الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [ ٣٠ ] ﴿يا حَسْرَةً عَلى العِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِن رَسُولٍ إلا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ . ﴿يا حَسْرَةً عَلى العِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِن رَسُولٍ إلا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ أيْ: يا نَدامَةً عَلَيْهِمْ تَكُونُ يَوْمَ اَلْقِيامَةِ بِسَبَبِ اِسْتِهْزائِهِمْ وسُخْرِيَتِهِمْ في اَلدُّنْيا بِالنّاصِحِينَ، حَتّى أفْضى بِهِمُ اَلْحالُ إلى قَتْلِهِمْ كَما فَعَلَ أصْحابُ اَلْقَرْيَةِ، أوِ اَلْمُرادُ شِدَّةُ خُسْرانِهِمْ حَتّى اِسْتَحَقُّوا أنْ يَتَحَسَّرَ عَلَيْهِمْ أهْلُ اَلثِّقْلَيْنِ، أوِ اَلتَّحَسُّرُ مِنهُ تَعالى مَجازًا، وتَقْرِيرُهُ أنَّ اَلتَّحَسُّرَ ما يَلْحَقُ اَلْمُتَحَسِّرَ (p-٥٠٠٣)مِنَ اَلنَّدَمِ حَتّى يَبْقى حَسِيرًا، وهو لا يَلِيقُ بِهِ تَعالى، فَيُجْعَلُ اِسْتِعارَةً، بِأنْ شَبَّهَ حالَ اَلْعِبادِ بِحالِ مَن يَتَحَسَّرُ عَلَيْهِ اَللَّهُ فَرْضًا، فَيَقُولُ، يا حَسْرَةً عَلى عِبادِي، قِيلَ: وهو نَظِيرُ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿بَلْ عَجِبْتَ ويَسْخَرُونَ﴾ [الصافات: ١٢] عَلى اَلْقِراءَةِ بِضَمِّ اَلتّاءِ، فالنِّداءُ لِلْحَسْرَةِ تَعَجُّبٌ مِنهُ. والمَقْصُودُ تَعْظِيمُ جِنايَتِهِمْ، أيْ: عَدُّها أمْرًا عَظِيمًا بِتَعَجُّبٍ مِنهُ. أفادَهُ اَلشِّهابُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب