﴿قُلِ ٱدۡعُوا۟ ٱللَّهَ أَوِ ٱدۡعُوا۟ ٱلرَّحۡمَـٰنَۖ﴾ [الإسراء:١١٠]، فكتب: بسم الله الرحمن. حتى نزلت: ﴿إِنَّهُۥ مِن سُلَیۡمَـٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾ [النمل:٣٠]، فكتب مثلها[[أورده البغوي في تفسيره ١/٥٢ دون إسناد.]]. (ز)
٢٩- عن عكرمة مولى ابن عباس= (ز)
٣٠- والحسن البصري -من طريق يزيد النحوي- قالا: أولُ ما أنزل الله تعالى من القرآن ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾[[أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص١٠٢.]]. (ز)
﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ١﴾ - هل البسملة آية من الفاتحة؟
٣١- عن أم سلمة: أنّ النبي ﷺ كان يقرأ: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين﴾، قَطَّعَها آية آية، وعدَّها عَدَّ الأعراب، وعَدَّ ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾آية، ولم يعُدَّ ﴿عليهم﴾[[أخرجه أحمد ٤٤/٢٠٦ (٢٦٥٨٣)، وأبو داود ٦/١٢٤ (٤٠٠١)، والترمذي ٥/١٨٥ (٣١٥٠) وليس فيه محل الشاهد، وابن خزيمة ١/٥٤٧ (٤٩٣) باللفظ الآتي بعده، والحاكم ١/٣٥٦ (٨٤٧)، والدارقطني ٢/٧٦ (١١٧٥) واللفظ له. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة». وقال الدارقطني -كما في المجموع للنووي ٣/٣٤٥-: «رجال إسناده كلهم ثقات». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «على شرطهما». وقال ابن الملقن في البدر المنير ٣/٥٥٥: «هذا حديث سائر رواته ثقات».]]. (١/٢٨)
٣٢- عن أم سلمة: أن رسول الله ﷺ قرأ في الصلاة: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ فعَدَّها آية، ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ آيتين، ﴿الرحمن الرحيم﴾ ثلاث آيات، ﴿مالك يوم الدين﴾ أربع آيات، وقال هكذا ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾، وجَمَعَ خمسَ أصابعه[[أخرجه ابن خُزَيْمَة ١/٥٤٧ (٤٩٣)، والحاكم ١/٣٥٦ (٨٤٨). وفي إسناده عمر بن هارون، قال الحاكم: «عمر بن هارون أصل في السُّنَّة، ولم يخرجاه، وإنما أخرجته شاهدًا». فتعقبه الذهبي في التلخيص بقوله: «أجمعوا على ضعفه. وقال النسائي: متروك».]]. (١/٦٧)
٣٣- عن بُرَيْدَة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا أخرج من المسجد حتى أخبرك بآية -أو سورة- لم تنزل على نبيٍّ بعد سليمان غيري». قال: فمشى، وتبعته حتى انتهى إلى باب المسجد، فأخرج إحدى رجليه من أُسْكُفَّة[[أُسْكُفَّة الباب: العتبة التي يوطأ عليها. لسان العرب (سكف).]] المسجد، وبَقِيَت الأخرى في المسجد، فقلت بيني وبين نفسي: نسي ذاك. فأقْبَلَ عليَّ بوجهه، فقال: «بأي شيء تَفْتَتِح القرآن إذا افْتَتَحْتَ الصلاة؟». قلت: بـ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾[[لفظ ابن أبي حاتم: ثم التفت إلي فقال: ﴿إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم﴾.]]. قال: «هي هي». ثم خرج[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٨٧٣ (١٦٣٠٦)، والطبراني في الأوسط ١/١٩٦ (٦٢٥)، والبيهقي ١٠/١٠٦ (٢٠٠٢٣). قال الطبراني: «لم يَرْوِ هذا الحديثَ عن ابن بريدة إلا عبدُ الكريم، ولا عن عبد الكريم إلا يزيدُ أبو خالد، تفرد به سلمة بن صالح». وقال البيهقي: «إسناده ضعيف». وقال الهيثمي في المجمع ٢/١٠٩ (٢٦٣٨): «فيه عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف لسوء حفظه، وفيه من لم أعرفهم». وقال السيوطي: «بسند ضعيف».]]. (١/٢٩)
