الباحث القرآني

ثُمَّ ذَكَرَ تَعالى نِعَمَهُ عَلى بَنِي إسْرائِيلَ ومِنَنَهُ الكُبْرى، وما وصّاهم مِنَ المُحافَظَةِ عَلى شُكْرِها، وحَذَرِهِمْ مِنَ التَّعَرُّضِ لِغَضَبِهِ بِكُفْرِها، بِقَوْلِهِ سُبْحانَهُ: (p-٤١٩٨)القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [٨٠] ﴿يا بَنِي إسْرائِيلَ قَدْ أنْجَيْناكم مِن عَدُوِّكم وواعَدْناكم جانِبَ الطُّورِ الأيْمَنَ ونَـزَّلْنا عَلَيْكُمُ المَنَّ والسَّلْوى﴾ [٨١] ﴿كُلُوا مِن طَيِّباتِ ما رَزَقْناكم ولا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكم غَضَبِي ومَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى﴾ [طه: ٨١] . ﴿يا بَنِي إسْرائِيلَ قَدْ أنْجَيْناكم مِن عَدُوِّكُمْ﴾ وهو فِرْعَوْنُ وقَوْمُهُ. فَقَدْ كانُوا يَسُومُونَكم سُوءَ العَذابِ. يَذْبَحُونَ أبْناءَكم ويَسْتَحْيُونَ نِساءَكم. وذَلِكَ بِأنْ أقَرَّ أعْيُنَكم مِنهُمْ، بِإغْراقِهِمْ، وأنْتُمْ تَنْظُرُونَ: ﴿وواعَدْناكم جانِبَ الطُّورِ الأيْمَنَ﴾ أيْ: بِمُناجاةِ مُوسى وإنْزالِ التَّوْراةِ عَلَيْهِ. واليَهُودُ السّامِرِيَّةُ تَزْعُمُ أنَّ هَذا الجَبَلَ في نابُلْسَ ويُسَمُّونَهُ جَبَلَ الطُّورِ ويُذْكَرُ في الجُغْرافِيا بِلَفْظِ عِيبالَ ولَهم عِيدٌ سَنَوِيٌّ فِيهِ يَصْعَدُونَ إلَيْهِ، ويُقَرِّبُونَ فِيهِ القَرابِينَ. واللَّهُ أعْلَمُ. قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وإنَّما عَدّى المُواعَدَةَ إلَيْهِمْ، لِأنَّها لابَسَتْهم واتَّصَلَتْ بِهِمْ، حَيْثُ كانَتْ لِنَبِيِّهِمْ ونُقَبائِهِمْ. وإلَيْهِمْ رَجَعَتْ مَنافِعُها الَّتِي قامَ بِها دِينُهم وشَرْعُهُمْ، وفِيما أفاضَ عَلَيْهِمْ مِن سائِرِ نِعَمِهِ وأرْزاقِهِ. و(جانِبَ) مَفْعُولٌ فِيهِ، أوْ مَفْعُولٌ بِهِ عَلى الِاتِّساعِ. أوْ بِتَقْدِيرِ مُضافٍ. أيْ: إتْيانُ جانِبٍ ﴿ونَـزَّلْنا عَلَيْكُمُ المَنَّ والسَّلْوى﴾ ﴿كُلُوا مِن طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ﴾ [طه: ٨١] أيْ: مِن لَذائِذِهِ. فَإنَّ المَنَّ كالعَسَلِ. والسَّلْوى مِنَ الطُّيُورِ الجَيِّدِ لَحْمُها: ﴿ولا تَطْغَوْا فِيهِ﴾ [طه: ٨١] أيْ: فِيما رَزَقْناكُمْ، بِأنْ يَتَعَدّى فِيهِ حُدُودَ اللَّهِ، ويُخالِفَ ما أُمِرَ بِهِ: ﴿فَيَحِلَّ عَلَيْكم غَضَبِي ومَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى﴾ [طه: ٨١] أيْ: هَلَكَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب