الباحث القرآني
(p-٢١٩٤)القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى:
[١٠٦] ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكم إذا حَضَرَ أحَدَكُمُ المَوْتُ حِينَ الوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنكم أوْ آخَرانِ مِن غَيْرِكم إنْ أنْتُمْ ضَرَبْتُمْ في الأرْضِ فَأصابَتْكم مُصِيبَةُ المَوْتِ تَحْبِسُونَهُما مِن بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ إنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا ولَوْ كانَ ذا قُرْبى ولا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللَّهِ إنّا إذًا لَمِنَ الآثِمِينَ﴾: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكم إذا حَضَرَ أحَدَكُمُ المَوْتُ﴾ أيْ: ظَهَرَتْ أماراتُهُ: ﴿حِينَ الوَصِيَّةِ﴾ بَدَلٌ مِنَ الظَّرْفِ، ظَرْفٌ (لِلْمَوْتِ) ولا لِحُضُورِهِ. فَإنَّ في الإبْدالِ تَنْبِيهًا عَلى أنَّ الوَصِيَّةَ مِنَ المُهِمّاتِ الَّتِي لا يَنْبَغِي التَّهاوُنُ بِها. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿اثْنانِ﴾ خَبَرٌ: شَهادَةُ بِتَقْدِيرِ مُضافٍ. أيْ: شَهادَةُ بَيْنِكم حِينَئِذٍ، شَهادَةُ اثْنَيْنِ. أوْ فاعِلُ (شَهادَةُ) عَلى أنَّ خَبَرَها مَحْذُوفٌ. أيْ: فِيما نَزَلَ عَلَيْكُمْ، أنْ يَشْهَدَ بَيْنَكُمُ اثْنانِ: ﴿ذَوا عَدْلٍ مِنكُمْ﴾ أيْ: مِنَ المُسْلِمِينَ: ﴿أوْ آخَرانِ مِن غَيْرِكُمْ﴾ أيْ: مِن أهْلِ الذِّمَّةِ: ﴿إنْ أنْتُمْ ضَرَبْتُمْ في الأرْضِ﴾ أيْ: سافَرْتُمْ فِيها: ﴿فَأصابَتْكم مُصِيبَةُ المَوْتِ تَحْبِسُونَهُما﴾ أيْ: تُوقِفُونَهُما لِلتَّحْلِيفِ: ﴿مِن بَعْدِ الصَّلاةِ﴾ أيْ: صَلاةِ العَصْرِ. كَما قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ وثُلَّةٌ مِنَ التّابِعِينَ. وعَدَمُ تَعْيِينِها، لِتَعْيِينِها عِنْدَهم بِالتَّحْلِيفِ بَعْدَها. لِأنَّهُ وقْتَ اجْتِماعِ النّاسِ ووَقْتُ تَصادُمِ مَلائِكَةِ اللَّيْلِ ومَلائِكَةِ النَّهارِ. واجْتِماعُ طائِفَتَيِ المَلائِكَةِ، فِيهِ تَكْثِيرٌ لِلشُّهُودِ مِنهم عَلى صِدْقِهِ وكَذِبِهِ. فَيَكُونُ أقْوى مِن غَيْرِهِ وأخْوَفَ.
وعَنِ الزُّهْرِيِّ: بَعْدَ أيِّ صَلاةٍ لِلْمُسْلِمِينَ كانَتْ. وذَلِكَ لِأنَّ الصَّلاةَ داعِيَةٌ إلى النُّطْقِ بِالصِّدْقِ، وناهِيَةٌ عَنِ الكَذِبِ والزُّورِ، كَما قالَ تَعالى: ﴿إنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ والمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت: ٤٥] (p-٢١٩٥)فالتَّعْرِيفُ فِي: الصَّلاةَ إمّا لِلْعَهْدِ أوْ لِلْجِنْسِ ﴿فَيُقْسِمانِ﴾ أيْ: يَحْلِفانِ: ﴿بِاللَّهِ إنِ ارْتَبْتُمْ﴾ أيْ: شَكَكْتُمْ فِيهِما بِخِيانَةٍ وأخْذِ شَيْءٍ مِن تَرِكَةِ المَيِّتِ. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا﴾ جَوابٌ لِلْقَسَمِ. أيْ: يَقُولانِ: لا نَأْخُذُ لِأنْفُسِنا بَدَلًا مِنَ اللَّهِ. أيْ: مِن حُرْمَتِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيا بِأنْ نَهْتِكَها ونُزِيلَها بِالحَلِفِ الكاذِبِ. أيْ: لا نَحْلِفُ بِاللَّهِ كاذِبِينَ لِأجْلِ المالِ: ﴿ولَوْ كانَ﴾ أيْ: مَن نُقْسِمُ لَهُ ونَشْهَدُ عَلَيْهِ، المَدْلُولُ عَلَيْهِ بِفَحْوى الكَلامِ: ﴿ذا قُرْبى﴾ أيْ: قَرِيبًا مِنّا. تَأْكِيدٌ لِتَبَرُّئِهِمْ مِنَ الحَلِفِ كاذِبًا. ومُبالَغَةٌ في التَّنَزُّهِ عَنْهُ. كَأنَّهُما قالا: لا نَأْخُذُ لِأنْفُسِنا بَدَلًا مِن حُرْمَةِ اسْمِهِ تَعالى مالًا. ولَوِ انْضَمَّ إلَيْهِ رِعايَةُ جانِبِ الأقْرِباءِ. فَكَيْفَ إذا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ؟: ﴿ولا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللَّهِ﴾ أيِ: الشَّهادَةَ الَّتِي أمَرَنا اللَّهُ تَعالى بِإقامَتِها. وإضافَتُها إلى الِاسْمِ الكَرِيمِ تَشْرِيفًا لَها وتَعْظِيمًا لِأمْرِها: ﴿إنّا إذًا﴾ إنْ كَتَمْناها: ﴿لَمِنَ الآثِمِينَ﴾ أيِ: المَعْدُودِينَ مِنَ المُسْتَرِقِينَ في الإثْمِ.
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ شَهَـٰدَةُ بَیۡنِكُمۡ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ حِینَ ٱلۡوَصِیَّةِ ٱثۡنَانِ ذَوَا عَدۡلࣲ مِّنكُمۡ أَوۡ ءَاخَرَانِ مِنۡ غَیۡرِكُمۡ إِنۡ أَنتُمۡ ضَرَبۡتُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَأَصَـٰبَتۡكُم مُّصِیبَةُ ٱلۡمَوۡتِۚ تَحۡبِسُونَهُمَا مِنۢ بَعۡدِ ٱلصَّلَوٰةِ فَیُقۡسِمَانِ بِٱللَّهِ إِنِ ٱرۡتَبۡتُمۡ لَا نَشۡتَرِی بِهِۦ ثَمَنࣰا وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰ وَلَا نَكۡتُمُ شَهَـٰدَةَ ٱللَّهِ إِنَّاۤ إِذࣰا لَّمِنَ ٱلۡـَٔاثِمِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق