الباحث القرآني

أَنْ أَسْرِ من أسرى، وأن أسر من سرى، لغتان فصيحتان. فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً قراءة أهل الحرمين وأبي عمرو وعاصم والكسائي وقرأ الأعمش وحمزة لا تخف دركا [[انظر كتاب السبعة لابن مجاهد 421، والبحر المحيط 6/ 245، وهي قراءة أبي حيوة وطلحة أيضا.]] والقراءة الأولى أبين لأنه بعده وَلا تَخْشى مجمع عليه بلا جزم. فالقراءة الأولى فيها ثلاث تقديرات: يكون في موضع الحال، وفي موضع النعت لطريق على حذف فيه، ومقطوعة من الأول. والقراءة الثانية فيها تقديران: أحدهما الجزم على النهي، والآخر الجزم على جواب الأمر وهو فاضرب. فأما وَلا تَخْشى إذا جزمت لا تخف فللنحويين فيه تقديران: أحدهما وهو الذي لا يجوز غيره أن يكون مقطوعا من الأول، مثل يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ [آل عمران: 111] ، والتقدير الآخر- ذكره الفراء [[انظر معاني الفراء 2/ 187. [.....]]] : أن يكون «ولا تخشى» ينوى به الجزم وتثبت فيه الياء- زعم كما قال الشاعر: [البسيط] 298- هجوت زبّان ثمّ جئت معتذرا ... من سبّ زبّان لم تهجو ولم تدع [[الشاهد لزبّان بن العلاء في معجم الأدباء 11/ 158، وبلا نسبة في تاج العروس (زبب) ، و (زبن) ، والإنصاف 1/ 24، وخزانة الأدب 8/ 359، والدرر 1/ 162، وسرّ صناعة الإعراب 2/ 630، وشرح التصريح 1/ 87، وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 184، وشرح شواهد الشافية 406، وشرح المفصّل 10/ 104، ولسان العرب (يا) ، والمقاصد النحوية 1/ 234، والممتع في التصريف 2/ 537، والمنصف 2/ 115، وهمع الهوامع 1/ 52.]] وأنشد: [الوافر] 299- ألم يأتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بني زياد [[الشاهد لقيس بن زهير في الأغاني 17/ 131، وخزانة الأدب 8/ 359، والدرر 1/ 162، وشرح أبيات سيبويه 1/ 340، وشرح شواهد الشافية 408، وشرح شواهد المغني 328، والمقاصد النحوية 1/ 230، ولسان العرب (أتى) ، وبلا نسبة في أسرار العربية 103، والأشباه والنظائر 5/ 280، والإنصاف 1/ 30، وأوضح المسالك 1/ 6، والجنى الداني ص 50، وخزانة الأدب 9/ 524، والخصائص 1/ 333، ورصف المباني 149، وسرّ صناعة الإعراب 1/ 87، وشرح الأشموني 1/ 168، وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 184، وشرح المفصل 8/ 24، ومغني اللبيب 1/ 108.]] قال أبو جعفر: هذا من أقبح الغلط أن يحمل كتاب الله جلّ وعزّ على شذوذ من الشعر، وأيضا فإن الذي جاء به من الشعر لا يشبه من الآية شيئا لأن الواو والياء مخالفتان للألف لأنهما تتحركان والألف لا تتحرك، فللشاعر إذا اضطر أن يقدّرهما متحرّكتين ثم يحذف الحركة للجزم، وهذا محال في الألف. وأيضا فليس في البيتين اضطرار يوجب هذا لأنهما إذا رويا بحذف الواو والياء كانا وزنا صحيحا من البسيط والوافر، يسمي الخليل الأول مطويا والثاني منقوصا [[الطيّ: هو حذف الرابع الساكن من تفعيلة (مستفعلن) . والنقص: هو حذف السابع الساكن من تفعيلة الوافر (مفاعلتن) بعد تسكين الخامس.]] .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب