قوله تعالى: (مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ)، قال الحسن: أخبر عن علمه فيهم، يعني: ما يفعل ذلك إلا من قد علم الله منه ذلك، وهم قليل. وارتفع القليل على البدل من [الواو في: (فَعَلُوُه) كقولك: ما أتاني أحدٌ إلا زيدٌ. ترفع زيدًا على البدل من] أحد. ومن نصب (إِلَّا قَلِيلًا) فإنه جعل النفي بمنزلة الإيجاب، وذلك أن قولك: ما جاءني أحد، كلام تامّ، كما أنَّ: جاءني القوم، كذلك، فنصب مع النفي كما نصب مع الإيجاب، من حيث اجتمعا في أنَّ كلَّ واحدٍ منهما كلام تامّ.
{"ayah":"وَلَوۡ أَنَّا كَتَبۡنَا عَلَیۡهِمۡ أَنِ ٱقۡتُلُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡ أَوِ ٱخۡرُجُوا۟ مِن دِیَـٰرِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِیلࣱ مِّنۡهُمۡۖ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ فَعَلُوا۟ مَا یُوعَظُونَ بِهِۦ لَكَانَ خَیۡرࣰا لَّهُمۡ وَأَشَدَّ تَثۡبِیتࣰا"}