الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [ ٣٣ - ٣٥] ﴿وبَدا لَهم سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ ﴿وقِيلَ اليَوْمَ نَنْساكم كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكم هَذا ومَأْواكُمُ النّارُ وما لَكم مِن ناصِرِينَ﴾ [الجاثية: ٣٤] ﴿ذَلِكم بِأنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللَّهِ هُزُوًا وغَرَّتْكُمُ الحَياةُ الدُّنْيا فاليَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنها ولا هم يُسْتَعْتَبُونَ﴾ [الجاثية: ٣٥] . ﴿وبَدا لَهم سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا﴾ أيْ: قَبائِحُ أعْمالِهِمْ، أوْ عُقُوباتُ أعْمالِهِمُ السَّيِّئاتِ: ﴿وحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ يَعْنِي الجَزاءَ: ﴿وقِيلَ اليَوْمَ نَنْساكم كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكم هَذا﴾ [الجاثية: ٣٤] أيْ: نَتْرُكُكم في العَذابِ تَرْكَ ما يُنْسى، كَما تَرَكْتُمُ التَّأهُّبَ لَهُ. فَ: ﴿نَنْساكُمْ﴾ [الجاثية: ٣٤] اسْتِعارَةٌ أوْ مَجازٌ مُرْسَلٌ: ﴿ومَأْواكُمُ النّارُ وما لَكم مِن ناصِرِينَ﴾ [الجاثية: ٣٤] ﴿ذَلِكم بِأنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللَّهِ هُزُوًا وغَرَّتْكُمُ الحَياةُ الدُّنْيا﴾ [الجاثية: ٣٥] أيْ: خَدَعَتْكم حَتّى آثَرْتُمُوها عَلى الآخِرَةِ وزَعَمْتُمْ أنْ لا حَياةَ سِواها: ﴿فاليَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنها﴾ [الجاثية: ٣٥] أيْ: مِنَ النّارِ: ﴿ولا هم يُسْتَعْتَبُونَ﴾ [الجاثية: ٣٥] أيْ: ولا يُطْلَبُ مِنهم أنْ يَعْتِبُوا رَبَّهم أيْ: يُرْضُوهُ، مِنَ (الإعْتابِ)، وهو إزالَةُ العَتَبِ. كِنايَةٌ عَنِ الإرْضاءِ، أوْ: لا هم يُرَدُّونَ إلى الدُّنْيا لِيَتُوبُوا ويُراجِعُوا الإنابَةَ، فَما بَعْدَ المَوْتِ مُسْتَعْتَبٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب