نبط:
النَّبَط: الْمَاءُ الَّذِي
يَنْبُطُ [
يَنْبِطُ] من قعر البئر إِذا حُفرت، وَقَدْ
نبَطَ مَاؤُهَا
ينْبِطُ ويَنْبُطُ نَبْطاً ونُبوطاً.
وأَنبطنا الماءَ أَي
اسْتَنْبَطْنَاهُ وَانْتَهَيْنَا إِليه. ابْنُ سِيدَهْ:
نبَطَ الرَّكِيّةَ
نَبْطاً وأَنْبَطها واسْتَنْبَطها وَنَبَّطَهَا؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَماهَها. وَاسْمُ الْمَاءِ
النُّبْطةُ والنَّبَطُ، وَالْجَمْعُ
أَنْباط ونُبوط.
ونبطَ الماءُ
ينْبُطُ وينْبِط نُبوطاً: نَبَعَ؛ وَكُلُّ مَا أُظهر، فَقَدْ
أُنْبِط.
واسْتَنْبَطه وَاسْتَنْبَطَ مِنْهُ عِلْمًا وَخَبَرًا وَمَالًا: اسْتَخْرَجَهُ.
والاسْتنْباطُ: الِاسْتِخْرَاجُ.
واستنبَطَ الفَقِيهُ إِذا اسْتَخْرَجَ الْفِقْهَ الْبَاطِنَ بِاجْتِهَادِهِ وفهمِه. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى
يَسْتَنْبِطُونَهُ فِي اللُّغَةِ يَسْتَخْرِجُونَهُ، وأَصله مِنَ
النبَط، وَهُوَ الْمَاءُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الْبِئْرِ أَوّل مَا تُحْفَرُ؛ وَيُقَالُ مِنْ ذَلِكَ:
أَنْبَطَ فِي غَضْراء أَي
استنبطَ الْمَاءَ مِنْ طِينٍ حُرّ.
والنَّبَطُ والنَّبِيطُ: الماء الذي
يَنْبُطُ [
يَنْبِطُ] من قعر الْبِئْرِ إِذا حُفرت؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ سَعْدٍ الغَنَوِيُّ:
قَريبٌ ثَراه مَا يَنالُ عَدُوُّه ... لَهُ
نَبَطاً، عِند الهَوانِ قَطُوبُ
(١)وَيُرْوَى: قَرِيبٌ نَداه. وَيُقَالُ للرِكيّة: هِيَ
نَبَطٌ إِذا أُميهتْ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَا يُدْرَكُ لَهُ
نَبَطٌ أَي لَا يُعْلَمُ قَدْرُ عِلْمِهِ وغايَتُه. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَن غَدا مِن بَيتِه
يَنْبِطُ عِلماً فَرَشَتْ لَهُ الملائكةُ أَجْنِحَتَها، أَي يُظهره ويُفْشِيه فِي النَّاسِ، وأَصله مِن
نَبَطَ الماءُ
يَنْبُطُ إِذا نَبعَ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
ورجلٌ ارْتَبط فَرَسًا
ليَسْتَنْبِطَهاأَي يَطلُب نَسْلها ونِتاجَها، وَفِي رِوَايَةٍ: يَسْتَبْطِنها أَي يَطْلُبَ مَا فِي بَطْنِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: فُلَانٌ لَا يُنالُ لَهُ
نَبَطٌ إِذا كَانَ دَاهِيًا لَا يُدْرَك لَهُ غَوْر.
والنبَط: مَا يتَحَلَّبُ مِنَ الجَبل كأَنه عَرَق يَخْرُجُ مِنْ أَعْراض الصَّخْرِ. أَبو عَمْرٍو: حفَرَ فَأَثْلَجَ إِذا بلَغ الطِّينَ، فإِذا بَلَغَ الْمَاءَ قِيلَ
أَنْبَطَ، فإِذا كثُر الْمَاءُ قِيلَ أَماهَ وأَمْهَى، فإِذا بَلَغَ الرّملَ قِيلَ أَسْهَبَ.
