الباحث القرآني
القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى:
[٤٣-٤٤] ﴿سُبْحانَهُ وتَعالى عَمّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ والأرْضُ ومَن فِيهِنَّ وإنْ مِن شَيْءٍ إلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهم إنَّهُ كانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [الإسراء: ٤٤] .
﴿سُبْحانَهُ﴾ فَإنَّهُ صَرِيحٌ في أنَّ المُرادَ بَيانُ أنَّهُ يَلْزَمُ مِمّا يَقُولُونَهُ مَحْذُورٌ عَظِيمٌ، مِن حَيْثُ لا يَحْتَسِبُونَ. وأمّا ابْتِغاءُ السَّبِيلِ إلَيْهِ تَعالى بِالتَّقَرُّبِ، فَلَيْسَ مِمّا يَخْتَصُّ بِهَذا التَّقْرِيرِ، ولا هو مِمّا يَلْزَمُهم مِن حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ. بَلْ هو أمْرٌ يَعْتَقِدُونَهُ رَأْسًا. انْتَهى. ومَعْنى: ﴿سُبْحانَهُ﴾ أيْ: تَنَزَّهَ عَنِ الوَلَدِ والشَّرِيكِ تَنَزُّهًا حَقِيقًا بِهِ: ﴿وتَعالى عَمّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ أيْ: تَعاظَمَ عَنْ ذَلِكَ تَعاظُمًا كَبِيرًا. فَإنَّ مِثْلَ هَذِهِ الفِرْيَةِ والبُهْتانِ، مِمّا يَتَنَزَّهُ عَنْهُ مَقامُهُ الأسْمى.
قالَ الشِّهابُ: وذَكَرَ العُلُوَّ، بَعْدَ عُنْوانِهِ بِـ (ذِي العَرْشِ) . في أعْلى مَراتِبِ البَلاغَةِ. وقَوْلُهُ تَعالى:
﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ والأرْضُ ومَن فِيهِنَّ وإنْ مِن شَيْءٍ إلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهم إنَّهُ كانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [الإسراء: ٤٤] أيْ: تَنَزَّهَ اللَّهُ، وتُقَدِّسُهُ وتُجِلُّهُ السَّماواتُ والأرْضُ ومَن فِيهِنَّ مِنَ المَخْلُوقاتِ عَمّا يَصِفُهُ بِهِ المُشْرِكُونَ. وتَشْهَدُ جَمِيعُها لَهُ بِالوَحْدانِيَّةِ في إلَهِيَّتِهِ ورُبُوبِيَّتِهِ، كَما قالَ: ﴿تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنهُ وتَنْشَقُّ الأرْضُ وتَخِرُّ الجِبالُ هَدًّا﴾ [مريم: ٩٠] ﴿أنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ ولَدًا﴾ [مريم: ٩١] وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإنْ مِن شَيْءٍ إلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء: ٤٤] أيْ: لِأنَّها بِخِلافِ لُغاتِكم.
قالَ ابْنُ كَثِيرٍ: وهَذا عامٌّ في الحَيَواناتِ والجَماداتِ والنَّباتاتِ، عَلى أشْهَرِ القَوْلَيْنِ. ثُمَّ اسْتَدَلَّ بِما صَحَّ مِن تَسْبِيحِ الطَّعامِ، والحَصا، مِمّا خَرَجَ في الصَّحِيحَيْنِ والمَسانِيدِ، مِمّا هو مَشْهُورٌ. (p-٣٩٣٣)واخْتارَهُ الرّاغِبُ في (مُفْرَداتِهِ) وقالَ: إنَّهُ تَسْبِيحٌ عَلى الحَقِيقَةِ بِدَلالَةِ قَوْلِهِ: ﴿ولَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء: ٤٤] ودَلالَةِ قَوْلِهِ: ﴿ومَن فِيهِنَّ﴾ [الإسراء: ٤٤] بَعْدَ ذِكْرِ السَّماواتِ والأرْضِ لا يَصِحُّ أنْ يَكُونَ تَقْدِيرُهُ (يُسَبِّحُ لَهُ مَن في السَّماواتِ ويَسْجُدُ لَهُ مَن في الأرْضِ) لِأنَّ هَذا مَن نَفْقَهُهُ، ولِأنَّهُ مُحالٌ أنْ يَكُونَ ذَلِكَ تَقْدِيرَهُ. ثُمَّ يَعْطِفُ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ: ﴿ومَن فِيهِنَّ﴾ [الإسراء: ٤٤] والأشْياءُ كُلُّها تُسَبِّحُ لَهُ وتَسْجُدُ بَعْضُها بِالتَّسْخِيرِ وبَعْضُها بِالِاخْتِيارِ. والآيَةُ تَدُلُّ عَلى أنَّ المَذْكُوراتِ تُسَبِّحُ بِاخْتِيارٍ، لِما ذَكَرَ مِنَ الدَّلالَةِ. انْتَهى.
وذَهَبَ كَثِيرُونَ إلى أنَّ التَّسْبِيحَ المَذْكُورَ مَجازِيٌّ، عَلى طَرِيقَةِ الِاسْتِعارَةِ التَّمْثِيلِيَّةِ أوِ التَّبَعِيَّةِ، كَـ: (نَطَقَتِ الحالُ) فَإنَّهُ اسْتُعِيرَ فِيهِ لِلتَّسْبِيحِ لِلدَّلالَةِ عَلى وُجُودِ فاعِلٍ قادِرٍ حَكِيمٍ واجِبِ الوُجُودِ، مُنَزَّهٍ عَنِ الوَلَدِ والشَّرِيكِ، كَما يَدُلُّ الأثَرُ عَلى مُؤَثِّرِهِ. فَجُعِلَتْ تِلْكَ الدَّلالَةُ الحالِيَّةُ كَأنَّهُ تَنْزِيهٌ لَهُ عَمّا يُخالِفُهُ.
؎وفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ تَدُلُّ عَلى أنَّهُ الواحِدُ
قالُوا: والخِطابُ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ولَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء: ٤٤] لِلْمُشْرِكِينَ. أيْ: لِإخْلالِكم بِالنَّظَرِ الصَّحِيحِ الَّذِي بِهِ يُفْهَمُ تَسْبِيحُهم. وقَدْ بالَغَ في رَدِّ القَوْلِ الأوَّلِ واخْتِيارِ الثّانِي، الإمامُ ابْنُ حَزْمٍ في كِتابِهِ " المِلَلُ والنِّحَلُ " ولا بَأْسَ بِإيرادِهِ، لِما فِيهِ مِنَ الغَرائِبِ.
قالَ رَحِمَهُ اللَّهُ في الرَّدِّ عَلى مَن قالَ: (إنَّ في البَهائِمِ رَسْلًا): إنَّما يُخاطِبُ اللَّهُ تَعالى بِالحُجَّةِ مَن يَعْقِلُها. قالَ اللَّهُ تَعالى: { يا أُولِي الألْبابِ }، وقَدْ عَلِمْنا بِضَرُورَةِ الحُسْنِ؛ أنَّ اللَّهَ تَعالى إنَّما خَصَّ بِالنُّطْقِ - الَّذِي هو التَّصَرُّفُ في العُلُومِ ومَعْرِفَةُ الأشْياءِ عَلى ما هي عَلَيْهِ، والتَّصَرُّفُ في الصِّناعاتِ عَلى اخْتِلافِها - الإنْسانَ خاصَّةً. وأضَفْنا إلَيْهِمْ، بِالخَبَرِ الصّادِقِ، الجِنَّ والمَلائِكَةَ. ثُمَّ قالَ رَحِمَهُ اللَّهُ: وقَدْ قادَ السُّخْفُ بَعْضَهم إلى أنْ جَعَلَ لِلْجَماداتِ تَمْيِيزًا لِمِثْلِ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وإنْ مِن شَيْءٍ إلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء: ٤٤] ونَحْوِهِ مِنَ الآياتِ. ولا حُجَّةَ لَهم فِيهِ؛ (p-٣٩٣٤)لِأنَّ القُرْآنَ واجِبٌ أنْ يُحْمَلَ عَلى ظاهِرِهِ، كَذَلِكَ كَلامُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ . ومَن خالَفَ ذَلِكَ كانَ عاصِيًا لِلَّهِ عَزَّ وجَلَّ، مُبَدِّلًا لِكَلِماتِهِ، ما لَمْ يَأْتِ نَصٌّ في أحَدِهِما، أوْ إجْماعٌ مُتَيَقَّنٌ، أوْ ضَرُورَةُ حِسٍّ عَلى خِلافِ ظاهِرِهِ، فَيُوقَفُ عِنْدَ ذَلِكَ. ويَكُونُ مَن حَمَلَهُ عَلى ظاهِرِهِ حِينَئِذٍ ناسِبًا الكَذِبَ إلى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، أوْ كاذِبًا عَلَيْهِ وعَلى نَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِن كِلا الوَجْهَيْنِ.
وإذْ قَدْ بَيَّنّا قَبْلُ بِالبَراهِينِ الضَّرُورِيَّةِ؛ أنَّ الحَيَوانَ (غَيْرَ الإنْسانِ والجِنِّ والمَلائِكَةِ) لا نُطْقَ لَهُ. نَعْنِي أنَّهُ لا تَصَرُّفَ لَهُ في العُلُومِ والصِّناعاتِ. وكانَ هَذا القَوْلُ مُشاهَدًا بِالحِسِّ مَعْلُومًا بِالضَّرُورَةِ، لا يُنْكِرُهُ إلّا وقِحٌ مُكابِرٌ لِحِسِّهِ، وبَيَّنّا أنَّ كُلَّ ما كانَ بِخِلافِ التَّمْيِيزِ المَعْهُودِ عِنْدَنا، فَإنَّهُ لَيْسَ تَمْيِيزًا. وكانَ هَذا أيْضًا يُعْلَمُ بِالضَّرُورَةِ والعِيانِ والمُشاهَدَةِ؛ فَوَجَبَ أنَّهُ بِخِلافِ ما يُسَمّى في الشَّرِيعَةِ واللُّغَةِ نُطْقًا وقَوْلًا وتَسْبِيحًا وسُجُودًا. فَقَدْ وجَبَ أنَّها أسْماءٌ مُشْتَرَكَةٌ اتَّفَقَتْ ألْفاظُها. وأمّا مَعانِيها فَمُخْتَلِفَةٌ، لا يَحِلُّ لِأحَدٍ أنْ يَحْمِلَها عَلى غَيْرِ هَذا؛ لِأنَّهُ إنْ فَعَلَ كانَ مُخْبِرًا أنَّ اللَّهَ تَعالى قالَ ما يُبْطِلُهُ العِيانُ والعَقْلُ الَّذِي بِهِ عَرَفْنا اللَّهَ تَعالى، ولَوْلاهُ ما عَرَفْناهُ.
فاللَّفْظُ مُشْتَرَكٌ والمَعْنى هو ما قامَ الدَّلِيلُ عَلَيْهِ، بَيانُ ذَلِكَ: أنَّ التَّسْبِيحَ عِنْدَنا إنَّما هو قَوْلُ (سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ) وبِالضَّرُورَةِ نَعْلَمُ أنَّ الحِجارَةَ والخَشَبَ والهَوامَّ والحَشَراتِ والألْوانَ لا تَقُولُ ) سُبْحانَ اللَّهِ، بِالسِّينِ والباءِ والحاءِ والألِفِ والنُّونِ واللّامِ والهاءِ ) هَذا ما لا يَشُكُّ فِيهِ مِن لَهُ مُسْكَةُ عَقْلٍ. فَإذْ لا شَكَّ في هَذا، فَبِاليَقِينِ عَلِمْنا أنَّ التَّسْبِيحَ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعالى هو حَقٌّ وهو مَعْنًى غَيْرُ تَسْبِيحِنا نَحْنُ بِلا شَكٍّ. فَإذْ لا شَكَّ في هَذا فَإنَّ التَّسْبِيحَ في أصْلِ اللُّغَةِ هو تَنْزِيهُ اللَّهِ تَعالى عَنِ السُّوءِ. فَإذا قَدْ صَحَّ هَذا؛ فَإنَّ كُلَّ شَيْءٍ في العالَمِ بِلا شَكٍّ مُنَزِّهٌ لِلَّهِ تَعالى عَنِ السُّوءِ الَّذِي هو صِفَةُ الحُدُوثِ. ولَيْسَ في العالَمِ شَيْءٌ إلّا وهو دالٌّ (بِما فِيهِ مِن دَلائِلِ الصَّنْعَةِ واقْتِضائِهِ صانِعًا لا يُشْبِهُهُ) عَلى أنَّ اللَّهَ تَعالى مُنَزَّهٌ عَنْ كُلِّ (p-٣٩٣٥)سُوءٍ ونَقْصٍ، وهَذا هو الَّذِي لا يَفْهَمُهُ ولا يَفْقَهُهُ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ، كَما قالَ تَعالى: ﴿ولَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء: ٤٤] فَهَذا هو تَسْبِيحُ كُلِّ شَيْءٍ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعالى بِلا شَكٍّ. وهَذا المَعْنى حَقٌّ لا يُنْكِرُهُ مُوَحِّدٌ. فَإنْ كانَ قَوْلُنا هَذا مُتَّفَقًا عَلى صِحَّتِهِ، وكانَتِ الضَّرُورَةُ تُوجِبُ أنَّهُ لَيْسَ هو التَّسْبِيحَ المَعْهُودَ عِنْدَنا، فَقَدْ ثَبَتَ قَوْلُنا وانْتَفى قَوْلُ مَن خالَفْنا بِظَنِّهِ.
وأيْضًا فَإنَّ اللَّهَ تَعالى يَقُولُ: ﴿وإنْ مِن شَيْءٍ إلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء: ٤٤] والكافِرُ الدَّهْرِيُّ شَيْءٌ لا يَشُكُّ في أنَّهُ شَيْءٌ، وهو لا يُسَبِّحُ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعالى البَتَّةَ، فَصَحَّ ضَرُورَةُ أنَّ الكافِرَ يُسَبِّحُ؛ إذْ هو مِن جُمْلَةِ الأشْياءِ الَّتِي تُسَبِّحُ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعالى. وإنَّ تَسْبِيحَهُ لَيْسَ هو قَوْلَهُ (سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ) بِلا شَكٍّ. ولَكِنْ تَنْزِيهَ اللَّهِ تَعالى بِدَلائِلِ خَلْقِهِ وتَرْكِيبِهِ عَنْ أنْ يَكُونَ الخالِقُ مُشْبِهًا لِشَيْءٍ مِمّا خَلَقَ. وهَذا يَقِينِيٌّ لا شَكَّ فِيهِ.
فَصَحَّ بِما ذَكَرْنا أنَّ لَفْظَةَ (التَّسْبِيحِ) هي مِنَ الأسْماءِ المُشْتَرَكَةِ، وهي الَّتِي تَقَعُ عَلى نَوْعَيْنِ فَصاعِدًا. انْتَهى كَلامُهُ.
ومُحَصِّلُهُ: نَفْيُ أنْ يَكُونَ لِلْجَماداتِ تَسْبِيحٌ وتَمْيِيزٌ بِالمَعْنى المَوْجُودِ في الإنْسانِ. وهو حَقٌّ لا شُبْهَةَ فِيهِ ولا يَسُوغُ لِأحَدٍ إنْكارُهُ. إلّا أنَّهُ لا يَنْفِي أنْ يَكُونَ لَهُ تَسْبِيحٌ وفِيهِ تَمْيِيزٌ يُناسِبُهُ، فَيَرْجِعُ الخِلافُ لَفْظِيًّا. وقَدْ وافَقَ العِلْمُ الحَدِيثُ الآنَ - كَما قالَهُ بَعْضُ الفُضَلاءِ - عَلى أنْ في الجَمادِ أثَرًا مِنَ الحَياةِ. وأنَّ فِيهِ جَمِيعَ الصِّفاتِ الجَوْهَرِيَّةِ الَّتِي تُمَيِّزُ الأحْياءَ. وأنَّ ما فِيهِ في الجَواهِرِ الفَرْدَةِ ودَقائِقِ المادَّةِ لَيْسَتْ مَيِّتَةً، بَلْ هي عَناصِرُ حَيَّةٌ مُتَحَرِّكَةٌ لَها صُورَةٌ مِن صُوَرِ الحَياةِ الدُّنْيا المُشاهَدَةِ في جَمِيعِ أنْواعِ المادَّةِ مِثْلَ الجَذْبِ، والدَّفْعِ، والتَّأثُّرِ بِالمُؤَثِّراتِ الخارِجِيَّةِ، وتَغَيُّرِ قُوَّةِ التَّوازُنِ، وتَجَمُّعِ الدَّقائِقِ عَلى أشْكالٍ مُنْتَظِمَةٍ، طِبْقًا لِتَراكِيبَ مَحْدُودَةٍ، وإفْرازِ مُرَكَّباتٍ كِيماوِيَّةٍ مُخْتَلِفَةٍ. وبِالجُمْلَةِ؛ فَما يَقُولُهُ العِلْمُ الجَدِيدُ عَنْ مُشابَهَةِ الأجْسامِ غَيْرِ الحَيَّةِ لِلْأجْسامِ الحَيَّةِ يُطابِقُ تَصَوُّراتِ الأقْدَمِينَ والشُّعَراءِ في ذَلِكَ. انْتَهى.
وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّهُ كانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [الإسراء: ٤٤] أيْ: حَيْثُ لَمْ يُعاجِلْهم بِالعُقُوبَةِ، مَعَ كُفْرِهِمْ وقُصُورِهِمْ في النَّظَرِ. ولَوْ تابُوا لَغَفَرَ لَهم ما كانَ مِنهم.
(p-٣٩٣٦)ثُمَّ مَثَّلَ تَعالى حالَةَ المُشْرِكِينَ مَعَ التَّنْزِيلِ الكَرِيمِ، حِينَما يَقْرَؤُهُ عَلَيْهِمُ الرَّسُولُ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، يَدْعُوهم إلى العَمَلِ بِما فِيهِ مِنَ التَّوْحِيدِ، ورَفْضِ الشِّرْكَ وغَيْرِ ذَلِكَ مِن ضَلالِهِمْ، بِمَن طَمَسَ عَلى بَصِيرَتِهِ وبَصَرِهِ وسَمْعِهِ، بِقَوْلِهِ تَعالى:
{"ayahs_start":43,"ayahs":["سُبۡحَـٰنَهُۥ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا یَقُولُونَ عُلُوࣰّا كَبِیرࣰا","تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِیهِنَّۚ وَإِن مِّن شَیۡءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَـٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِیحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِیمًا غَفُورࣰا"],"ayah":"تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِیهِنَّۚ وَإِن مِّن شَیۡءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَـٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِیحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِیمًا غَفُورࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق