الباحث القرآني

(p-٢٧٥)القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [١٣٩ ] ﴿قُلْ أتُحاجُّونَنا في اللَّهِ وهو رَبُّنا ورَبُّكم ولَنا أعْمالُنا ولَكم أعْمالُكم ونَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ﴾ "قُلْ" مُنْكِرًا لِمُحاجَّتِهِمْ ومُوَبِّخًا لَهم عَلَيْها "أتُحاجُّونَنا في اللَّهِ" أيْ: أتُناظِرُونَنا في تَوْحِيدِ اللَّهِ والإخْلاصِ لَهُ واتِّباعِ الهُدى وتَرْكِ الهَوى "وهُوَ رَبُّنا ورَبُّكُمُ" المُسْتَحِقُّ لِإخْلاصِ العُبُودِيَّةِ لَهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، ونَحْنُ وأنْتُمْ في العُبُودِيَّةِ لَهُ سَواءٌ: ﴿ولَنا أعْمالُنا ولَكم أعْمالُكُمْ﴾ أيْ نَحْنُ بُرَآءُ مِنكم ومِمّا تَعْبُدُونَ، وأنْتُمْ بُرَآءُ مِنّا. كَما قالَ في الآيَةِ الأُخْرى: ﴿وإنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي ولَكم عَمَلُكم أنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمّا أعْمَلُ وأنا بَرِيءٌ مِمّا تَعْمَلُونَ﴾ [يونس: ٤١] وقالَ تَعالى: ﴿فَإنْ حاجُّوكَ فَقُلْ أسْلَمْتُ وجْهِيَ لِلَّهِ ومَنِ اتَّبَعَنِ﴾ [آل عمران: ٢٠] الآيَةَ. "ونَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ" في العِبادَةِ والتَّوَجُّهِ، لا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وأنْتُمْ تُشْرِكُونَ بِهِ عُزَيْرًا والمَسِيحَ والأحْبارَ والرُّهْبانَ. ولَمّا بَقِيَ مِن مُباهَتاتِهِمُ ادِّعاؤُهم أنَّ أسْلافَهم كانُوا عَلى دِينِهِمْ، أبْطَلَها سُبْحانَهُ بِقَوْلِهِ:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب