الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [ ٦ - ٨] ﴿قُلْ إنَّما أنا بَشَرٌ مِثْلُكم يُوحى إلَيَّ أنَّما إلَهُكم إلَهٌ واحِدٌ فاسْتَقِيمُوا إلَيْهِ واسْتَغْفِرُوهُ ووَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ﴾ ﴿الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهم بِالآخِرَةِ هم كافِرُونَ﴾ [فصلت: ٧] ﴿إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهم أجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [فصلت: ٨] . (p-٥١٨٨)﴿قُلْ إنَّما أنا بَشَرٌ مِثْلُكم يُوحى إلَيَّ أنَّما إلَهُكم إلَهٌ واحِدٌ فاسْتَقِيمُوا إلَيْهِ﴾ أيْ: بِالتَّوْحِيدِ، وإخْلاصِ العِبادَةِ، مِن غَيْرِ انْحِرافٍ إلى الباطِلِ، والسُّبُلِ المُتَفَرِّقَةِ. ﴿واسْتَغْفِرُوهُ﴾ أيْ: بِالتَّوْبَةِ مِنَ الشِّرْكِ: ﴿ووَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ﴾ ﴿الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ﴾ [فصلت: ٧] أيْ: لا يُزَكُّونَ أنْفُسَهم. بِطاعَةِ اللَّهِ، أوْ لا يُنْفِقُونَ مِن أمْوالِهِمْ زَكاتَها. وهَذا ما رَجَّحَهُ ابْنُ جَرِيرٍ، ذَهابًا إلى أنَّ ذَلِكَ هو الأشْهَرُ مِن مَعْنى الزَّكاةِ. لاسِيَّما مَعَ ضَمِيمَةِ الإيتاءِ. وفِيهِ إشارَةٌ إلى أنَّ مِن أخَصِّ صِفاتِ الكُفّارِ هو مَنعُ الزَّكاةِ، لِيُحَذِّرَ المُؤْمِنُونَ مِنَ ارْتِكابِهِ. وعَنْ قَتادَةَ: إنَّ الزَّكاةَ قَنْطَرَةُ الإسْلامِ. فَمَن قَطَعَها نَجا، ومَن تَخَلَّفَ عَنْها هَلَكَ. قالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وقَدْ كانَ أهْلُ الرِّدَّةِ بَعْدَ نَبِيِّ اللَّهِ، قالُوا: أمّا الصَّلاةُ فَنُصَلِّي. وأمّا الزَّكاةُ، فَواللَّهِ! لا تُغْصَبُ أمْوالُنا. قالَ فَقالَأبُو بَكْرٍ: واللَّهِ! لا أُفَرِّقُ بَيْنَ شَيْءٍ جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُ. واللَّهِ! لَوْ مَنَعُونِي عِقالًا مِمّا فَرَضَ اللَّهُ ورَسُولُهُ، لَقاتَلْناهم عَلَيْهِ: ﴿وهم بِالآخِرَةِ﴾ [فصلت: ٧] أيْ: بِإحْيائِهِمْ بَعْدَ مَماتِهِمْ لِلْمُجازاةِ: ﴿هم كافِرُونَ﴾ [فصلت: ٧] ﴿إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهم أجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [فصلت: ٨] أيْ: عَلَيْهِمْ، أوْ غَيْرُ مَنقُوصٍ، أوْ غَيْرُ مُنْقَطِعٍ، أوْ غَيْرُ مَحْسُوبٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب