الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [١٥] ﴿إنَّما أمْوالُكم وأوْلادُكم فِتْنَةٌ واللَّهُ عِنْدَهُ أجْرٌ عَظِيمٌ﴾ ﴿أنَّما أمْوالُكم وأوْلادُكم فِتْنَةٌ﴾ [الأنفال: ٢٨] أيْ: تَفْتَتِنُ بِهِما النَّفْسُ، ويَجْرِي عَلَيْها البَلاءُ بِهِما، إذا أُوثِرا عَلى مَحَبَّةِ الحَقِّ. ﴿واللَّهُ عِنْدَهُ أجْرٌ عَظِيمٌ﴾ أيْ: لِمَن آثَرَ طاعَةَ اللَّهِ ومَحَبَّتَهُ عَلَيْهِما. رَوى ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ الضَّحّاكِ قالَ: هَذا في أُناسٍ مِن قَبائِلِ العَرَبِ، كانَ يُسْلِمُ الرَّجُلُ أوِ النَّفَرُ مِنَ الحَيِّ، فَيَخْرُجُونَ مِن عَشائِرِهِمْ، ويَدَعُونَ أزْواجَهم وأوْلادَهم وآباءَهم عامِدِينَ إلى النَّبِيِّ ﷺ، فَتَقُومُ عَشائِرُهم وأزْواجُهم وأوْلادُهم وآباؤُهم فَيُناشِدُونَهُمُ اللَّهَ (p-٥٨٢٦)لا يُفارِقُوهُمْ، ولا يُؤْثِرُوا عَلَيْهِمْ غَيْرَهُمْ، فَمِنهم مَن يَرِقُّ ويَرْجِعُ إلَيْهِمْ، ومِنهم مَن يَمْضِي حَتّى يَلْحَقَ بِنَبِيِّ اللَّهِ ﷺ. وعَنْ مُجاهِدٍ: يَحْمِلُ الرَّجُلُ مالَهُ ووَلَدَهُ عَلى قَطِيعَةِ الرَّحِمِ، أوْ مَعْصِيَةِ رَبِّهِ، فَلا يَسْتَطِيعُ الرَّجُلُ مَعَ حُبِّهِ إلّا أنْ يُطِيعَهُ بِهِ، فَلِذَلِكَ وُعِدَ في إيثارِ طاعَةِ اللَّهِ، وأداءِ حَقِّ اللَّهِ في الأمْوالِ الأجْرَ العَظِيمَ؛ وهو الجَنَّةُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب