الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [١٧ - ١٩] ﴿لَنْ تُغْنِيَ عَنْهم أمْوالُهم ولا أوْلادُهم مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أصْحابُ النّارِ هم فِيها خالِدُونَ﴾ ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكم ويَحْسَبُونَ أنَّهم عَلى شَيْءٍ ألا إنَّهم هُمُ الكاذِبُونَ﴾ [المجادلة: ١٨] ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأنْساهم ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ ألا إنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الخاسِرُونَ﴾ [المجادلة: ١٩] ﴿لَنْ تُغْنِيَ عَنْهم أمْوالُهم ولا أوْلادُهم مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾ أيْ: مِن عَذابِهِ شَيْئًا ما، كَما كانُوا يَفْتَدُونَ بِذَلِكَ في الدُّنْيا ﴿أُولَئِكَ أصْحابُ النّارِ هم فِيها خالِدُونَ﴾ ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ﴾ [المجادلة: ١٨] أيْ: في الدُّنْيا كاذِبِينَ مُبْطِلِينَ، إشارَةً إلى مُرُونِهِمْ عَلى النِّفاقِ، ورُسُوخِهِمْ فِيهِ، حَتّى لَدى مَن لا تَخْفى عَلَيْهِ خافِيَةٌ. ﴿ويَحْسَبُونَ أنَّهم عَلى شَيْءٍ﴾ [المجادلة: ١٨] أيْ: مِنَ النَّفْعِ أوْ مِنَ الحَقِّ ﴿ألا إنَّهم هُمُ الكاذِبُونَ﴾ [المجادلة: ١٨] أيْ: فِيما يَحْلِفُونَ عَلَيْهِ (p-٥٧٢٨)فِي الدّارَيْنِ. ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ﴾ [المجادلة: ١٩] أيِ: اسْتَوْلى عَلَيْهِمْ حَتّى صارَ الكَذِبُ والفَسادُ مَلَكَةً لَهم ﴿فَأنْساهم ذِكْرَ اللَّهِ﴾ [المجادلة: ١٩] أيْ: بِتَسْوِيلِ اللَّذّاتِ الحِسِّيَّةِ، والشَّهَواتِ البَدَنِيَّةِ لَهُمْ، وتَزْيِينِ الدُّنْيا وزِبْرِجِها في أعْيُنِهِمْ. ﴿أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ﴾ [المجادلة: ١٩] أيْ: أتْباعُهُ في الفَسادِ والإفْسادِ ﴿ألا إنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الخاسِرُونَ﴾ [المجادلة: ١٩] أيْ: لِلسَّعادَةِ في الدّارَيْنِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب