قوله: ﴿وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ...﴾ الآية:
المعنى: ولن تطيقوا أيها الرجال أن تسووا بين النساء في حبهن بقاؤكم حتى تعدلوا بينهن، فلا تكون لبعضهن مزية على بعض ﴿وَلَوْ حَرَصْتُمْ﴾ فإن ذلك مما لا تقدرون عليه ﴿فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ﴾ أي: لا تميلوا على من لم تملكوا صحبته من قلوبكم فتجوروا عليها بترك أداء الواجب لها ﴿فَتَذَرُوهَا كَٱلْمُعَلَّقَةِ﴾ أي كالتي هي لا ذات زوج، ولا هي أيم.
وليس في قوله: ﴿فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ﴾ دليل على جواز بعض الميل، إنما معناه لا تميلوا بما تقدرون على تركه ميل الميل فهو أمر يُغلب الإنسان عليه، ولذلك كان عمر رضي الله عنه يقول: "اللهم أما قلبي فلا أملك، وأما غير ذلك فأرجو أن أعدل".
وكان النبي ﷺ يقسم بين نسائه فيعدل ويقول: "اللهم هذه قسمتي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك
قال ابن أبي مليكة: "نزل ذلك في عائشة رضي الله عنها. يعني كان النبي ﷺ يحبها أكثر من غيرها".
قال سفيان: "نزلت في الحب والجماع".
وقال السدي: ﴿فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ﴾ قال: "تجوز عليها فلا تنفق ولا تقسم".
وروى أبو هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: "من كانت له امرأتان يميل [مع] إحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه ساقط
وقال قتادة: "المعلقة": المحبوسة.
وقال ابن جبير: "لا مطلقة ولا ذات بعل.
* * *
قوله: ﴿وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ﴾ أي تصلحوا أعمالكم، فتعدلوا في أزواجكم، وتتقوا الله فيهن ﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ﴾ لم يزل ﴿غَفُوراً رَّحِيماً﴾ لكم أي يستر عليكم ما سلف منكم (رحيماً بكم).
{"ayah":"وَلَن تَسۡتَطِیعُوۤا۟ أَن تَعۡدِلُوا۟ بَیۡنَ ٱلنِّسَاۤءِ وَلَوۡ حَرَصۡتُمۡۖ فَلَا تَمِیلُوا۟ كُلَّ ٱلۡمَیۡلِ فَتَذَرُوهَا كَٱلۡمُعَلَّقَةِۚ وَإِن تُصۡلِحُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا"}