القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى:
[١٢] ﴿ومِن قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إمامًا ورَحْمَةً وهَذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِسانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ﴾ .
﴿ومِن قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إمامًا ورَحْمَةً﴾ أيْ: قُدْوَةً يُؤْتَمُ بِهِ في دِينِ اللَّهِ، وشَرائِعِهِ، ورَحْمَةً لِمَن آمَنَ بِهِ، وعَمِلَ بِما فِيهِ ﴿وهَذا﴾ أيِ: الَّذِي يَقُولُونَ فِيهِ ما يَقُولُونَ: ﴿كِتابٌ مُصَدِّقٌ﴾ أيْ: لِكِتابِ مُوسى مِن غَيْرِ تَعَلُّمِ مَن أنْزَلَ عَلَيْهِ إيّاهُ: ﴿لِسانًا عَرَبِيًّا﴾ أيْ: بَيِّنًا واضِحًا، وفي تَقْيِيدِ الكِتابِ بِذَلِكَ، مَعَ أنَّ عَرَبِيَّتَهُ أمْرٌ مَعْلُومُ الدَّلالَةِ، عَلى أنَّ تَصْدِيقَهُ لَها بِاتِّحادِ مَعْناهُ مَعَها، وهي غَيْرُ عَرَبِيَّةٍ. ومِثْلُهُ لا يَكُونُ مِمَّنْ يَعْرِفُ ذَلِكَ اللِّسانَ بِغَيْرِ وحْيٍ مِنَ اللَّهِ تَعالى ﴿لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ﴾
{"ayah":"وَمِن قَبۡلِهِۦ كِتَـٰبُ مُوسَىٰۤ إِمَامࣰا وَرَحۡمَةࣰۚ وَهَـٰذَا كِتَـٰبࣱ مُّصَدِّقࣱ لِّسَانًا عَرَبِیࣰّا لِّیُنذِرَ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُحۡسِنِینَ"}