الباحث القرآني

اَلْقَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [ ٧٣ ] ﴿ولا تُؤْمِنُوا إلا لِمَن تَبِعَ دِينَكم قُلْ إنَّ الهُدى هُدى اللَّهِ أنْ يُؤْتى أحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أوْ يُحاجُّوكم عِنْدَ رَبِّكم قُلْ إنَّ الفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشاءُ واللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ﴾ ﴿ولا تُؤْمِنُوا إلا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ﴾ مِن تَتِمَّةِ كَلامِهِمْ، أيْ: ولا تُصَدِّقُوا إلّا نَبِيًّا تابِعًا لِشَرِيعَتِكم، لا مَن جاءَ بِغَيْرِها، أوْ: ولا تُؤْمِنُوا ذَلِكَ الإيمانَ المُتَقَدِّمَ، وهو إيمانُهم وجْهَ النَّهارِ، إلّا لِأجْلِ حِفْظِ أتْباعِكم وأشْياعِكم وبَقائِهِمْ عَلى دِينِكم: ﴿قُلْ إنَّ الهُدى هُدى اللَّهِ﴾ أيْ: الَّذِي هو (p-٨٦٧)اَلْإسْلامُ وقَدْ جِئْتُكم بِهِ، وما عَداهُ ضَلالٌ، فَلا يَنْفَعُكم في دَفْعِهِ هَذا الكَيْدُ الضَّعِيفُ ولا تَقْدِرُونَ عَلى إضْلالِ أحَدٍ مِنّا بَعْدَ أنْ هَدانا اللَّهُ. ثُمَّ وصَلَ بِهِ تَقْرِيعَهم فَقالَ: (أنْ) بِمَدِّ الألِفِ عَلى الِاسْتِفْهامِ، في قِراءَةِ ابْنِ كَثِيرٍ. وتَقْدِيرُها في قِراءَةِ غَيْرِهِ، أيْ: دَعاكم الحَسَدُ والبَغْيُ حَتّى قُلْتُمْ ما قُلْتُمْ ودَبَّرْتُمُوهُ الآنَ: ﴿يُؤْتى أحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ﴾ مِنَ الشَّرائِعِ والعِلْمِ والكِتابِ: ﴿أوْ﴾ كَراهَةَ أنْ: ﴿يُحاجُّوكُمْ﴾ أيْ: الَّذِينَ أُوتُوا مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ: ﴿عِنْدَ رَبِّكُمْ﴾ أيْ: بِالشَّهادَةِ عَلَيْكم يَوْمَ القِيامَةِ أنَّهم آمَنُوا وكَفَرْتُمْ بَعْدَ البَيانِ الواضِحِ فَيَفْضَحُكم: ﴿قُلْ إنَّ الفَضْلَ﴾ أيْ: بِإنْزالِ الآياتِ وغَيْرِها: ﴿بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشاءُ﴾ فَلا يُمْكِنُكم مَنعُهُ: ﴿واللَّهُ واسِعٌ﴾ كَثِيرُ العَطاءِ: ﴿عَلِيمٌ﴾
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب