هذه القراءة البيّنة، ويجوز أن تأتي الهمزة بين بين فتقول: أرأيت ويجوز أريت بحذف الهمزة، وعن عبد الله بن مسعود أَرَأَيْتَكَ [[انظر البحر المحيط 8/ 517، ومعاني الفراء 3/ 294.]] والكاف زائدة للخطاب وهمزة بين بين متحركة بوزنها مخففة، كذا قال سيبويه، فأما قول من قال: هي لا ساكنة ولا متحركة فمحال لأنها إذا لم تكن ساكنة فهي متحرّكة وإذا لم تكن متحرّكة فهي ساكنة فيجب على قوله أن تكون ساكنة متحرّكة. والدليل على أنها متحركة قوله: [البسيط] 588-
أأن رأت رجلا أعشى أضرّ به ... ريب المنون ودهر مفند خبل [[الشاهد للأعشى في ديوانه 105، والكتاب 3/ 176، وجمهرة اللغة 872، وشرح أبيات سيبويه 2/ 75، وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 45، وشرح شواهد الإيضاح ص 262، وشرح شواهد الشافية 332، ولسان العرب (قبل) و (منن) ، وبلا نسبة في شرح المفصّل 3/ 83، والمقتضب 1/ 155.]]
فلو قلت: أأن لكان الوزن واحدا. وهمزة بين بين كثيرا ما يغلط فيها، وهي من أصعب ما في النحو، ومن دليل ما قلنا قوله عزّ وجلّ سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ [البقرة:
6] فلو كانت همزة بين بين ساكنة لاجتمع ساكنان، وكذا أرأيت الياء ساكنة وهمزة بين بين متحركة، ومن أسكنها وكسر الياء فقد جاء بما لا يجوز وما لا وجه له ولا تقدير في العربية، ويجوز أن يكون «أرأيت» من رؤية العين فلا يكون في الكلام حذف وأن يكون من رؤية القلب فيكون التقدير: أرأيت الذي يكذّب بالدين بعد ما ظهر له من البراهين أليس مستحقا عذاب الله.
{"ayah":"أَرَءَیۡتَ ٱلَّذِی یُكَذِّبُ بِٱلدِّینِ"}