الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [١٠٥ - ١١١] ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ المُرْسَلِينَ﴾ ﴿إذْ قالَ لَهم أخُوهم نُوحٌ ألا تَتَّقُونَ﴾ [الشعراء: ١٠٦] ﴿إنِّي لَكم رَسُولٌ أمِينٌ﴾ [الشعراء: ١٠٧] ﴿فاتَّقُوا اللَّهَ وأطِيعُونِ﴾ [الشعراء: ١٠٨] ﴿وما أسْألُكم عَلَيْهِ مِن أجْرٍ إنْ أجْرِيَ إلا عَلى رَبِّ العالَمِينَ﴾ [الشعراء: ١٠٩] ﴿فاتَّقُوا اللَّهَ وأطِيعُونِ﴾ [الشعراء: ١١٠] (p-٤٦٣٠)﴿قالُوا أنُؤْمِنُ لَكَ واتَّبَعَكَ الأرْذَلُونَ﴾ [الشعراء: ١١١] ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ المُرْسَلِينَ﴾ لِأنَّ تَكْذِيبَ واحِدٍ كَتَكْذِيبِ الكُلِّ، لِاتِّفاقِهِمْ في أُصُولِ الشَّرائِعِ. وهو نَفْيُ الشَّرِيكِ وإثْباتُ البارِئِ وتَوْحِيدُهُ. أوْ لِأنَّ المُرادَ بِالجَمْعِ الواحِدُ: ﴿إذْ قالَ لَهم أخُوهم نُوحٌ ألا تَتَّقُونَ﴾ [الشعراء: ١٠٦] ﴿إنِّي لَكم رَسُولٌ أمِينٌ﴾ [الشعراء: ١٠٧] ﴿فاتَّقُوا اللَّهَ وأطِيعُونِ﴾ [الشعراء: ١٠٨] ﴿وما أسْألُكم عَلَيْهِ مِن أجْرٍ إنْ أجْرِيَ إلا عَلى رَبِّ العالَمِينَ﴾ [الشعراء: ١٠٩] ﴿فاتَّقُوا اللَّهَ وأطِيعُونِ﴾ [الشعراء: ١١٠] ﴿قالُوا أنُؤْمِنُ لَكَ واتَّبَعَكَ الأرْذَلُونَ﴾ [الشعراء: ١١١] يَعْنُونَ مَن كانَ وضِيعَ النَّسَبِ قَلِيلَ النَّصِيبِ مِنَ الدُّنْيا. فَإنَّ الشَّرَفَ لَدَيْهِمْ بِالمالِ والنَّشَبِ، والحَسَبِ والنَّسَبِ، لا بِالأخْلاقِ الفاضِلَةِ. والمَلَكاتِ الكامِلَةِ. الَّتِي تَحْمِلُ عَلى تَعَرُّفِ الحَقِّ والتَّوَجُّهِ إلَيْهِ. ثُمَّ اعْتِناقِهِ والمُحافَظَةِ عَلَيْهِ. وأكْثَرُ ما تَكُونُ الأخْلاقُ في مِثْلِ المُسْتَضْعَفِينَ. إذا قامَ عَلَيْهِمْ ناصِحٌ أمِينٌ. إذْ لا مالَ يُطْغِيهِمْ. ولا جاهَ يُلْهِيهِمْ. وذَلِكَ مِنَ العِنايَةِ الرَّبّانِيَّةِ فِيهِمْ. قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وهَكَذا كانَتْ قُرَيْشٌ تَقُولُ في أصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. وما زالَتْ أتْباعُ الأنْبِياءِ كَذَلِكَ، حَتّى صارَتْ مِن سِماتِهِمْ وأماراتِهِمْ. ألا تَرى إلى هِرَقْلَ حِينَ سَألَ أبا سُفْيانَ عَنْ أتْباعِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَلَمّا قالَ: (ضُعَفاءُ النّاسِ)، قالَ: (ما زالَتْ أتْباعُ الأنْبِياءِ كَذَلِكَ). وقَوْلُهُ تَعالى:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب