الباحث القرآني

وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ قال أبو عبيدة [[انظر مجاز القرآن 1/ 36، والبحر المحيط 1/ 284.]] : إِذْ اسم، وهو ظرف زمان ليس مما يزاد. قال أبو إسحاق [[انظر إعراب القرآن ومعانيه للزجاج 30.]] ذكر الله عزّ وجلّ خلق الناس وغيرهم فالتقدير: ابتدأ خلقهم «إذ قال ربّك» . لِلْمَلائِكَةِ خفض باللّام والهاء لتأنيث الجماعة. إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ الياء في موضع نصب جاعل خبر إنّ. والأصل إنني حذفت النون لاجتماع نونين فِي الْأَرْضِ خفض بفي. خَلِيفَةً نصب بجاعل، ولا يجوز حذف التنوين للفصل ولو وليه المفعول لجاز حذف التنوين. «خليفة» يكون بمعنى فاعل أي يخلف من كان قبله من الملائكة في الأرض أو من كان قبله من غير الملائكة كما روي ويجوز أن يكون «خليفة» بمعنى مفعول أي يخلف كما يقال ذبيحة بمعنى مفعولة. قالُوا أَتَجْعَلُ فقل مستقبل. فِيها مَنْ يُفْسِدُ في موضع نصب بتجعل والمفعول الثاني يقوم مقامه «فيها» «يفسد» على اللفظ، ويجوز في غير القرآن يفسدون على المعنى. وَيَسْفِكُ [[هذه قراءة الجمهور، انظر البحر المحيط 1/ 290.]] عطف عليه، وروي عن الأعرج وَيَسْفِكُ الدِّماءَ [[هذه قراءة ابن هرمز، انظر البحر المحيط 1/ 290.]] بالنصب يجعله جواب الاستفهام بالواو. وواحد الدماء دم ولا يكون اسم على حرفين إلا وقد حذف منه والمحذوف منه ياء وقد نطق به على الأصل قال الشاعر: [الوافر] 13- فلو أنّا على حجر ذبحنا ... جرى الدّميان بالخبر اليقين [[الشاهد للمثقّب العبدي في ملحق ديوانه ص 283، والأزهية 141، والمقاصد النحوية 1/ 192، ولعلي بن بدال في أمالي الزجاجي ص 20 وخزانة الأدب 1/ 267، وشرح شواهد الشافية ص 112، وللمثقب أو لعلي بن بدال في خزانة الأدب 7/ 482، وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 357، وجمهرة اللغة ص 286، ورصف المباني ص 242، وسرّ صناعة الإعراب 1/ 395، وشرح الأشموني 3/ 669، وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 64، وشرح شواهد الإيضاح ص 281، وشرح المفصل 4/ 151، والمقتضب 1/ 231، والمقرّب 2/ 44.]] وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ لا يجوز إدغام النون في النون لئلّا يلتقي ساكنان. قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ من حرّك الياء فقال «إنّي اعلم ما» كره أن يكون اسم على حرف واحد ساكنا، ومن أسكنها قال: قد اتّصلت بما قبلها (أعلم) فعل مستقبل، ويجوز أن يكون اسما بمعنى فاعل كما يقال: الله أكبر بمعنى كبير، وكما قال: [الطويل] 14- لعمرك ما أدري وإنّي لأوجل ... على أيّنا تغدو المنيّة أوّل [[الشاهد لمعن بن أوس في ديوانه ص 39، وخزانة الأدب 8/ 244، وشرح التصريح 2/ 51، ولسان العرب (كبر) و (وجل) ، والمقاصد النحوية 3/ 493، وتاج العروس (وجل) ، بلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 140، وأوضح المسالك: 161، وجمهرة اللغة ص 493، وخزانة الأدب 6/ 505، وشرح الأشموني 2/ 322، وشرح شذور الذهب 133، وشرح قطر الندى ص 23، وشرح المفصل 4/ 87، والمقتضب 3/ 246، والمنصف 3/ 135.]] ويجوز إدغام الميم في الميم، و «ما» في موضع نصب بأعلم إذا جعلته فعلا وإن جعلته اسما جاز أن يكون «ما» في موضع خفض بالإضافة وفي موضع نصب وتحذف التنوين لأنه لا ينصرف.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب