الباحث القرآني

(p-٦٢٣١)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُورَةُ الزَّلْزَلَةِ قالَ ابْنُ كَثِيرٍ: مَكِّيَّةٌ. ورَجَّحَ السُّيُوطِيُّ أنَّها مَدَنِيَّةٌ. وآيُها ثَمانٍ. رَوى التِّرْمِذِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ "إذا زُلْزِلَتْ" تَعْدِلُ نِصْفَ القُرْآنِ. و"قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ" تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ. و"قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ" تَعْدِلُ رُبُعَ القُرْآنِ». . وسَيَأْتِي سِرُّ ذَلِكَ في تَفْسِيرِ سُورَةِ الكافِرِينَ والإخْلاصِ إنْ شاءَ اللَّهُ تَعالى. (p-٦٢٣٢)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [ ١ - ٢ ] ﴿إذا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزالَها﴾ ﴿وأخْرَجَتِ الأرْضُ أثْقالَها﴾ [الزلزلة: ٢] ﴿إذا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزالَها﴾ أيْ: أصابَها ذَلِكَ الزِّلْزالُ الشَّدِيدُ والِاهْتِزازُ الرَّهِيبُ. فالإضافَةُ لِلتَّفْخِيمِ أوْ الِاخْتِصاصِ، بِمَعْنى الزِّلْزالِ المَخْصُوصِ بِها، وهي الرَّجَّةُ الَّتِي لا غايَةَ وراءَها. والأقْرَبُ الأوَّلُ لِآيَةِ: ﴿يا أيُّها النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكم إنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾ [الحج: ١] وقُرِئَ بِفَتْحِ الزّايِ، وقَدْ قِيلَ: هُما مَصْدَرانِ. وقِيلَ: المَفْتُوحُ اسْمٌ والمَكْسُورُ مَصْدَرٌ، وهو المَشْهُورُ. َ ﴿وأخْرَجَتِ الأرْضُ أثْقالَها﴾ [الزلزلة: ٢] أيْ: قَذَفَتْ ما في باطِنِها مِن كُنُوزٍ ودَفائِنَ وأمْواتٍ وغَيْرِ ذَلِكَ. لِشِدَّةِ الزَّلْزَلَةِ وتَشَقُّقِ ظَهْرِها. كَقَوْلِهِ: ﴿وإذا الأرْضُ مُدَّتْ﴾ [الإنشقاق: ٣] ﴿وألْقَتْ ما فِيها وتَخَلَّتْ﴾ [الإنشقاق: ٤] والأثْقالُ جَمْعُ (ثَقَلٍ)، بِفَتْحَتَيْنِ وهو مَتاعُ المُسافِرِ وكُلُّ نَفِيسٍ مَصُونٍ. وهَذا عَلى الِاسْتِعارَةِ. ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ بِكَسْرٍ فَسُكُونٍ بِمَعْنى حِمْلِ البَطْنِ، عَلى التَّشْبِيهِ أيْضًا؛ لِأنَّ الحِمْلَ يُسَمّى ثِقْلًا كَما في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَلَمّا أثْقَلَتْ﴾ [الأعراف: ١٨٩] قالَهُ الشَّرِيفُ المُرْتَضى في (الدُّرَرِ).
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب