وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ هذه قراءة الكوفيين وأبي عمرو والكسائي، وقرأ [[انظر الكتاب 3/ 189.]] أهل الحرمين بالنصب. قال سيبويه [[هذه قراءة ابن عامر وعاصم أيضا.]] : حسبت أن لا تقول ذاك أي حسبت أنه قال: وإن شئت نصبت. قال أبو جعفر: الرفع عند النحويين في حسبت وأخواتها أجود كما قال قال امرؤ القيس: [الطويل] 125-
ألا زعمت بسباسة اليوم أنّني ... كبرت وأن لا يشهد اللهو أمثالي [[الشاهد لامرى القيس في ديوانه ص 28، وجمهرة اللغة 121، وبلا نسبة في لسان العرب (لها) ، وتاج العروس (لها) . وفي الديوان «وأن لا يحسن اللهو» .]]
وإنما صار الرفع أجود لأن حسبت وأخواتها بمنزلة العلم في أنه شيء ثابت وإنما يجوز النصب على أن تجعلهنّ بمنزلة خشيت وخفت هذا قول سيبويه في النصب.
فِتْنَةٌ اسم تكون. والفتنة: الاختبار فإن وقعت لغيره فذلك مجاز والمعنى وحسبوا أن لا يكون عقاب. فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ ولم يقل:
عمي وصمّ، والفعل متقدّم ففي هذا أجوبة: منها أن يكون كثير منهم بدلا من الواو.
قال الأخفش سعيد: كما تقول رأيت قومك ثلثيهم، وإن شئت كانت على إضمار مبتدأ أي العمي والصمّ منهم كثير، وجواب رابع يكون على لغة من قال: أكلوني البراغيث.
قال الأخفش: يجوز أن يكون هذا منها وأنشد: [الطويل] 126-
ولكن ديافيّ أبوه وأمّه ... بحوران يعصرن السليط أقاربه [[الشاهد للفرزدق في ديوانه 1/ 46، والكتاب 2/ 35، والاشتقاق 242، وتخليص الشواهد 474، وخزانة الأدب 5/ 163، والدرر 2/ 285، وشرح أبيات سيبويه 1/ 491، وشرح شواهد الإيضاح 336، وشرح المفصل 3/ 89، ولسان العرب (سلط) و (دوف) ، وبلا نسبة في الجنى الداني 150، وخزانة الأدب 7/ 446، والخصائص 2/ 194، ورصف المباني 19، وسرّ صناعة الإعراب 446، ولسان العرب (خطأ) ، وهمع الهوامع 1/ 160.]] .
ويجوز في غير القرآن كثيرا بالنصب نعتا لمصدر محذوف.
{"ayah":"وَحَسِبُوۤا۟ أَلَّا تَكُونَ فِتۡنَةࣱ فَعَمُوا۟ وَصَمُّوا۟ ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِمۡ ثُمَّ عَمُوا۟ وَصَمُّوا۟ كَثِیرࣱ مِّنۡهُمۡۚ وَٱللَّهُ بَصِیرُۢ بِمَا یَعۡمَلُونَ"}