الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [٢٠ - ٢٤] ﴿قُلْ سِيرُوا في الأرْضِ فانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأ الخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأةَ الآخِرَةَ إنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ ﴿يُعَذِّبُ مَن يَشاءُ ويَرْحَمُ مَن يَشاءُ وإلَيْهِ تُقْلَبُونَ﴾ [العنكبوت: ٢١] ﴿وما أنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ في الأرْضِ ولا في السَّماءِ وما لَكم مِن دُونِ اللَّهِ مِن ولِيٍّ ولا نَصِيرٍ﴾ [العنكبوت: ٢٢] (p-٤٧٤٤)﴿والَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ ولِقائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِن رَحْمَتِي وأُولَئِكَ لَهم عَذابٌ ألِيمٌ﴾ [العنكبوت: ٢٣] ﴿فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إلا أنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أوْ حَرِّقُوهُ فَأنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النّارِ إنَّ في ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [العنكبوت: ٢٤] ﴿قُلْ سِيرُوا في الأرْضِ فانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأ الخَلْقَ﴾ أيْ: كَيْفَ خَلَقَهُمُ ابْتِداءً عَلى أطْوارٍ مُخْتَلِفَةٍ وطَبائِعَ مُتَغايِرَةٍ وأخْلاقٍ شَتّى. فَإنَّ تَرْتِيبَ النَّظَرِ عَلى السَّيْرِ في الأرْضِ، مُؤْذِي يَتْبَعُ أحْوالَ أصْنافِ الخَلْقِ القاطِنِينَ في أقْطارِها: ﴿ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأةَ الآخِرَةَ﴾ أيِ: الخَلْقَ الآخَرَ: ﴿إنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ ﴿يُعَذِّبُ مَن يَشاءُ﴾ [العنكبوت: ٢١] أيْ: بَعْدَ النَّشْأةِ الثّانِيَةِ، وهُمُ المُنْكِرُونَ لَها: ﴿ويَرْحَمُ مَن يَشاءُ﴾ [العنكبوت: ٢١] وهُمُ المُؤْمِنُونَ بِها: ﴿وإلَيْهِ تُقْلَبُونَ﴾ [العنكبوت: ٢١] ﴿وما أنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ في الأرْضِ ولا في السَّماءِ﴾ [العنكبوت: ٢٢] أيْ: بِالتَّوارِي في الأرْضِ، ولا بِالتَّحَصُّنِ في السَّماءِ الَّتِي هي أفْسَحُ مِنها، لَوِ اسْتَطَعْتُمُ الرُّقِيَّ فِيها. أوِ القِلاعَ الذّاهِبَةَ فِيها. فَيَكُونُ المُرادُ بِالسَّماءِ ما ارْتَفَعَ. وقِيلَ: المَعْنى: ولا مَن في السَّماءِ، فَحُذِفَ اسْمُ المَوْصُولِ وهو مُبْتَدَأٌ مَحْذُوفُ الخَبَرِ. والتَّقْدِيرُ: ولا مَن في السَّماءِ بِمُعْجِزِهِ، والجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلى جُمْلَةِ "أنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ" وفِيهِ تَكَلُّفٌ وضَعْفٌ صِناعِيٌّ: ﴿وما لَكم مِن دُونِ اللَّهِ مِن ولِيٍّ ولا نَصِيرٍ﴾ [العنكبوت: ٢٢] أيْ: يُدافِعُ عَنْكم ما يُرادُ بِكُمْ: ﴿والَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ ولِقائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِن رَحْمَتِي وأُولَئِكَ لَهم عَذابٌ ألِيمٌ﴾ [العنكبوت: ٢٣] ثُمَّ أشارَ تَعالى إلى ما أجابَ بِهِ قَوْمُ إبْراهِيمَ، بَعْدَ دَعْوَتِهِ إيّاهم وعِظاتِهِ البالِغَةِ، بِقَوْلِهِ: ﴿فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إلا أنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أوْ حَرِّقُوهُ فَأنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النّارِ إنَّ في ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [العنكبوت: ٢٤]
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب