الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [ ٥٩] ﴿وتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وعَصَوْا رُسُلَهُ واتَّبَعُوا أمْرَ كُلِّ جَبّارٍ عَنِيدٍ﴾ ﴿وتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وعَصَوْا رُسُلَهُ﴾ تَأْنِيثُ اسْمِ الإشارَةِ، بِاعْتِبارِ القَبِيلَةِ. وصِيغَةُ البَعِيدِ لِتَحْقِيرِهِمْ، أوْ لِتَنْزِيلِهِمْ مَنزِلَةَ البَعِيدِ؛ لَعَدَمِهِمْ. وإذا كانَتِ الإشارَةُ لِمَصارِعِهِمْ، فَهي لِلْبَعِيدِ المَحْسُوسِ، وتَعَدّى الجُحُودُ بِالباءِ حَمْلًا لَهُ عَلى الكُفْرِ؛ لِأنَّهُ المُرادُ. أوْ بِتَضْمِينِهِ مَعْناهُ، كَما أنَّ (كَفَرَ) جَرى مَجْرى (جَحَدَ). فَتَعَدّى بِنَفْسِهِ في قَوْلِهِ: ﴿كَفَرُوا رَبَّهُمْ﴾ [هود: ٦٠] وقِيلَ (كَفَرَ) كَـ (شَكَرَ) يَتَعَدّى بِنَفْسِهِ وبِالحَرْفِ. وظاهِرُ كَلامِ القامُوسِ: أنَّ (جَحَدَ) كَذَلِكَ. والمَعْنى: كَفَرُوا بِاللَّهِ، وأنْكَرُوا آياتِهِ الَّتِي في الأنْفُسِ والآفاقِ الدّالَّةِ عَلى وحْدانِيَّتِهِ. وجَمْعُ (الرُّسُلِ)، مَعَ أنَّهُ لَمْ يُرْسَلْ إلَيْهِمْ غَيْرُ هُودٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ تَفْظِيعًا لِحالِهِمْ، وإظْهارًا لِكَمالِ كُفْرِهِمْ وعِنادِهِمْ، بِبَيانِ أنَّ عِصْيانَهم لَهُ، عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، عِصْيانٌ لِجَمِيعِ الرُّسُلِ السّابِقِينَ واللّاحِقِينَ؛ لِاتِّفاقِ كَلِمَتِهِمْ عَلى التَّوْحِيدِ: ﴿لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أحَدٍ مِن رُسُلِهِ﴾ [البقرة: ٢٨٥] -كَذا في (العِنايَةِ) وأبِي السُّعُودِ-. (p-٣٤٦٠)﴿واتَّبَعُوا﴾ أيْ أطاعُوا في الشِّرْكِ ﴿أمْرَ كُلِّ جَبّارٍ عَنِيدٍ﴾ لا يُسْتَدَلُّ بِدَلِيلٍ، ولا يَقْبَلُهُ مِن غَيْرِهِ. يُرِيدُ رُؤَساءَهم وكُبَراءَهُمْ، ودُعاتَهم إلى تَكْذِيبِ الرُّسُلِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب