الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [ ٢ ] ﴿إنّا أنْـزَلْناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكم تَعْقِلُونَ﴾ ﴿إنّا أنْـزَلْناهُ﴾ أيِ الكِتابَ المَنعُوتَ بِما ذُكِرَ ﴿قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكم تَعْقِلُونَ﴾ أيْ لِكَيْ تَفْهَمُوهُ، وتُحِيطُوا بِمَعانِيهِ، ولا يَلْتَبِسُ عَلَيْكم. كَما قالَ تَعالى: ﴿ولَوْ جَعَلْناهُ قُرْآنًا أعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُ﴾ [فصلت: ٤٤] أوْ لِتَسْتَعْمِلُوا فِيهِ عُقُولَكُمْ، فَتَعْلَمُوا أنَّ اقْتِصاصَهُ كَذَلِكَ، مِمَّنْ لَمْ يَتَعَلَّمِ القِصَصَ، مُعْجِزٌ، لا يُمْكِنُ إلّا بِالإيحاءِ. أوْ: لَعَلَّكم تَعْقِلُونَ بِإنْزالِهِ عَرَبِيًّا، ما تَضَمَّنَ مِنَ المَعانِي والأسْرارِ، الَّتِي لا يَتَضَمَّنُها ولا يَحْتَمِلُها غَيْرُها مِنَ اللُّغاتِ، وذَلِكَ لِأنَّ لُغَةَ العَرَبِ أفْصَحُ اللُّغاتِ وأبْيَنُها وأوْسَعُها، وأكْثَرُها تَأْدِيَةً لِلْمَعانِي الَّتِي تَقُومُ (p-٣٥٠٣)بِالنُّفُوسِ. قالَ بَعْضُهُمْ: نَزَّلَ أشْرَفَ الكُتُبِ، بِأشْرَفِ اللُّغاتِ، عَلى أشْرَفِ الرُّسُلِ، بِسِفارَةِ أشْرَفِ المَلائِكَةِ، وكانَ ذَلِكَ في أشْرَفِ بِقاعِ الأرْضِ، وفي أشْرَفِ شُهُورِ السَّنَةِ، وهو رَمَضانُ، فَكَمُلَ لَهُ الشَّرَفُ مِن كُلِّ الوُجُوهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب