الباحث القرآني

وقيل: القصر: جمع قصرة - ساكنة الصاد - مثل جمرة وجمرة، وتمر وتمرة، والقصر: الواحدة من جزل الحطب الغليظ. قال سعيد بن جبير، والضحاك: هي أصول الشجر والنخل العظام إذا وقع وقطع. وقيل: أعناقه: شبّه الشرر بالجمال الصفر، وهي الإبل السود، والعرب تسمي السود من الإبل صفراً. قال الشاعر: [الخفيف] 5065 - تِلْكَ خَيْلِي منهُ وتِلْكَ رِكَابِي ... هُنَّ صُفْرٌ أولادُهَا كالزَّبيبِ أي: هنّ سود، وإنما سميت السود من الإبل صفراً؛ لأنه يشوب سوادها شيء من صفرة. قال الترمذي: وهذا القول ضعيف، ومحال في اللغة أن يكون من يشوبه قليل فينسب كله إلى ذلك الشائب، فالعجب ممن قال هذا، وقد قال تعالى: ﴿جِمَالَةٌ صُفْرٌ﴾ فلا نعلم شيئاً من هذا في اللغة. والجمالات: الجمال. وقال الفراء: يجوز أن تكون الجُمَالات - بالضم - من الشيء المجمل، يقال: أجملت الحساب، وجاء القوم جملة، أي مجتمعين. والمعنى: أن هذا الشرر يرتفع كأنه شيء مجموع غليظ أصفر. قيل: شبهها بالجمالات لسرعة سيرها. وقيل: لمتابعة بعضها بعضاً. قوله : ﴿هذا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ﴾ العامة على رفع «يوم» خبراً ل «هذا» ، أي تقول الملائكة: هذا يوم لا ينطقون. ويجوز أن يكون «انطَلِقُوا» من قول الملائكة ثم يقول الله لأوليائه: هذا يومُ لا ينطق الكافر، ومعنى اليوم السَّاعة والوقت. وزيد بن علي، والأعرج، والأعمش، وأبو حيوة، وعاصم في بعض طرقه: بالفتحِ، وفيه وجهان: أحدهما: أن الفتحة فتحة بناء، وهو خبر ل «هذا» كما تقدم. والثاني: أنه منصوب على الظرف واقعاً خبراً ل «هذا» على أن يشار به لما تقدم من الوعيد، كأنه قال: هذا العقاب المذكور كائن يوم لا ينطقون وقد تقدم آخر المائدة ما يشبه هذا في قوله تعالى: «هذا يَوْم يَنفَع» إلا أن النصب هناك متواتر. قوله: ﴿وَلاَ يُؤْذَنُ﴾ العامة: على عدم تسمية الفاعل. وحكى الأهوازي عن زيد بن علي: «ولا يَأذَنُ» سمى الفاعل، وهو الله تعالى. وقوله: فيعتذرون «. في رفعه وجهان: أحدهما: أنه مستأنف، أي فهم يعتذرون. قال أبو البقاء: ويكون المعنى: أنهم لا ينطقون نطقاً ينفعهم، أو ينطقون نطقاً في بعض المواقف ولا ينطقون في بعضها. والثاني: أنه معطوف على» يؤذن «فيكون منفياً، ولو نصب لكان متسبباً عنه. وقال ابن عطيَّة:» ولم ينصب في جواب النَّفْي لتشابه رءوس الآي، والوجهان جائزان» . فظهر من كلامه أنهما بمعنى واحد، وليس كذلك بل المرفوع له معنى غير معنى المنصوب، وإلى هذا ذهب الأعلم إلى أن الفعل قد يرتفع ويكون معناه النصب، ورد عليه ابن عصفور. قال الفرَّاء في قوله: «وَلاَ يُؤْذَنُ لهُمْ فيَعْتَذِرُونَ» : الفاء نسق، أي عطف على «يؤذن» ، وأجيز ذلك، لأن آخر الكلام بالنون، ولو قال: فيعتذروا، لم يوافق الآيات، وقد قال: ﴿لاَ يقضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ﴾ [فاطر: 36] ، بالنصب، وكل صواب، ومثله: ﴿مَّن ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ﴾ [البقرة: 245] ، بالرفع والنصب. * فصل في تخويف الكفار هذا نوع آخر من أنواع تخويف الكفار، لأن الله - تعالى - بين أنه ليس لهم عذر ولا حجة فيما أتوا به من القبائح، ولا لهم قدرة على رفع العذاب عن أنفسهم، واعلم أن يوم القيامة له مواطن ومواقيت، فهذا من المواقيت التي لا يتكلمون فيها ولا يعتذرون. روى عكرمة: أن ابن عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما - سأله ابن الأزرق عن قوله تعالى: ﴿هذا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ﴾ و ﴿فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً﴾ [طه: 108] ، وقد قال تعالى: ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ﴾ [الطور: 25] . فقال له: إن الله - تعالى - يقول: {وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب