الباحث القرآني

(p-٤٥٧٠)القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [١٧ - ١٨] ﴿ويَوْمَ يَحْشُرُهم وما يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أأنْتُمْ أضْلَلْتُمْ عِبادِي هَؤُلاءِ أمْ هم ضَلُّوا السَّبِيلَ﴾ ﴿قالُوا سُبْحانَكَ ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أنْ نَتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِن أوْلِياءَ ولَكِنْ مَتَّعْتَهم وآباءَهم حَتّى نَسُوا الذِّكْرَ وكانُوا قَوْمًا بُورًا﴾ [الفرقان: ١٨] . ﴿ويَوْمَ يَحْشُرُهم وما يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ﴾ أيِ: اللَّهُ تَعالى لِلْمَعْبُودِينَ، تَقْرِيعًا لَعَبَدَتِهِمْ: ﴿أأنْتُمْ أضْلَلْتُمْ عِبادِي هَؤُلاءِ أمْ هم ضَلُّوا السَّبِيلَ﴾ أيْ: عَنِ السَّبِيلِ بِأنْفُسِهِمْ، لِإخْلالِهِمْ بِالنَّظَرِ الصَّحِيحِ، وإعْراضِهِمْ عَنِ المُرْشِدِ: ﴿قالُوا سُبْحانَكَ﴾ [الفرقان: ١٨] تَعَجُّبًا مِمّا قِيلَ لَهم. لِأنَّهم إمّا مَلائِكَةٌ مَعْصُومُونَ أوْ جَماداتٌ لا قُدْرَةَ لَها عَلى شَيْءٍ. أوْ تَنْزِيهًا لَهُ عَنِ الأنْدادِ: ﴿ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أنْ نَتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِن أوْلِياءَ﴾ [الفرقان: ١٨] أيْ: نَعْبُدُهم فَأنّى يُتَصَوَّرُ أنْ نَحْمِلَ غَيْرَنا عَلى أنْ يَتَّخِذَ ولِيًّا غَيْرَكَ، أوْ (مِن أوْلِياءَ ) أيْ: أتْباعًا لِلْعِبادَةِ: ﴿ولَكِنْ مَتَّعْتَهم وآباءَهم حَتّى نَسُوا الذِّكْرَ﴾ [الفرقان: ١٨] اسْتِدْراكٌ مَسُوقٌ لِبَيانِ أنَّهم هُمُ الضّالُّونَ، بَعْدَ بَيانِ تَنَزُّهِهِمْ عَنْ إضْلالِهِمْ. وقَدْ نَعى عَلَيْهِمْ سُوءَ صَنِيعِهِمْ حَيْثُ جَعَلُوا أسْبابَ الهِدايَةِ أسْبابًا لِلضَّلالَةِ. أيْ: ما أضْلَلْناهم. ولَكِنْ مَتَّعْتَهم وآباءَهم بِأنْواعِ النِّعَمِ، لِيَعْرِفُوا حَقَّها ويَشْكُرُوها. فانْهَمَكُوا في الشَّهَواتِ حَتّى نَسُوا الذِّكْرَ، أيْ: ذِكْرَكَ. أوِ التَّذَكُّرَ في آلائِكَ، والتَّدَبُّرَ في آياتِكَ، فَجَعَلُوا أسْبابَ الهِدايَةِ، بِسُوءِ اخْتِيارِهِمْ، ذَرِيعَةً إلى الغَوايَةِ - أفادَهُ أبُو السُّعُودِ: ﴿وكانُوا قَوْمًا بُورًا﴾ [الفرقان: ١٨] أيْ: هالِكِينَ. ثُمَّ أشارَ تَعالى لِاحْتِجاجِهِ عَلى عَبَدَتِهِمْ وإلْزامِهِمْ ما يُبَكِّتُهم، بِقَوْلِهِ:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب