الباحث القرآني

(p-٤٧٩٢)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُورَةُ لُقْمانَ سُمِّيَتْ بِهِ لِاشْتِمالِها عَلى قِصَّتِهِ الَّتِي تَضَمَّنَتْ فَضِيلَةَ الحِكْمَةِ وسِرَّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعالى وصِفاتِهِ، وذَمَّ الشِّرْكَ والأمْرَ بِالأخْلاقِ والأفْعالِ الحَمِيدَةِ. والنَّهْيَ عَنِ الذَّمِيمَةِ. وهِيَ مُعَظَّماتُ مَقاصِدِ القُرْآنِ. قالَهُ المَهايِمِيُّ. وهي مَكِّيَّةٌ. ويُقالُ: إلّا قَوْلَهُ تَعالى: ﴿ولَوْ أنَّما في الأرْضِ مِن شَجَرَةٍ﴾ [لقمان: ٢٧] الآيَتَيْنِ. وآياتُها أرْبَعٌ وثَلاثُونَ آيَةً. وسَيَأْتِي الكَلامُ عَلى لُقْمانَ والخِلافُ فِيهِ. (p-٤٧٩٣)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [١ - ٦] ﴿الم﴾ ﴿تِلْكَ آياتُ الكِتابِ الحَكِيمِ﴾ [لقمان: ٢] ﴿هُدًى ورَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ﴾ [لقمان: ٣] ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهم بِالآخِرَةِ هم يُوقِنُونَ﴾ [لقمان: ٤] ﴿أُولَئِكَ عَلى هُدًى مِن رَبِّهِمْ وأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾ [لقمان: ٥] ﴿ومِنَ النّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ويَتَّخِذَها هُزُوًا أُولَئِكَ لَهم عَذابٌ مُهِينٌ﴾ [لقمان: ٦] ﴿الم﴾ ﴿تِلْكَ آياتُ الكِتابِ الحَكِيمِ﴾ [لقمان: ٢] أيْ: ذِي الحِكْمَةِ النّاطِقِ بِها: ﴿هُدًى ورَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ﴾ [لقمان: ٣] ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهم بِالآخِرَةِ هم يُوقِنُونَ﴾ [لقمان: ٤] بَيانٌ لِإحْسانِهِمْ، يَعْنِي ما عَمِلُوهُ مِنَ الحَسَناتِ، أوْ تَخْصِيصٌ لِهَذِهِ الثَّلاثَةِ مِن شُعَبِهِ، لِإظْهارِ فَضْلِها وإناقَتِها عَلى غَيْرِها. والمُرادُ بِالزَّكاةِ، عَلى أنَّها مَكِّيَّةٌ هي مُطْلَقُ إخْراجِ المالِ تَقَرُّبًا بِالتَّصْدِيقِ مِنهُ، وتَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ بِإيتائِهِ، مِن وصْمَةِ البُخْلِ والشُّحِّ المُرْدِي لَها، لا أنْصِباؤُها المَعْرُوفَةُ؛ فَإنَّها إنَّما بُيِّنَتْ بِالمَدِينَةِ. ﴿أُولَئِكَ عَلى هُدًى مِن رَبِّهِمْ وأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾ [لقمان: ٥] ﴿ومِنَ النّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [لقمان: ٦] تَعْرِيضٌ بِالمُشْرِكِينَ، وأنَّهم يَسْتَبْدِلُونَ بِهَذا الكِتابِ المُفِيدِ الهُدى والرَّحْمَةَ والحِكْمَةَ، ما يُلْهِي مِنَ الحَدِيثِ عَنْ ذَلِكَ الكِتابِ العَظِيمِ، لِيُضِلُّوا أتْباعَهم عَنِ الدِّينِ الحَقِّ. قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: و(اللَّهْوُ): كُلُّ باطِلٍ ألْهى عَنِ الخَيْرِ، وعَمّا يَعْنِي. ولَهْوُ الحَدِيثِ نَحْوَ (p-٤٧٩٤)السَّمَرِ بِالأساطِيرِ، والأحادِيثِ الَّتِي لا أصْلَ لَها، والتَّحَدُّثِ بِالخُرافاتِ والمَضاحِيكِ وفُضُولِ الكَلامِ، وما لا يَنْبَغِي، مِمّا كانُوا يُؤْفِكُونَ بِهِ عَنِ اسْتِماعِ حِكَمِ التَّنْزِيلِ وأحْكامِهِ، ويُؤْثِرُونَهُ عَلى حَدِيثِ الحَقِّ. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [لقمان: ٦] أيْ: بِما هي الكَمالاتُ ومَنافِعُها، والنَّقائِصُ ومَضارُّها: ﴿ويَتَّخِذَها هُزُوًا﴾ [لقمان: ٦] الضَّمِيرُ لِلسَّبِيلِ، وهو مِمّا يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ: ﴿أُولَئِكَ لَهم عَذابٌ مُهِينٌ﴾ [لقمان: ٦]
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب