الباحث القرآني

(p-٣٣٢٩)القَوْلُ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى: [ ١٢ ] ﴿وإذا مَسَّ الإنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أوْ قاعِدًا أوْ قائِمًا فَلَمّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأنْ لَمْ يَدْعُنا إلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ﴿وإذا مَسَّ الإنْسانَ الضُّرُّ دَعانا﴾ أيْ لِكَشْفِهِ وإزالَتِهِ ﴿لِجَنْبِهِ﴾ حالٌ مِن فاعِلِ (دَعا) واللّامُ بِمَعْنى (عَلى) أيْ عَلى جَنْبِهِ، أيْ مُضْطَجِعًا ﴿أوْ قاعِدًا أوْ قائِمًا فَلَمّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ﴾ أيْ مَضى عَلى طَرِيقَتِهِ الأُولى ﴿كَأنْ لَمْ يَدْعُنا إلى ضُرٍّ﴾ أيْ كَشْفِهِ ﴿مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ أيْ مِنَ الإعْراضِ عَنِ الذِّكْرِ، واتِّباعِ الشَّهَواتِ. والآيَةُ سِيقَتِ احْتِجاجًا عَلى المُشْرِكِينَ، بِما جُبِلُوا عَلَيْهِ كَغَيْرِهِمْ مِن الِالتِجاءِ إلَيْهِ تَعالى عِنْدَ الشَّدائِدِ، عِلْمًا بِأنَّهُ لا يَكْشِفُها إلّا هُوَ، لِيَطْرَحُوا عِبادَةَ ما لا يَضُرُّ ولا يَنْفَعُ، ويَسْتَيْقِنُوا أنَّهُ الإلَهُ الأحَدُ، الَّذِي لا يُعْبَدُ سِواهُ، وفِيها نَعى عَلَيْهِمْ سُوءَ مُنْقَلَبِهِمْ، إثْرَ كَشْفِ كُرُباتِهِمْ، وتَحْذِيرٌ مِن مِثْلِ صَنِيعِهِمْ. ثُمَّ ذَكَّرَهم تَعالى بِعَظِيمِ قُدْرَتِهِ مِمّا وصَلَ إلَيْهِمْ مِن نَبَأِ الأقْدَمِينَ لِيَتَّقُوهُ، بِقَوْلِهِ سُبْحانَهُ:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب