الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [٧٨] ﴿فَلَمّا رَأى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هَذا رَبِّي هَذا أكْبَرُ فَلَمّا أفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إنِّي بَرِيءٌ مِمّا تُشْرِكُونَ﴾ ﴿فَلَمّا رَأى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هَذا رَبِّي﴾ عَلى نَحْوِ ما تَقَدَّمَ، وتَذْكِيرُ اسْمِ الإشارَةِ لِتَذْكِيرِ الخَبَرِ، أوْ لِأنَّهُ أرادَ: هَذا الطّالِعُ، أوِ الَّذِي أراهُ، أوْ لِصِيانَةِ الرَّبِّ عَنْ شُبْهَةِ التَّأْنِيثِ، لِيَسْتَدْرِجَهم. إذْ لَوْ حَقَّرَ بِوَجْهٍ ما كانَ سَبَبًا لِعَدَمِ إصْغائِهِمْ - وعَلى الأخِيرِ اقْتَصَرَ المَهايِمِيُّ - فَقالَ: لَمْ يُؤَنِّثْهُ لِئَلّا يُعارِضَ عَظَمَتَهَ نَقْصُ الأُنُوثَةِ، ولَوْ غَيْرَ حَقِيقَةٍ، وهي وإنْ كانَتْ في الواقِعِ لَمْ يَأْتِ بِها لَفْظًا؛ لِأنَّهُ قَصَدَ بِذَلِكَ مُساعَدَةَ الخَصْمِ أوَّلًا. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿هَذا أكْبَرُ﴾ أيْ: أكْبَرُ الكَواكِبِ جِرْمًا، وأعْظَمُها قُوَّةً، فَهو أوْلى بِالإلَهِيَّةِ. وفِيهِ تَأْكِيدٌ لِما رامَهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مِن إظْهارِ النَّصَفَةِ، مَعَ إشارَةٍ خَفِيَّةٍ إلى فَسادِ دِينِهِمْ مِن جِهَةٍ أُخْرى، بِبَيانِ أنَّ الأكْبَرَ أحَقُّ بِالرُّبُوبِيَّةِ مِنَ الأصْغَرِ. (p-٢٣٧٦)﴿فَلَمّا أفَلَتْ قالَ﴾ صادِعًا بِالحَقِّ: ﴿يا قَوْمِ إنِّي بَرِيءٌ مِمّا تُشْرِكُونَ﴾ أيْ: مِنَ الأجْرامِ المُحْدَثَةِ المُتَغَيِّرَةِ مِن حالَةٍ إلى أُخْرى، أوْ مِن إشْراكِكم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب