قوله: ﴿وَلِلَّهِ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ﴾، الآية.
"الإلْحَادُ" في اللغة: الجَوْرُ والميل عن القصد.
قال الكسائي: يقال: "أَلْحَدَ": عدل عن القصد. و "لحَدَ": رَكَنَ إلى الشيء. وعلى ذلك قرأ ﴿يُلْحِدُونَ﴾ في "النحل"، [يعني]: يَرْكنُونَ.
واللغة الفصيحة، "أَلْحَدَ" الرجل في دينه: إذا مال وجار. و "لَحَدَ" القبر. وقد تدخل [كل] واحدة منهما على الأخرى.
ومعنى: ﴿وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ أَسْمَآئِهِ﴾.
قال بعض العلماء: هو نهي من الله، (عز وجل)، أنْ يُدْعى بِمَا لاَ يَجُوزُ أَنْ يُوْصَفَ بِهِ، وذلك أنهم عدلوا بأسمائه فسموا ببعض اشتقاقها وبعض حروفها آلهتهم. قالوا: "اللات" مشتق من "الله". وسموا بـ: "العزى"، أخذوه من "العزيز".
قال مجاهد: أخذوا "العُزَّى" من "العِزَّة".
قال ابن عباس ﴿يُلْحِدُونَ﴾: يكذبون.
وقال قتادة: يشركون.
وقال ابن زيد: هذا مَنْسُوخٌ نسخه القتال.
وقيل: إنَّ هذا مُحْكَمُ، وإنما هو تَهْدِيدٌ وَوَعيدٌ من الله (عز وجل)، لا أنه (تعالى)، أمر نبيه (عليه السلام)، أن يتركهم يلحدون في آيات الله (عز وجل)، وهو مثل: ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ﴾ [الحجر: ٣].
* * *
قوله: ﴿فَٱدْعُوهُ بِهَا﴾، وقف.
﴿فِيۤ أَسْمَآئِهِ﴾، وقف.
{"ayah":"وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَاۤءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُوا۟ ٱلَّذِینَ یُلۡحِدُونَ فِیۤ أَسۡمَـٰۤىِٕهِۦۚ سَیُجۡزَوۡنَ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ"}