ويجوز الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ على المدح، ويجوز رفعهما على إضمار مبتدأ، ويجوز رفع أحدهما ونصب الآخر، ويجوز خفض الأول ورفع الثاني ونصبه.
وقرأ محمد بن السّميفع [[ابن السميفع اليماني: محمد بن عبد الرّحمن، له اختيار في القراءة ينسب إليه، شذّ فيه، قرأ على أبي حيوة. ترجمته في غاية النهاية 2/ 150.]] اليمانيّ مالك يوم الدّين بنصب مالك. وفيه أربع لغات: مالك وملك وملك ومليك. كما قال لبيد: [الكامل] 2-
فاقنع بما قسم المليك فإنّما ... قسم المعايش بيننا علّامها [[البيت للبيد في ديوانه ص 320، ولسان العرب (خلق) ، وتاج العروس (خلق) ، وهو في الديوان: «قسم الخلائق بيننا» .]]
وفيه من العربية خمسة وعشرون وجها [[(مالك) : قراءة عاصم والكسائي وخلف ويعقوب، وهي قراءة العشرة إلا طلحة والزبير، وقرأ (ملك) باقي السبعة وزيد وأبو الدرداء وابن عمر والمسور وكثير من الصحابة، وقرأ (ملك) : أبو هريرة وعاصم الجحدري انظر البحر المحيط 1/ 133.]] : يقال «ملك يوم الدين» على النعت، والرفع على إضمار مبتدأ، والنصب على المدح وعلى النداء وعلى الحال وعلى النعت وعلى قراءة من قرأ رَبِّ الْعالَمِينَ فهذه ستة أوجه، وفي «مالك» مثلها وفي «ملك» مثلها، وفي «مليك» مثلها. هذه أربعة وعشرون والخامس والعشرون روى عن أبي حيوة شريح بن يزيد [[أبو حيوة: شريح بن يزيد هو صاحب قراءة شاذّة، ومقرئ الشام، روى القراءة عن الكسائي (ت 203 هـ) .
ترجمته في غاية النهاية 1/ 325.]] أنه قرأ ملك يوم الدّين [[انظر: إعراب ثلاثون سورة لابن خالويه 23.]] وقد روي عنه أنه قرأ ملك يوم الدين. قال أبو جعفر: جمع مالك وملّاك وملّك، وجمع ملك أملاك وملوك، وجمع ملك أملك وملوك فهذا على قول من قال: «ملك» لغة وليس بمسكّن من ملك، وجمع مليك ملكاء. يَوْمِ مخفوض بإضافة مالك إليه، والدِّينِ مخفوض بإضافة يوم إليه. وجمع يوم أيّام والأصل: أيوام أدغمت الواو في الياء ولا يستعمل منه فعل.
وزعم سيبويه أنه لو استعمل منه فعل لقيل: يمت. وجمع الدين أديان وديون.
{"ayahs_start":3,"ayahs":["ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ","مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ"],"ayah":"ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ"}