وأَنبَط الحَفّارُ: بَلَغَ الْمَاءِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ يَعِدُ وَلَا يُنْجِزُ: فُلَانٌ قَرِيبُ الثَّرَى بعيدُ
النَّبَطِ. وَفِي حَدِيثُ بَعْضِهِمْ وَقَدْ سُئل عَنْ رَجُلٍ فَقَالَ: ذَاكَ قَرِيبُ الثَّرَى بعيدُ
النَبط، يُرِيدُ أَنه دَانِي المَوْعِد بعيدُ الإِنْجاز. وَفُلَانٌ لَا يُنال
نَبَطُه إِذا وُصف بِالْعِزِّ والمَنَعةِ حَتَّى لَا يَجِدَ عدوُّه سَبِيلًا لأَن يتَهَضَّمَه.
ونَبْطٌ: وَادٍ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:
أَضَرَّ بِهِ ضاحٍ
فَنَبْطا أُسالةٍ، ... فَمَرٌّ، فأَعلى حَوْزِها، فَخُصورُها
والنَّبَطُ والنُّبْطةُ، بِالضَّمِّ: بَياض تَحْتَ إِبْط الفَرس وبطنِه وَكُلِّ دَابَّةٍ وَرُبَّمَا عَرُضَ حَتَّى يَغْشَى الْبَطْنَ والصدْر. يُقَالُ: فَرَسٌ
أَنْبَطُ بيِّن
النَّبَط، وَقِيلَ
الأَنْبطُ الَّذِي يَكُونُ الْبَيَاضُ فِي أَعلى شِقّي بَطْنِهِ مِمَّا يَلِيهِ فِي مَجْرى الحِزام وَلَا يَصعَد إِلى الْجَنْبِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي بِبَطْنِهِ بياضٌ، مَا كَانَ وأَين كَانَ مِنْهُ، وَقِيلَ هُوَ الأَبيض الْبَطْنِ والرُّفْغ مَا لَمْ يصعَد إِلى الْجَنْبَيْنِ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: إِذا كَانَ الفرسُ أَبيضَ الْبَطْنِ وَالصَّدْرِ فَهُوَ
أَنبط؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الصُّبْحَ:
وَقَدْ لاحَ للسّارِي الَّذِي كَمَّل السُّرَى، ... عَلَى أُخْرَياتِ الليْل، فَتْقٌ مُشَهَّرُ
كَمِثْل الحِصانِ
الأَنْبَطِ البَطْنِ قَائِمًا، ... تَمايَل عَنْهُ الجُلُّ، فاللَّوْنُ أَشْقَرُ
شَبَّهَ بياضَ الصُّبْحِ طَالِعًا فِي احْمِرار الأُفُق بِفَرَسٍ أَشْقَر قَدْ مَالَ عَنْهُ جُلُّه فَبَانَ بياضُ إِبْطه. وَشَاةٌ
نَبْطاء: بَيْضَاءُ الشَّاكِلَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: شاةٌ
نَبطاء بَيْضَاءُ الْجَنْبَيْنِ أَو الْجَنْبِ، وَشَاةٌ
نَبْطَاءُ مُوشَّحةٌ أَو
نَبْطاءُ مُحْوَرَّةٌ، فإِن كَانَتْ بَيْضَاءَ فَهِيَ
نَبْطَاءُ بِسَوَادٍ، وإِن كَانَتْ سَوْدَاءَ فَهِيَ
نَبْطَاءُ بِبَيَاضٍ.
والنَّبِيطُ والنبَطُ كالحَبِيشِ والحَبَشِ فِي التَّقْدِيرِ: جِيلٌ يَنْزِلُون السَّوَادَ، وَفِي الْمُحْكَمِ: يَنْزِلُونَ سَوَادَ الْعِرَاقِ، وَهُمُ
الأَنْباطُ، والنَّسَبُ إِليهم
نَبَطِيٌّ، وَفِي الصِّحَاحِ: يَنْزِلُونَ بالبَطائِح بَيْنَ العِراقين. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ رَجُلٌ
نُباطيّ، بِضَمِّ النُّونِ
(٢)،
ونَباطِيٌّ وَلَا تَقُلْ
نَبَطِيٌّ. وَفِي الصِّحَاحِ: رَجُلٌ
نَبَطيٌّ ونَباطِيٌّ ونَباطٍ مِثْلُ يَمنيّ ويمَانيّ وَيَمَانٍ، وَقَدِ
استنبطَ الرجلُ. وَفِي كَلَامِ أَيُّوبَ بْنِ القِرِّيّةِ: أَهل عُمان عَرَبٌ
اسْتَنْبَطُوا، وأَهل البَحْرَيْن
نَبِيطٌ اسْتَعْرَبُوا. وَيُقَالُ:
تَنَبَّطَ فُلَانٌ إِذا انْتَمى إِلى
النَّبَط،
والنَّبَطُ إِنما سُموا
نَبَطاً لاسْتِنْباطِهم مَا يَخْرُجُ مِنَ الأَرضين. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: تَمَعْدَدُوا وَلَا
تَسْتَنْبِطُواأَي تَشبَّهوا بمَعَدٍّ وَلَا تشبَّهوا
بالنَّبط. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:
لَا
تَنَبَّطُوا فِي الْمَدَائِنِ
أَي لَا تَشَبَّهوا
بالنَّبط فِي سُكْنَاهَا وَاتِّخَاذِ العَقارِ والمِلْك. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نَحْنُ مَعاشِر قُريْش مِنَ
النَّبط مِنْ أَهل كُوثَى رَبَّا، قِيلَ: إِن إِبراهيم الْخَلِيلَ وُلِدَ بِهَا وَكَانَ
النَّبطُ سكّانَها؛ ومنه حديث عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِب: سأَله عُمر عَنْ سَعْد بْنَ أَبي وَقَّاصٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ: أَعرابيٌّ فِي حِبْوتِه،
نَبَطِيٌّ فِي جِبْوتِه؛ أَراد أَنه فِي جِبايةِ الخَراج وعِمارة الأَرضين
كالنَّبط حِذقاً بِهَا ومَهارة فِيهَا لأَنهم كانُوا سُكَّانَ العِراقِ وأَرْبابَها. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبي أَوْفى: كُنَّا نُسْلِف
نَبِيط أَهل الشَّامِ، وَفِي رِوَايَةٍ:
أَنْباطاً مِنْ
أَنْباط الشَّامِ.
وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: أَن رَجُلًا قَالَ لِآخَرَ: يَا
نَبَطيّ فَقَالَ: لَا حَدّ عَلَيْهِ كُلُّنَا
نَبطٌيُرِيدُ الجِوارَ وَالدَّارَ دُون الوِلادة. وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ: أَن
النَّبط وَاحِدٌ بِدَلَالَةِ جَمْعِهِمْ إِيَّاه فِي قَوْلِهِمْ
أَنباط،
فأَنباط فِي
نَبَط كأَجْبال فِي جبَل.
والنبِيطُ كَالْكَلِيبِ. وعِلْكُ
الأَنْباطِ: هُوَ الْكَامَّانُ الْمُذَابُ يُجْعَلُ لَزُوقاً لِلْجُرْحِ.
والنَّبْطُ: الموْتُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: وَدَّ السُّراةُ المُحكِّمةُ أَن
النَّبْطَ قَدْ أَتى عَلَيْنَا كلِّنا؛ قَالَ ثَعْلَبٌ:
النَّبْطُ الْمَوْتُ. وَوَعْساء
النُّبَيْطِ: رَمَلَةٌ مَعْرُوفَةٌ بالدّهْناء، وَيُقَالُ وَعْسَاءُ النُّمَيْطِ. قَالَ الأَزهري: وَهَكَذَا سَمَاعِيٌّ مِنْهُمْ.
وإِنْبِط: اسْمُ مَوْضِعٍ بِوَزْنِ إِثْمِد؛ وَقَالَ ابْنُ فَسْوةَ:
فإِنْ تَمْنَعُوا مِنها حِماكُم، فإِنّه ... مُباحٌ لَهَا، مَا بين
إِنْبِطَ فالكُدْرِ
(١) . قوله [عند الهوان] هو هكذا في الصحاح، والذي في الأساس: آبي الهوان.
(٢) . قوله [بضم النون] حكى المجد تثليثها.