الباحث القرآني

(p-٥٣١٧)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُورَةُ الجاثِيَةِ سُمِّيَتْ بِها لِتَضَمُّنِ آيِها بَيانَ سَبَبِ تَأْخِيرِ البَعْثِ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، لِأجْلِ اجْتِماعِ الأُمَمِ مُحاكَمَةً إلى اللَّهِ تَعالى، وفَصْلِهِ بَيْنَهم يَوْمَ القِيامَةِ، وهي مِنَ المَطالِبِ الشَّرِيفَةِ في القُرْآنِ. وتُسَمّى: (سُورَةَ الشَّرِيعَةِ) لِتَضَمُّنِ آيِها وجْهَ نَسْخِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ، سائِرَ الشَّرائِعِ، وفَضْلَها عَلَيْها. وهو أيْضًا مِنَ المَطالِبِ العَزِيزَةِ فِيهِ. قالَهُ المَهايِمِيُّ. وهِيَ مَكِّيَّةٌ. واسْتَثْنى بَعْضُهم مِنها آيَةَ: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا﴾ [الجاثية: ١٤] فَإنَّهُ قِيلَ: إنَّها مَدَنِيَّةٌ، نَزَلَتْ في شَأْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَما سَيَأْتِي، وآياتُها سَبْعٌ وثَلاثُونَ آيَةً. (p-٥٣١٨)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [ ١، ٢] ﴿حم﴾ ﴿تَنْـزِيلُ الكِتابِ مِنَ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ﴾ [الجاثية: ٢] . ﴿حم﴾ ﴿تَنْـزِيلُ الكِتابِ مِنَ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ﴾ [الجاثية: ٢] قالَ المَهايِمِيُّ: فَعِزَّتُهُ تَقْتَضِي إفاضَةَ الحُجَجِ الَّتِي بِها الغَلَبَةُ عَلى الخُصُومِ، وإفاضَةُ الكَمالاتِ الَّتِي يَعْسُرُ الوُصُولُ إلَيْها. وأنْواعُ السِّعاداتِ، وحِدَّةُ النَّظَرِ، والحِكْمَةُ تَقْتَضِي مَحْوَ الشُّبَهِ وإزالَةَ النَّقائِصِ وإحْراقَ الشَّقاوَةِ وتَمْهِيدَ الفِكْرِ. وقَدْ نَزَّلَهُ مِن مَقامِ عَزَّتِهِ بِمُقْتَضى حِكْمَتِهِ، لِتَكْمِيلِ القُوَّةِ النَّظَرِيَّةِ والعَمَلِيَّةِ، لِيُتَوَسَّلَ بِها إلى الكَمالاتِ الحَقِيقِيَّةِ، مِنَ الإيمانِ، والإيقانِ، والعَقْلِ، وذَلِكَ بِالنَّظَرِ إلى أنْواعِ الآياتِ المُتَضَمِّنَةِ لِلْحُجَجِ، ورَفْعِ الشُّبَهِ؛ فَمِنها آياتُ الأجْسامِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب