الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [٩ - ١٢] ﴿وجاءَ فِرْعَوْنُ ومَن قَبْلَهُ والمُؤْتَفِكاتُ بِالخاطِئَةِ﴾ ﴿فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأخَذَهم أخْذَةً رابِيَةً﴾ [الحاقة: ١٠] ﴿إنّا لَمّا طَغى الماءُ حَمَلْناكم في الجارِيَةِ﴾ [الحاقة: ١١] ﴿لِنَجْعَلَها لَكم تَذْكِرَةً وتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ﴾ [الحاقة: ١٢] ﴿وجاءَ فِرْعَوْنُ ومَن قَبْلَهُ﴾ أيْ: مِنَ الأُمَمِ المُكَذِّبَةِ، كَقَوْمِ نُوحٍ وعادٍ وثَمُودَ ﴿والمُؤْتَفِكاتُ﴾ وهي قُرى قَوْمِ لُوطٍ ﴿بِالخاطِئَةِ﴾ أيْ: بِالخَطَأِ، أوِ الأفْعالِ الخاطِئَةِ، عَلى المَجازِ في النِّسْبَةِ. ﴿فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأخَذَهم أخْذَةً رابِيَةً﴾ [الحاقة: ١٠] أيْ: زائِدَةً في الشِّدَّةِ. ﴿إنّا لَمّا طَغى الماءُ﴾ [الحاقة: ١١] أيْ: كَثُرَ وتَجاوَزَ حَدَّهُ المَعْرُوفَ، بِسَبَبِ إصْرارِ قَوْمِ نُوحٍ عَلى الكُفْرِ والمَعاصِي، وتَكْذِيبِهِ، عَلَيْهِ السَّلامُ ﴿حَمَلْناكم في الجارِيَةِ﴾ [الحاقة: ١١] أيِ: السَّفِينَةِ الَّتِي تَجْرِي في الماءِ. قالَ ابْنُ جَرِيرٍ: خاطَبَ الَّذِينَ نَزَلَ فِيهِمُ القُرْآنُ، وإنَّما حَمَلَ أجْدادَهم نُوحًا ووَلَدَهُ؛ لِأنَّ الَّذِينَ خُوطِبُوا بِذَلِكَ، ولَدُ الَّذِينَ حُمِلُوا في الجارِيَةِ، فَكانَ حَمْلُ الَّذِينَ حُمِلُوا فِيها مِنَ الأجْدادِ، حَمْلًا لِذُرِّيَّتِهِمْ، ﴿لِنَجْعَلَها﴾ [الحاقة: ١٢] أيْ: تِلْكَ الفِعْلَةَ الَّتِي هي إنْجاءُ المُؤْمِنِينَ، وإغْراقُ الكافِرِينَ ﴿لَكم تَذْكِرَةً﴾ [الحاقة: ١٢] أيْ: آيَةً وعِبْرَةً تَذْكُرُونَ بِها صِدْقَ وعْدِهِ في نَصْرِ رُسُلِهِ، وتَدْمِيرِ أعْدائِهِ. ﴿وتَعِيَها﴾ [الحاقة: ١٢] أيْ: تَحْفَظُها ﴿أُذُنٌ واعِيَةٌ﴾ [الحاقة: ١٢] أيْ: حافِظَةٌ لِما سَمِعَتْ عَنِ اللَّهِ، مُتَفَكِّرَةٌ فِيهِ. (p-٥٩١٤)
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب