الباحث القرآني

(p-٤٨٠٩)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُورَةُ السَّجْدَةِ سُمِّيَتْ بِها، لِأنَّ آيَةَ السَّجْدَةِ مِنها، تَدُلُّ عَلى أنَّ آياتِ القُرْآنِ مِنَ العَظَمَةِ بِحَيْثُ تَخِرُّ وُجُوهُ الكُلِّ، لِسَماعِ مَواعِظِها، وتَنَزُّهِ مَنزِلِها عَنْ أنْ يُعارِضَ في كَلامِهِ. وبِشُكْرِهِ عَلى كَمالِ هِدايَتِهِ. وهَذا أعْظَمُ مَقاصِدِ القُرْآنِ. أفادَهُ المَهايِمِيُّ. وهي مَكِّيَّةٌ، وآيُها ثَلاثُونَ. رَوى البُخارِيُّ في (كِتابِ الجُمُعَةِ) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «كانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقْرَأُ في الفَجْرِ، يَوْمَ الجُمُعَةِ ﴿الم﴾ ﴿تَنْـزِيلُ﴾ [السجدة: ٢] السَّجْدَةِ، وهَلْ أتى عَلى الإنْسانِ». ورَواهُ مُسْلِمٌ أيْضًا. ورَوى الإمامُ أحْمَدُ عَنْ جابِرٍ قالَ: «كانَ النَّبِيُّ ﷺ لا يَنامُ حَتّى يَقْرَأ ﴿الم﴾ ﴿تَنْـزِيلُ﴾ [السجدة: ٢] السَّجْدَةِ، وتَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ». قالَ ابْنُ كَثِيرٍ: تَفَرَّدَ بِهِ أحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعالى. (p-٤٨١٠)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [١ - ٣] ﴿الم﴾ ﴿تَنْـزِيلُ الكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِن رَبِّ العالَمِينَ﴾ [السجدة: ٢] ﴿أمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هو الحَقُّ مِن رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا ما أتاهم مِن نَذِيرٍ مِن قَبْلِكَ لَعَلَّهم يَهْتَدُونَ﴾ [السجدة: ٣] ﴿الم﴾ تَقَدَّمَ أنَّ هَذِهِ الفَواتِحَ أسْماءٌ لِلسُّوَرِ: ﴿تَنْـزِيلُ الكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ﴾ [السجدة: ٢] أيْ: في كَوْنِهِ مُنَزَّلًا: ﴿مِن رَبِّ العالَمِينَ﴾ [السجدة: ٢] ﴿أمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ﴾ [السجدة: ٣] أيِ: اخْتَلَقَهُ مِن تِلْقاءِ نَفْسِهِ: ﴿بَلْ هو الحَقُّ مِن رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا ما أتاهم مِن نَذِيرٍ مِن قَبْلِكَ لَعَلَّهم يَهْتَدُونَ﴾ [السجدة: ٣] أيْ: يَتَّبِعُونَ الحَقَّ. وذَلِكَ أنَّ قُرَيْشًا لَمْ يُبْعَثْ إلَيْهِمْ رَسُولٌ قَبْلَهُ ﷺ، فَلَطَفَ تَعالى بِهِمْ وبَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنهم ﷺ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب