الباحث القرآني

(p-٢٣٤٩)القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [٦١] ﴿وهُوَ القاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ ويُرْسِلُ عَلَيْكم حَفَظَةً حَتّى إذا جاءَ أحَدَكُمُ المَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وهم لا يُفَرِّطُونَ﴾ ﴿وهُوَ القاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ﴾ قَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهُ، وأنَّهُ المُتَصَرِّفُ في أُمُورِهِمْ لا غَيْرُهُ، يَفْعَلُ بِهِمْ ما يَشاءُ. ﴿ويُرْسِلُ عَلَيْكم حَفَظَةً﴾ أيْ: مَلائِكَةٌ تَحْفَظُ أعْمالَكم وتُحْصِيها، وهُمُ الكِرامُ الكاتِبُونَ، كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وإنَّ عَلَيْكم لَحافِظِينَ﴾ [الإنفطار: ١٠] وقَوْلُهُ: ﴿إذْ يَتَلَقّى المُتَلَقِّيانِ﴾ [ق: ١٧] الآيَةَ. لَطِيفَةٌ: الحِكْمَةُ في ذَلِكَ أنَّ المُكَلَّفَ إذا عَلِمَ أنَّ أعْمالَهُ تُكْتَبُ عَلَيْهِ، وتُعْرَضُ عَلى رُؤُوسِ الأشْهادِ، كانَ أزْجَرَ عَنِ المَعاصِي. وأنَّ العَبْدَ إذا وثِقَ بِلُطْفِ سَيِّدِهِ، واعْتَمَدَ عَلى عَفْوِهِ وسَتْرِهِ، لَمْ يَحْتَشِمْ مِنهُ احْتِشامَهُ مِن خَدَمِهِ المُطَّلِعِينَ عَلَيْهِ - أفادَهُ القاضِي. ﴿حَتّى إذا جاءَ أحَدَكُمُ المَوْتُ﴾ أيْ: أسْبابُهُ ومَبادِيهِ: ﴿تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا﴾ أيْ: مَلائِكَةٌ مُوَكَّلُونَ بِذَلِكَ ﴿وهم لا يُفَرِّطُونَ﴾ أيْ: بِالتَّوانِي والتَّأْخِيرِ. وقالَ ابْنُ كَثِيرٍ: أيْ: في حِفْظِ رُوحِ المُتَوَفّى، بَلْ يَحْفَظُونَها ويَتْرُكُونَها حَيْثُ شاءَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ، إنْ كانَ مِنَ الأبْرارِ فَفي عِلِّيِّينَ، وإنْ كانَ مِنَ الفُجّارِ في سِجِّينٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب