الباحث القرآني

(p-١٦٠٧)القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ والكِتابِ الَّذِي نَـزَّلَ عَلى رَسُولِهِ والكِتابِ الَّذِي أنْـزَلَ مِن قَبْلُ ومَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ ومَلائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيدًا﴾ [١٣٦] ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا﴾ أيِ: اثْبُتُوا عَلى إيمانِكم ﴿بِاللَّهِ ورَسُولِهِ والكِتابِ الَّذِي نَـزَّلَ عَلى رَسُولِهِ﴾ مُحَمَّدٍ ﷺ يَعْنِي القُرْآنَ ﴿والكِتابِ الَّذِي أنْـزَلَ مِن قَبْلُ﴾ عَلى الرُّسُلِ، بِمَعْنى الكُتُبِ ﴿ومَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ ومَلائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيدًا﴾ أيْ: خَرَجَ عَنِ الهُدى وبَعُدَ عَنِ القَصْدِ كُلَّ البُعْدِ، أمّا الكُفْرُ بِاللَّهِ فَظاهِرٌ، وأمّا بِالمَلائِكَةِ؛ فَلِأنَّهُمُ المُقَرَّبُونَ إلَيْهِ، وأمّا بِالكُتُبِ؛ فَلِأنَّها الهادِيَةُ إلَيْهِ، وأمّا بِالرُّسُلِ؛ فَلِأنَّهُمُ الدّاعُونَ، وأمّا بِاليَوْمِ الآخِرِ؛ فَلِأنَّ فِيهِ نَفْعَ إقامَتِهِ وضَرَرَ تَرْكِهِ، فَإذا أنْكَرَ لَزِمَ إنْكارُ النَّفْعِ الحَقِيقِيِّ والضَّرَرِ الحَقِيقِيِّ فَهو الضَّلالُ البَعِيدُ، ثُمَّ الكُفْرُ بِالمَلائِكَةِ كُفْرٌ بِمَظاهِرِ باطِنِهِ، وبِالكُتُبِ كُفْرٌ بِمَظاهِرِ صِفَةِ كَلامِهِ، وبِالرُّسُلِ كُفْرٌ بِأتَمِّ مَظاهِرِهِ، وبِاليَوْمِ الآخِرِ كُفْرٌ بِدَوامِ رُبُوبِيَّتِهِ وعَدْلِهِ. ثُمَّ الكُفْرُ بِالمَلائِكَةِ يَدْعُو إلى الإيمانِ بِالشَّياطِينِ، وبِكُتُبِ اللَّهِ إلى الإيمانِ بِكُتُبِ الكَفَرَةِ، وبِالرُّسُلِ إلى تَقْلِيدِ الآباءِ، وبِاليَوْمِ الآخِرِ إلى الِاجْتِراءِ عَلى القَبائِحِ، وكُلُّ ذَلِكَ ضَلالٌ بَعِيدٌ، أفادَهُ المَهايِمِيُّ. ولَمّا أمَرَ تَعالى بِالإيمانِ ورَغَّبَ فِيهِ بَيَّنَ فَسادَ طَرِيقَةِ مَن يَكْفُرُ بَعْدَ الإيمانِ، فَقالَ:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب