الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [ ٨ ] ﴿إذْ قالُوا لَيُوسُفُ وأخُوهُ أحَبُّ إلى أبِينا مِنّا ونَحْنُ عُصْبَةٌ إنَّ أبانا لَفي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ ﴿إذْ قالُوا لَيُوسُفُ وأخُوهُ﴾ وهو بَنْيامِينُ شَقِيقُهُ، وأُمُّهُما راحِيلُ بِنْتُ لابانَ، خالِ يَعْقُوبَ. ﴿أحَبُّ إلى أبِينا مِنّا ونَحْنُ عُصْبَةٌ﴾ أيْ والحالُ أنّا جَماعَةٌ أقْوِياءُ، أحَقُّ بِالمَحَبَّةِ (p-٣٥١٤)مِن صَغِيرَيْنِ، لا كِفايَةَ فِيهِما. والعُصْبَةُ والعِصابَةُ: الجَماعَةُ مِنَ الرِّجالِ -عَشَرَةٌ فَصاعِدًا- سُمُّوا بِذَلِكَ لِكَوْنِ الأُمُورِ تُعَصَّبُ بِهِمْ، أيْ تُشَدُّ فَتَقْوى، وذِكْرُها لَيْسَ لِإفادَةِ العَدَدِ فَقَطْ، بَلْ لِلْإشْعارِ بِالقُوَّةِ، لِيَكُونَ أدْخَلَ في الإنْكارِ؛ لِأنَّهم قادِرُونَ عَلى خِدْمَتِهِ، والجِدِّ في مَنفَعَتِهِ، فَكَيْفَ يُؤَثِّرُ عَلَيْهِمْ مَن لا يَقْدِرُ عَلى ذَلِكَ؟ ﴿إنَّ أبانا لَفي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ أيْ ذَهابٍ عَنْ طَرِيقِ الصَّوابِ في ذَلِكَ لِتَفْضِيلِهِ المَفْضُولَ بِزَعْمِهِمْ. وغابَ عَنْهم أنَّهُ كانَ يُحِبُّ يُوسُفَ لِما يَرى فِيهِ مِنَ المَخايِلِ، لا سِيَّما بَعْدَ تِلْكَ الرُّؤْيا. وبِنْيامِينَ لِكَوْنِهِ شَقِيقَهُ وأصْغَرَهم. ومِنَ المَعْرُوفِ زِيادَةُ المَيْلِ لِأصْغَرِ البَنِينَ. وقَوْلُهُ تَعالى:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب