الباحث القرآني

القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [ ٣٤ ] ﴿قُلْ هَلْ مِن شُرَكائِكم مَن يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأنّى تُؤْفَكُونَ﴾ ﴿قُلْ هَلْ مِن شُرَكائِكم مَن يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ أيْ مَن يَبْدَؤُهُ مِنَ النُّطْفَةِ، ويَجْعَلُ فِيهِ الرُّوحَ لِيَتَعَرَّفَ إلَيْهِ، ويَسْتَعْمِلَهُ أعْمالًا، ثُمَّ يُحْيِيهِ يَوْمَ القِيامَةِ، لِيَجْزِيَهُ بِما أسْلَفَ (p-٣٣٤٧)فِي أيّامِهِ الخالِيَةِ. وإنَّما نَظَّمَتِ الإعادَةُ في سِلْكِ الِاحْتِجاجِ مَعَ عَدَمِ اعْتِرافِهِمْ بِها؛ إيذانًا بِظُهُورِ بُرْهانِها، لِلْأدِلَّةِ القائِمَةِ عَلَيْها سَمْعًا وعَقْلًا، وإنَّ إنْكارَها مُكابَرَةً وعِنادًا لا يَلْتَفِتُ إلَيْهِ، وإشْعارًا بِتَلازُمِ البَدْءِ والإعادَةِ وُجُودًا وعَدَمًا، يَسْتَلْزِمُ الِاعْتِرافُ بِهِ الِاعْتِرافَ بِها. ثُمَّ أُمِرَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بِأنْ يُبَيِّنَ لَهم مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ، فَقِيلَ لَهُ: ﴿قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأنّى تُؤْفَكُونَ﴾ أيْ فَكَيْفَ تُصْرَفُونَ إلى عِبادَةِ الغَيْرِ، مَعَ عَجْزِهِ عَمّا ذَكَرَ. ثُمَّ احْتَجَّ عَلَيْهِمْ أيْضًا، إفْحامًا إثْرَ إفْحامٍ، بِقَوْلِهِ تَعالى:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب