الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [٢٤ - ٢٥] ﴿ولَهُ الجَوارِ المُنْشَآتُ في البَحْرِ كالأعْلامِ﴾ ﴿فَبِأيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ﴾ [الرحمن: ٢٥] وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولَهُ الجَوارِ﴾ يَعْنِي السُّفُنَ، جُمَعُ جارِيَةٍ ﴿المُنْشَآتُ في البَحْرِ كالأعْلامِ﴾ قُرِئَ بِكَسْرِ الشِّينِ، بِمَعْنى الظّاهِراتِ السَّيْرِ اللّاتِي تُقْبِلْنَ وتُدْبِرْنَ، وبِفَتْحِها بِمَعْنى المَرْفُوعاتِ القِلاعِ اللّاتِي تُقْبِلُ بِهِنَّ وتُدْبِرُ. و(الأعْلامُ) جَمْعُ عَلَمٍ، وهو الجَبَلُ الطَّوِيلُ. ولَمّا كانَتْ مِن أعْظَمِ الأسْبابِ لِلْمَتاجِرِ والمَكاسِبِ المَنقُولَةِ مِن قُطْرٍ إلى قُطْرٍ، وإقْلِيمٍ إلى إقْلِيمٍ مِمّا فِيهِ صَلاحٌ لِلنّاسِ في جَلْبِ ما يَحْتاجُونَ إلَيْهِ مِن سائِرِ أنْواعِ البَضائِعِ، قالَ تَعالى: ﴿فَبِأيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ﴾ [الرحمن: ٢٥] أيْ: نِعَمِهِ الَّتِي أنْعَمَ بِها في هَذِهِ الجَوارِي. قالَ القاضِي: أيْ: مِن خَلْقِ مَوادِّها، والإرْشادِ إلى أخْذِها، وكَيْفِيَّةِ تَرْكِيبِها وإجْرائِها في البَحْرِ بِأسْبابٍ لا يُقَدِّرُ خَلْقَها وجَمْعَها غَيْرُهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب