﴿إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ﴾ مجاز «إلّا» هاهنا مجاز الواو، كقولك: وقوم يونس لم يؤمنوا حتى رأوا العذاب الأليم فآمنوا ف «كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ» [[«فآمنوا ... الخزي» : نص الآية: ﴿لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ﴾ .]] وقال فى ذلك [عنز بن دجاجة المازنىّ] :
من كان أسرع فى تفرّق فالج ... فلبونه جربت معا وأغدّت (٧٧)
إلّا كنا شرة الذي ضيّعتم ... كالغصن فى غلوائه المتنبّت
وقال [الأعشى] :
من مبلغ كسرى إذا ما جئته ... عنّى قواف غارمات شرّدا [[هـ: ديوانه ٧- والسمط ٨٢٠ واللسان (طوى) .]]
إلّا كخارجة المكلّف نفسه ... وابني قبيصة أن أغيب ويشهدا [[البيتان فى ديوان الأعشى ١٥٣، الأول هو ٢٤ من القصيدة والثاني فهو ٢٧ منها. أما الأبيات التي تركناها فى الحاشية وهى رواية نسخة فتخالف رواية الديوان والفرق بين الروايتين ليس بيسير.]]
أي وكخارجة وابني قبيصة ثم جاء معنى هذا ﴿فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها﴾ مجازه: فهلّا كانت قرية إذا رأت بأسنا آمنت فكانت مثل قوم يونس. ولها مجاز آخر قالوا فيه: «إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ» (٩٦، ٩٧) ثم استثنى منهم فقال: إلّا أن قوم يونس لمّا رأوا العذاب آمنوا فنفعهم إيمانهم فكشفنا عنهم عذاب الخزي.
ويقال: يونس ويؤنس كأنه يفعل من: آنسته.
{"ayah":"فَلَوۡلَا كَانَتۡ قَرۡیَةٌ ءَامَنَتۡ فَنَفَعَهَاۤ إِیمَـٰنُهَاۤ إِلَّا قَوۡمَ یُونُسَ لَمَّاۤ ءَامَنُوا۟ كَشَفۡنَا عَنۡهُمۡ عَذَابَ ٱلۡخِزۡیِ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَمَتَّعۡنَـٰهُمۡ إِلَىٰ حِینࣲ"}