الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [٧] ﴿ولِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ والأرْضِ وكانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ . ﴿ولِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ والأرْضِ وكانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ قِيلَ في سِرِّ التَّكْرِيرِ: إنَّهُ ذُكِرَ سابِقًا عَلى أنَّ المُرادَ بِهِ أنَّهُ المُدَبِّرُ لِأمْرِ المَخْلُوقاتِ بِمُقْتَضى حِكْمَتِهِ، فَلِذَلِكَ ذَيَّلَهُ بِقَوْلِهِ: ﴿عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [الفتح: ٤] وهُنا أُرِيدَ بِهِ التَّهْدِيدُ بِأنَّهم في قَبْضَةِ قُدْرَةِ المُنْتَقِمِ، فَلِذا ذَيَّلَهُ بِقَوْلِهِ: ﴿عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ فَلا تَكْرارَ. وقِيلَ: إنَّ الجُنُودَ جُنُودُ رَحْمَةٍ، وجُنُودُ عَذابٍ، وأنَّ المُرادَ هُنا الثّانِي، ولِذا تَعَرَّضَ لِوَصْفِ العِزَّةِ. وقالَ القاشانِيُّ: كَرَّرَها لِيُفِيدَ تَغْلِيبَ الجُنُودِ الأرْضِيَّةِ عَلى السَّماوِيَّةِ في المُنافِقِينَ والمُشْرِكِينَ، بِعَكْسِ ما فَعَلَ بِالمُؤْمِنِينَ. وبَدَّلَ: " عَلِيمًا " بِقَوْلِهِ: " عَزِيزًا " لِيُفِيدَ مَعْنى القَهْرِ والقَمْعِ؛ لِأنَّ العِلْمَ مِن بابِ اللُّطْفِ، والعِزَّةَ مِن بابِ القَهْرِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب