فيه خمسة أجوبة: فمن أحسنها أنّ المعنى لولا كتاب من الله نزل وهو القرآن فآمنتم به فاستحققتم العفو والصفح لعذّبكم، وقيل: المعنى لولا كتاب من الله نزل وهو القرآن فآمنتم به فاستحققتم العفو والصفح لعذّبكم، وقيل: المعنى لولا أنّ الله جلّ وعزّ كتب أنه سيحل لكم المغانم لعذّبكم، والجواب الخامس أن المعنى لولا أنّ الله جلّ وعز كتب أنه يغفر لأهل بدر ما تقدّم من ذنوبهم وما تأخّر لعذّبكم. ومعنى لَوْلا في اللغة امتناع شيء لوقوع شيء. وكِتابٌ مرفوع بالابتداء وسَبَقَ في موضع النعت له ولا يكون خبرا لأنه لا يجوز أن يؤتى بخبر لما ارتفع بعد لولا بالابتداء. هذا قول سيبويه والتقدير لولا كتاب من الله سبق تدارككم لَمَسَّكُمْ والأصل فيها فعل ثم أدغمت ويجوز الإظهار كما قال: [البسيط] 176-
مهلا أعاذل قد جرّبت من خلقي ... أنّى أجود لأقوام وإن ضننوا [[الشاهد لقعنب بن أم صاحب في الخصائص 1/ 160، والكتاب 1/ 58، وسمط اللآلي 576، وشرح أبيات سيبويه 1/ 318، ولسان العرب (ظلل) و (ضنن) ، والمنصف 1/ 339، ونوادر أبي زيد 44، وبلا نسبة في خزانة الأدب 1/ 150، وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 241، وشرح المفصل 3/ 12، ولسان العرب (حمم) ، والمقتضب 1/ 142، والمنصف 2/ 69. [.....]]]
فِيما أَخَذْتُمْ أدغمت الذال في التاء لأن المهموس أخفّ ويجوز الإظهار هنا.
{"ayah":"لَّوۡلَا كِتَـٰبࣱ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمۡ فِیمَاۤ أَخَذۡتُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ"}