٣٤- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ أنّه كان يقول: «﴿الحمد لله رب العالمين﴾ سبع آيات، إحداهن ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم، وهي أم القرآن، وفاتحة الكتاب ...»[[تقدم ذكره وتخريجه برقم ١٠.]]. (١/١٠)
٣٥- عن أبي هريرة، قال: كنت مع النبي ﷺ في المسجد، إذ دخل رجلٌ يُصَلِّي، فافتتح الصلاة، وتَعَوَّذَ، ثم قال: ﴿الحمد لله رب العالمين﴾. فسمع النبيُّ ﷺ، فقال: «يا رجل، قَطَعْتَ على نفسك الصلاة، أما علمت أن ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ من «الحمد»، فمن تركها فقد ترك آية، ومن ترك آية فقد قُطِعت عليه صلاته»[[أخرجه الثعلبي ١/١٠٤. إسناده ضعيف؛ فيه مجاهيل.]]. (١/٣٣)
٣٦- عن أنس، قال: صَلَّيْتُ مع رسول الله ﷺ، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فلم أسمع أحدًا منهم يقرأ: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾ [[أخرجه مسلم ١/٢٩٩ (٣٩٩) واللفظ له، وأخرجه البخاري ١/١٤٩ (٧٤٣) بلفظ: كانوا يفتتحون الصلاة بـ﴿الحمد لله رب العالمين﴾.]]. (ز)
٣٧- عن عبد الرزاق، عن ابن جُرَيْج، قال: أخبرني أبي، عن سعيد بن جبير، أخبره قال: ﴿ولقد آتيناك سبعا من المثاني﴾ [الحجر: ٨٧] أم القرآن، وقرأتها على سعيد كما قرأتها عليك، ثم قال: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ الآية السابعة. قال عبد الله بن عباس: قد أخرجها الله لكم فما أخرجها لأحد قبلكم. (ز)
٣٨- قال عبد الرزاق: قرأها علينا ابن جُرَيْج: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ آية، ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ آية، ﴿الرحمن الرحيم﴾ آية، ﴿مالك يوم الدين﴾ آية، ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾ آية، ﴿إهدنا الصراط المستقيم﴾ آية، ﴿صراط الذين أنعمت عليهم﴾ إلى آخرها[[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ٢/٩٠ (٢٦٠٩)، ومن طريقه ابن جرير ١٤/١١٤، والمستغفري في فضائل القرآن ١/٤٥٥ (٥٩٥)، وقد تقدم برقم٢٢-٢٤. إسناده ضعيف؛ عبد العزيز بن جريج والد عبد الملك يُضَعَّف. انظر: تهذيب الكمال ١٨/١١٧.]]. (ز)
٣٩- عن محمد بن كعب القرظي -من طريق أبي صَخْرٍ حميد بن زياد- قال: فاتحة الكتاب سبع آيات بـ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾[[أخرجه أبو عبيد ٢/١٩.]]٥. (١/٣٨)
﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ١﴾ - هل البسملة آية من القرآن؟
٤٠- عن طلحة بن عُبَيْد الله، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن ترك ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ فقد ترك آيةً من كتاب الله»[[أخرجه ابن بشران في أماليه ١/٨١ (١٥١)، وابن الأعرابي في معجمه ١/٤٠٣ (٧٦٠)، والثعلبي ١/١٠٤. قال ابن الجوزي في التحقيق ١/٣٤٨: «يرويه سليم بن مسلم المكي، قال يحيى بن معين: ليس بثقة».]]. (١/٣٣)
٤١- عن ابن عمر، أنّ رسول الله ﷺ قال: «كان جبريلُ إذا جاءني بالوحي أول ما يُلقي عليَّ ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾»[[أخرجه الدارقطني ٢/٧٢ (١١٦٧)، والطبراني في الأوسط ٤/١٠ (٣٤٨٠). قال الطبراني: «لم يروه عن موسى بن عقبة إلا داود بن عطاء». وقال السيوطي: «بسند ضعيف».]]. (١/٣٠)
٤٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: كان النبي ﷺ لا يعرف فصل السورة -وفي لفظ: خاتمة السورة- حتى ينزل عليه: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾. زاد البَزّار والطَّبَرانِيُّ: فإذا نزلت عرف أن السورة قد خُتِمَت، واستقبلت -أو ابتُدِئت- سورة أخرى[[أخرجه أبو داود ٢/٩١ (٧٨٨)، والبزار ٣/٤٠ -كما في كشف الأستار (٢١٨٧)-، والطبراني ١٢/ ٨١ (١٢٥٤٤)، ١٢/٨٢ (١٢٥٤٥)، والحاكم ١/٣٥٥ (٨٤٤). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخَرِّجاه». وعزاه ابن كثير ١/١١٦ إلى أبي داود، وقال: «بإسناد صحيح». وقال ابن حجر في العجاب ١/٢٢٤: «رواته ثقات، وأخرجه أبو داود، لكنه اختلف في وصله وإرساله، وأورد الواحدي له شاهِدَيْن بسندين ضعيفين».]]. (١/٣١)
٤٣- عن عبد الله بن مسعود -من طريق عبد الله بن أبي حسين- قال: كُنّا لا نعلم فَصْلَ ما بين السورتين حتى تنزل: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾[[أخرجه البيهقي في الشعب ٤/٢٢ (٢١٢٩)، والواحدي في أسباب النزول ١/١٧. وضَعَّفَه ابنُ حجر في العُجاب ١/٢٢٥.]]. (١/٣٢)
٤٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: كان المسلمون لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾، فإذا نزلت عرفوا أن السورة قد انقَضَتْ[[أخرجه الحاكم ١/٣٥٦ (٨٤٦). وقال الحاكم: «حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه». وقال ابن المُلَقِّن في البدر المنير ٣/٥٦١ بعد ذكر كلام الحاكم: «وهو كما قال».]]. (١/٣١)
٤٥- عن ابن عباس: أنّ النبي ﷺ كان إذا جاءه جبريل، فقرأ: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾؛ عَلِم أنها سورة[[أخرجه الحاكم ١/٣٥٥ (٨٤٤). وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه». وفي إسناده المثنى بن صباح، لذا تَعَقَّبَ الذهبيُّ الحاكمَ بقوله: «مثنى، قال النسائي: متروك». وقال ابن الملقن في البدر المنير ٣/٦١: «فيه نظر؛ فإن فيه المثنى بن الصباح، وهو ضعيف. قال أحمد: لا يساوي شيئًا، هو مضطرب. وقال النسائي: متروك الحديث. وضَعَّفَه يحيى والدارقطني».]]. (١/٣٢)
٤٦- عن سعيد بن جبير -من طريق عمرو بن دينار- أنّه في عهد النبي ﷺ كانوا لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾، فإذا نزلت علموا أن قد انقَضَتْ سورةٌ ونَزَلَتْ أُخْرى[[أخرجه أبو عبيد ٢/١٩. وروي عن سعيد، عن ابن عباس مرفوعًا.]]. (١/٣١)
٤٧- عن علي بن أبي طالب: أنّه كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾. وكان يقول: من ترك قراءتها فقد نقص. وكان يقول: هي تمام السبع المثاني[[أخرجه الثعلبي ١/١٠٣. وفي إسناده الحسين بن عبد الله، وهو الحسين بن عبد الله بن ضميرة بن أبي ضميرة، متروك الحديث عند علماء الجرح والتعديل. ينظر: ميزان الاعتدال ١/٥٣٨.]]. (١/٣٣)
٤٨- عن عبيد بن رِفاعَة: أنّ معاوية قَدِم المدينة، فصلّى بهم، ولم يقرأ ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾، ولم يُكَبِّر إذا خَفَضَ وإذا رفع، فناداه المهاجرون والأنصار حين سلَّم: يا معاوية، أسرقت صلاتك؟ أين ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾؟ وأين التكبير إذا خفضت وإذا رفعت؟ فصَلّى بهم صلاة أخرى. فقال: ذلك فيها الذي عابوا عليه[[أخرجه الشافعي في الأم ١/١٠٨، والدارقطني ١/٣١١، والحاكم ١/٢٣٣، والبيهقي في الكبرى ٢/٥٠، وأورده السيوطي بمعناه.]]. (١/٣٣)
٤٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج، عن أبيه، عن سعيد بن جبير- قال: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ آية من كتاب الله[[أخرجه ابن الضُّرَيس ص٢٨.]]. (١/٢٩)
٥٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عمر بن ذَرٍّ، عن أبيه- قال: اسْتَرَقَ الشيطانُ من الناس أعظمَ آية من القرآن؛ ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾[[أخرجه البيهقي ٢/٥٠ وفيه بلفظ: من أهل القرآن، بدل: من الناس. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور في سننه، وابن خزيمة في كتاب البسملة. وذكر أنه في لفظ البيهقي: من أهل العراق.]]. (١/٣٠)
٥١- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: أغْفَلَ الناسُ آيةً من كتاب الله لم تنزل على أحد سِوى النبي ﷺ، إلا أن يكون سليمان بن داود ﵉: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾[[أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ٢/١٩، والبيهقي في شعب الإيمان (٢٣٢٨). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١/٣٠)
٥٢- عن عبد الله بن عمر -من طريق نافع- قال: نزلت ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾ في كل سورة[[أخرجه الواحدي في أسباب النزول ١/١١٥.]]. (١/٣١)
٥٣- عن الحسن البصري -من طريق الحسن بن دينار- قال: لم تنزل ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾ في شيء من القرآن إلا في هذه الآية: ﴿إنه من سليمان ...﴾ [النمل:٣٠]، ويجعله مفتاح القراءة إذا قرأ[[أخرجه يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١١٧-.]]. (ز)
٥٤- عن يحيى بن عتيق، قال: كان الحسن البصري يقول: اكتبوا في أول الإمام: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾، واجعلوا بين كل سورتين خَطًّا[[أخرجه ابن الضُّرَيس (٤٣).]]٦٧. (١/٥٤)
﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ١﴾ - تفسير البسملة
٥٥- عن ابن عباس: أنّ عثمان بن عفان سأل النبي ﷺ عن ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾. فقال: «هو اسم من أسماء الله تعالى، وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها من القُرْب»[[أخرجه الحاكم ١/٧٣٨ (٢٠٢٧)، وابن أبي حاتم ١/٢٥ (٥). قال ابن أبي حاتم في العِلَل ٥/٣٤٢ (٢٠٢٩): «قال أبِي: هذا حديث منكر». وقال الذهبي في الميزان ٢/١٨٢ (٣٣٥٨) «خبر منكر، بل كذب».]]. (١/٣٨)
٥٦- عن ابن عباس -من طريق الضحاك- عن النبي ﷺ، قال: «إنّ الله أنزَلَ عَلَيَّ سورة لم يُنزِلها على أحد من الأنبياء والرسل من قبلي». قال النبي ﷺ: «قال الله تعالى: قسمت هذه السورة بيني وبين عبادي؛ فاتحة الكتاب، جعلت نصفها لي ونصفها لهم، وآية بيني وبينهم، فإذا قال العبد: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ قال الله: عبدي دعاني باسمين رقيقين، أحدهما أرق من الآخر، فالرحيم أرق من الرحمن، وكلاهما رقيقان ...»[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ٤/٣٧ (٢١٤٧). وقال: قوله: «رقيقان» قيل: هذا تصحيف وقع في الأصل، وإنما هو: رفيقان، والرفيق من أسماء الله تعالى. قال المتقي الهندي في كنز العمال ٢/٣٠٠ (٤٠٥٥): «وفي سنده ضعف وانقطاع، ويظهر لي أن فيه ألفاظًا مدرجة من قول ابن عباس».]]. (١/٤٢)
﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ﴾ - تفسير
٥٧- عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ عيسى ابن مريم أسْلَمَتْهُ أُمُّه إلى الكُتّاب لِيُعَلِّمه، فقال له المعلم: اكتب ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾. قال له عيسى: وما ﴿بسم الله﴾؟ قال المعلم: لا أدري. فقال له عيسى: الباء بهاء الله، والسين سناؤه، والميم مملكته، والله إله الآلهة، والرحمن رحمان الدنيا والآخرة، والرحيم رحيم الآخرة»[[أخرجه ابن جرير ١/١١٩، والثعلبي ١/٩٣-٩٤، وأبو نعيم في الحلية ٧/٢٥١. قال ابن الجوزي في الموضوعات ١/٢٠٤: «هذا حديث موضوع محال». وقال ابن كثير (١/١١٩): «وهذا غريب جدًا، وقد يكون صحيحًا إلى من دون رسول الله ﷺ، ويكون من الإسرائيليات لا من المرفوعات». وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة ص٤٩٧ (٧٥): «هو موضوع، كما قال ابن الجوزي، وفي إسناده: إسماعيل بن يحيى كذاب».]]٨. (١/٣٨)
٥٨- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر-، مثله[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٥ (٢).]]. (١/٣٩)
٥٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- قال: أولَ ما نزل جبريل على محمد قال له جبريل: قل: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾، يا محمد. يقول: اقرأ بذكر الله، والله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين[[أخرجه ابن جرير ١/١١٢، ١٢١، وابن أبي حاتم ١/٢٥ (٤) وزاد: قال له جبريل: قل يا محمد: بسم الله. يقول: اقرأ بذكر ربك، وقم واقعد بذكره؛ بسم الله الرحمن. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ١/١١٣: «هذا الأثر غريب، وإنما ذكرناه ليعرف، فإن في إسناده ضعفًا وانقطاعًا».]]٩. (١/٣٩)
٦٠- عن عبد الله بن عباس، قال: اسم الله الأعظم هو الله[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١/٣٩)
٦١- عن جابر بن زيد -من طريق حَيّان الأعرج- قال: اسم الله الأعظم هو الله، ألا ترى أنه في جميع القرآن يبدأ به قبل كلِّ اسم[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٠/٢٧٣، والبخاري في تاريخه ١/٢٠٩، وابن الضُّرَيس في فضائل القرآن ص١٥٠، وابن أبي حاتم ١/٢٥ واللفظ له.]]. (١/٤٠)
٦٢- عن عامر الشعبي -من طريق مِسْعَر، عمَّن سمع الشعبي- قال: اسم الله الأعظم هو: يا الله[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٠/٢٧٣. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي الدنيا في الدعاء.]]١٠. (١/٤٠)
﴿ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ١﴾ - تفسير
٦٣- عن عائشة، قالت: قال لي أبي: ألا أُعَلِّمُكِ دعاء عَلَّمَنِيه رسول الله ﷺ. قال: وكان عيسى يعلمه الحواريين، لو كان عليك مثل أحد ذهبًا لقضاه الله عنكِ. قلت: بلى. قال: قولي: «اللهم فارجَ الهم، كاشفَ الغم، -وفي لفظ عند البزار: وكاشف الكرب- مجيبَ دعوة المضطرين، رحمنَ الدنيا والآخرة ورحيمَهما، أنت ترحمني، فارحمني رحمة تُغْنِينِي بها عَمَّن سِواك»[[أخرجه الحاكم ١/٦٩٦ (١٨٩٨)، والبزار في البحر الزخار ١/١٣١ (٦٢). قال البزار: «الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن رسول الله ﷺ إلا أبو بكر، ولا نعلم له طريقًا عن أبي بكر إلا هذا الطريق، والحكم بن عبد الله ضعيف جدًّا، وإنما ذكرنا هذا الحديث إذ لم نحفظه عن رسول الله ﷺ إلا من هذا الوجه، وقد حَدَّث به على ما فيه أهل العلم، واحتملوه». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/١٨٦ (١٧٤٤٤): «فيه الحكم بن عبد الله الأيلي، وهو متروك». وقال السيوطي: «بسند ضعيف».]]. (١/٤١)
٦٤- عن عبد الرحمن بن سابط، قال: كان رسول الله ﷺ يدعو بهؤلاء الكلمات، ويُعَلِّمُهُنَّ: «اللهم فارجَ الهم، وكاشفَ الكرب، ومجيبَ المضطرين، ورحمنَ الدنيا والآخرة ورحيمَهما، ارحمني اليوم رحمة تغنيني بها عن رحمة سِواك»[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٥/٤٠٨ (٣٠٤٨٦). إسناده ضعيف، ابن سابط لم يدرك النبي ﷺ؛ فالحديث مرسل. انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (٤٦٤).]]. (١/٤١)
٦٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- قال: ﴿ٱلرَّحۡمَـٰنِ﴾: وهو الرقيق. ﴿ٱلرَّحِیمِ﴾: وهو العاطف على خلقه بالرزق. وهما اسمان رقيقان، أحدهما أرَقُّ من الآخر[[أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ١/١٣٩ (٨٢).]]١١. (١/٤٠)
٦٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك- قال: ﴿ٱلرَّحۡمَـٰنِ﴾: الفَعْلان من الرحمة. و﴿ٱلرَّحِیمِ﴾: الرفيق الرقيق بمن أحب أن يرحمه، والبعيد الشديد على من أحب أن يضعِّف عليه العذاب[[أخرجه ابن جرير ١/١٢٨-١٢٩، وابن أبي حاتم ١/٢٦ (٦) مختصرًا.]]. (١/٣٩)
٦٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: ليس أحد يُسمّى الرحمن غيره[[أخرجه ابن أبي حاتم ٨/٢٧١٥.]]. (ز)
٦٨- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جُوَيْبِر- قال: الرحمن لجميع الخلق، والرحيم بالمؤمنين خاصة[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٨ (٢٠).]]١٢. (١/٤٠)
٦٩- عن الحسن البصري -من طريق عوف- قال: ﴿الرحمن﴾ اسم ممنوع[[أخرجه ابن جرير ١/١٣٤.]]. (١/٤٠)
٧٠- عن الحسن البصري -من طريق أبي الأشهب- قال: ﴿الرحيم﴾ اسم لا يستطيع الناس أن ينتحلوه، تسمى به تبارك وتعالى[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٦.]]. (١/٤٠)
٧١- عن الحسن البصري -من طريق أبي الأشهب- أنّه قال: هذان الاسمان من أسماء الله ممنوعان، لم يستطع أحد من الخلق أن ينتحلهما: الله، والرحمن[[أخرجه يحيى بن سلّام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١١٧-.]]. (ز)
٧٢- عن خالد بن صفوان -من طريق الحكم بن هشام-: في قوله: ﴿ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾، قال: هما رقيقان، أحدهما أرق من الآخر[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٨.]]. (١/٤٢)
٧٣- عن عطاء الخراساني -من طريق أبي الأَزْهَر نصر بن عمرو اللخمي- قال: كان الرحمن، فلما اختُزِل[[اختُزِل: الاختزال: الاقتطاع، يقال: اختزل المال؛ إذا اقتطعه. لسان العرب (خزل). والمراد أن اسم الرحمن اقتطع منه سبحانه كما يقتطع المال من صاحبه.]] الرحمن من اسمه؛ كان الرحمن الرحيم[[أخرجه ابن جرير ١/١٢٩. وينظر: الفتح ٨/١٥٥.]]١٣. (١/٤١)
٧٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ﴾ اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر، ﴿الرحمن﴾ يعني: المترحم. ﴿الرحيم﴾ يعني: المتعطف بالرحمة[[تفسير مقاتل ١/٣٦.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.