الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [ ١٠ - ١٥ ] ﴿وأمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ وراءَ ظَهْرِهِ﴾ ﴿فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا﴾ [الإنشقاق: ١١] ﴿ويَصْلى سَعِيرًا﴾ [الإنشقاق: ١٢] ﴿إنَّهُ كانَ في أهْلِهِ مَسْرُورًا﴾ [الإنشقاق: ١٣] ﴿إنَّهُ ظَنَّ أنْ لَنْ يَحُورَ﴾ [الإنشقاق: ١٤] ﴿بَلى إنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيرًا﴾ [الإنشقاق: ١٥] (p-٦١٠٩)﴿وأمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ وراءَ ظَهْرِهِ﴾ أيْ: أُعْطِيَ كِتابَ عَمَلِهِ بِشِمالِهِ مِن وراءِ ظَهْرِهِ، وهو عَلى هَيْئَةِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِ، أمامَ المَلِكِ المُنْصَرِفِ بِهِ عَنْ ذاكَ المَقامِ إلى دارِ الهَوانِ ﴿لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ ولِلَّهِ المَثَلُ الأعْلى وهو العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ [النحل: ٦٠] ﴿فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا﴾ [الإنشقاق: ١١] أيْ: يُنادِي بِالهَلاكِ وهو أنْ يَقُولَ: واثُبُوراهُ! واوَيْلاهُ! وهو مِن قَوْلِهِمْ دَعا فُلانٌ لَهْفَهُ، إذا قالَ: والَهْفاهُ. ﴿ويَصْلى سَعِيرًا﴾ [الإنشقاق: ١٢] أيْ: يَدْخُلُ نارًا يَحْتَرِقُ بِها. ﴿إنَّهُ كانَ في أهْلِهِ مَسْرُورًا﴾ [الإنشقاق: ١٣] أيْ: مُنَعَّمًا مُسْتَرِيحًا مِنَ التَّفَكُّرِ في الحَقِّ والدُّعاءِ إلَيْهِ والصَّبْرِ عَلَيْهِ لا يَهُمُّهُ إلّا أجْوَفاهُ، بَطَرًا بِالنِّعَمِ، ناسِيًا لِمَوْلاهُ ﴿إنَّهُ ظَنَّ أنْ لَنْ يَحُورَ﴾ [الإنشقاق: ١٤] أيْ: لَنْ يَرْجِعَ إلى رَبِّهِ، أوْ إلى الحَياةِ بِالبَعْثِ لِاعْتِقادِهِ أنَّهُ يَحْيى ويَمُوتُ ولا يُهْلِكُهُ إلّا الدَّهْرُ؛ فَلَمْ يَكُ يَرْجُو ثَوابًا ولا يَخْشى عِقابًا ولا يُبالِي ما رَكِبَ مِنَ المَآثِمِ، عَلى خِلافِ ما قِيلَ عَنِ المُؤْمِنِينَ: ﴿قالُوا إنّا كُنّا قَبْلُ في أهْلِنا مُشْفِقِينَ﴾ [الطور: ٢٦] ﴿إنِّي ظَنَنْتُ أنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ﴾ [الحاقة: ٢٠] "بَلى" أيْ: لَيَحُورَنَّ ولَيَرْجِعَنَّ إلى رَبِّهِ حَيًّا كَما كانَ قَبْلَ مَماتِهِ ﴿إنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيرًا﴾ [الإنشقاق: ١٥] أيْ: بِما أسْلَفَ في أيّامِهِ الخالِيَةِ فَيُجازِيهِ عَلَيْهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب