الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [ ٣٠ ] ﴿ويا قَوْمِ مَن يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إنْ طَرَدْتُهم أفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ ﴿ويا قَوْمِ مَن يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إنْ طَرَدْتُهُمْ﴾ أيْ: فَإنْ أفادَكم طَرْدُهم تَعَزُّزَكُمْ، فَإنِّي أسْتَوْجِبُ قَهْرَهُ بِطَرْدِهِمْ، ومَن يَدْفَعُهُ عَنِّي؟ وفِيهِ إعْلامٌ بِأنَّ الطَّرْدَ ظُلْمٌ مُوجِبٌ لِحُلُولِ السُّخْطِ قَطْعًا، وإنَّما لَمْ يُصَرِّحْ بِهِ إشْعارًا بِأنَّهُ غَنِيٌّ عَنِ البَيانِ، لا سِيَّما وقَدْ تَقَدَّمَ ما يَلُوحُ بِهِ (p-٣٤٣٢)مِن كَرامَتِهِمْ بِإيمانِهِمْ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ. ﴿أفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ تَتَّعِظُونَ فَتَنْزَجِرُوا عَمّا تَقُولُونَ؟ تَنْبِيهٌ: قالَ بَعْضُهُمْ: ثَمَرَةُ ذَلِكَ وُجُوبُ تَعْظِيمِ المُؤْمِنِ، وتَحْرِيمِ الِاسْتِخْفافِ بِهِ، وإنْ كانَ فَقِيرًا عادِمًا لِلْجاهِ، مُتَعَلِّقًا بِالحِرَفِ الوَضِيعَةِ؛ لِأنَّهُ تَعالى حَكى كَلامَ نُوحٍ وتَجْهِيلَهُ لِلرُّؤَساءِ، لِما طَلَبُوا طَرْدَ مَن عَدُّوهُ مِنَ الأراذِلِ. وهي نَظِيرُ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ولا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهم بِالغَداةِ والعَشِيِّ﴾ [الأنعام: ٥٢] ثُمَّ أشارَ إلى أنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ بَشَرٌ مِثْلُهُمْ، أُوثِرَ بِالوَحْيِ والرِّسالَةِ فَلا يَدَّعِي ما لَيْسَ لَهُ، بِقَوْلِهِ:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب