الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [٨٢-٨٤] ﴿فَإنْ تَوَلَّوْا فَإنَّما عَلَيْكَ البَلاغُ المُبِينُ﴾ ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وأكْثَرُهُمُ الكافِرُونَ﴾ [النحل: ٨٣] ﴿ويَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ولا هم يُسْتَعْتَبُونَ﴾ [النحل: ٨٤] . ﴿فَإنْ تَوَلَّوْا﴾ أيْ: بَعْدَ هَذا البَيانِ وهَذا الِامْتِنانِ: ﴿فَإنَّما عَلَيْكَ البَلاغُ المُبِينُ﴾ ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ﴾ [النحل: ٨٣] أيِ: الَّتِي عُدِّدَتْ، وأنَّها بِخَلْقِهِ: ﴿ثُمَّ يُنْكِرُونَها﴾ [النحل: ٨٣] أيْ: بِعِبادَتِهِمْ غَيْرَ المُنْعِمِ بِها، وقَوْلِهِمْ: هي مِنَ اللَّهِ، ولَكِنَّها بِشَفاعَةِ آلِهَتِنا: ﴿وأكْثَرُهُمُ الكافِرُونَ﴾ [النحل: ٨٣] (p-٣٨٤٦)ثُمَّ أخْبَرَ تَعالى عَنْ شَأْنِهِمْ في مَعادِهِمْ بِقَوْلِهِ: ﴿ويَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا﴾ [النحل: ٨٤] وهو نَبِيُّها يَشْهَدُ عَلَيْها بِما أجابَتْهُ مِن إيمانٍ وكُفْرٍ فِيما بَلَغَها: ﴿ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [النحل: ٨٤] أيْ: في الِاعْتِذارِ؛ لِأنَّهم يَعْلَمُونَ بُطْلانَهُ وكَذِبَهُ، كَقَوْلِهِ: ﴿هَذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ﴾ [المرسلات: ٣٥] ﴿ولا يُؤْذَنُ لَهم فَيَعْتَذِرُونَ﴾ [المرسلات: ٣٦] ﴿ولا هم يُسْتَعْتَبُونَ﴾ [النحل: ٨٤] أيْ: لا يُطْلَبُ مِنهُمُ العُتْبى. أيْ: إزالَةُ عَتَبِ رَبِّهِمْ وغَضَبِهِ. ) والعُتْبى ) بِالضَّمِّ: الرِّضا وهو الرُّجُوعُ عَنِ الإساءَةِ إلى ما يُرْضِي العاتِبَ. يُقالُ: اسْتَعْتَبَهُ: أعْطاهُ العُتْبى بِالرُّجُوعِ إلى مَسَرَّتِهِ. والعَتَبُ: لَوْمُكَ الرَّجُلَ عَلى إساءَةٍ كانَتْ لَهُ إلَيْكَ، والمَرْءُ إنَّما يَطْلُبُ العِتابَ مِن خَصْمِهِ؛ لِيُزِيلَ ما في نَفْسِهِ عَلَيْهِ مِنَ المَوْجِدَةِ والغَضَبِ ويَرْجِعُ إلى الرِّضا عَنْهُ، فَإذا لَمْ يَطْلُبِ العِتابَ مِنهُ، دَلَّ ذَلِكَ عَلى أنَّهُ ثابِتٌ عَلى غَضَبِهِ عَلَيْهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب