إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اسم إن. وَالَّذِينَ هادُوا عطف عليه. وَالصَّابِئُونَ وقرأ سعيد ابن جبير والصابئين [[هذه قراءة عثمان وأبيّ وعائشة وابن جبير والجحدري وابن كثير، انظر البحر المحيط 3/ 541.]] بالنصب، والتقدير: إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله منهم وعمل صالحا فلهم أجرهم والصابئون والنصارى كذلك. وأنشد سيبويه وهو نظير هذا: [الوافر] 124-
وإلّا فاعلموا أنّا وأنتم ... بغاة ما بقينا في شقاق [[الشاهد لبشر بن أبي خازم في الكتاب 2/ 158، وفي ديوانه 165، وتخليص الشواهد ص 373، وخزانة الأدب 10/ 293، وشرح أبيات سيبويه 2/ 14، وشرح التصريح 1/ 228، والمقاصد النحوية 2/ 271، وبلا نسبة في أسرار العربية 154، وشرح المفصل 8/ 69.]]
وقال الكسائي والأخفش ذكره في «المسائل الكبير» : و «الصابئون» عطف على المضمر الذي في هادوا، وقال الفراء [[انظر معاني الفراء 1/ 310.]] : إنما جاز الرفع لأن الذين لا يبين فيه الإعراب. قال أبو جعفر: وسمعت أبا إسحاق يقول، وقد ذكر له قول الأخفش والكسائي: هذا خطأ من جهتين: أحدهما أن المضمر المرفوع يقبح العطف عليه حتى يؤكّد، والجهة الأخرى أن المعطوف شريك المعطوف عليه فيصير المعنى: إنّ الصابئين قد دخلوا في اليهودية وهذا محال وسبيل ما لا يتبيّن فيه الإعراب وما يتبيّن فيه واحدة.
{"ayah":"إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِینَ هَادُوا۟ وَٱلصَّـٰبِـُٔونَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ"}