الباحث القرآني
* اللغة:
(الأثارة) بفتح الهمزة بقية من علم والمكرمة المتوارثة والفعل المجيد من قولهم سمنت الناقة على أثارة من شحم وهي البقية منه، وعن ابن الأعرابي أغضبني فلان على أثارة غضب أي على أثر غضب كان قبل ذلك، وهم أثارة من علم أي بقية منه يأثرونها عن الأولين ويقال: لبني فلان أثارة من شرف إذا كانت عندهم شواهد قديمة وفي غير ذلك، قال الراعي: وذات أثارة أكلت علينا ... نباتا في أكمته قفارا
أي بقية من شحم، وقال الواحدي: وكلام أهل اللغة في هذا الحرف يدور على ثلاثة أقوال: الأول الأثارة واشتقاقها من أثرت الشيء أثيره أثارة كأنها بقية تخرج فتستثار والثاني من الأثر الذي هو الرواية والثالث من الأثر بمعنى العلامة.
* الإعراب:
(حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) حم تقدم القول في فواتح السور وتنزيل الكتاب خبر لمبتدأ محذوف أو مبتدأ خبره من الله والعزيز الحكيم نعتان (ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى) ما نافية وخلقنا السموات فعل وفاعل ومفعول به وإلا أداة حصر وبالحق صفة لمصدر محذوف أي خلقا ملتبسا بالحق والواو حرف عطف وأجل عطف على الحق ومسمى صفة (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ) الواو عاطفة والذين مبتدأ وجملة كفروا صلة وعمّا متعلقان بمعرضون وجملة أنذروا صلة والعائد محذوف أي عن الذي أنذروه ومعرضون خبر الذين ويجوز أن تكون ما مصدرية أي عند إنذارهم ذلك اليوم (قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ) قل فعل أمر وفاعل مستتر وأرأيتم فعل وفاعل وما مفعول به وجملة تدعون صلة ومن دون الله حال وأروني فعل أمر وفاعله ومفعوله والجملة توكيد لأرأيتم وجملة ماذا خلقوا مفعول أرأيتم الثاني وماذا مفعول مقدم لخلقوا أو ما مبتدأ وذا اسم موصول خبره وجملة خلقوا صلة ويجوز أن لا تكون أروني توكيدا لأرأيتم فتكون المسألة من باب التنازع لأن أرأيتم يطلب مفعولا ثانيا وأروني كذلك وقوله ماذا خلقوا هو المتنازع فيه. ونص عبارة أبي حيان: «قل أرأيتم ما تدعون معناه أخبروني عن الذين تدعون من دون الله وهي الأصنام أروني ماذا خلقوا من الأرض استفهام توبيخ ومفعول أرأيتم الأول هو ما تدعون وماذا خلقوا جملة استفهامية يطلبها أرأيتم لأن مفعولها الثاني يكون استفهاما ويطلبها أروني على سبيل التعليق فهذا من باب الإعمال أعمل الثاني وحذف مفعول أرأيتم الثاني ويمكن أن يكون أروني توكيدا لأرأيتم بمعنى أخبروني كأنها بمعنى واحد. وقال ابن عقبة: يحتمل أرأيتم وجهين أحدهما أن تكون متعدية وما مفعولة بها ويحتمل أن تكون أرأيتم منبهة لا تتعدى وتكون ما استفهاما على معنى التوبيخ وتدعون معناه تعبدون» ا. هـ وكون أرأيتم لا تتعدى وأنها منبهة فيه شيء قاله الأخفش في قوله: قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة والذي يظهر أن ما تدعون مفعول أرأيتم كما هو في قوله قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون في سورة فاطر وتقدم الكلام على نظير هذه الجملة فيها وقد أمضى الكلام في أرأيتم في سورة الأنعام» ومن الأرض حال لأنها تفسير للمبهم في ماذا خلقوا (أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) أم بمعنى همزة الإنكار وبل الإضرابية فهي منقطعة كأنه أضرب عن الاستفهام الأول إلى الاستفهام عن أن لهم مشاركة مع الله في خلق السموات والأرض فإن الشرك بمعنى المشاركة ولهم خبر مقدم وشرك مبتدأ مؤخر وفي السموات متعلقان بشرك وائتوني فعل أمر وفاعل ومفعول به والجملة من تتمة المقول وبكتاب متعلقان بائتوني ومن قبل هذا صفة لكتاب أي كائن من قبل هذا وأو حرف عطف وأثارة عطف على بكتاب ومن علم صفة لأثارة وإن شرطية وكنتم فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط والجواب محذوف تقديره فائتوني وصادقين خبر كنتم (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) الواو استئنافية ومن اسم استفهام معناه الإنكار في محل رفع مبتدأ وأضل خبر وممّن متعلقان بأضل وجملة يدعو صلة من ومن دون الله حال ومن مفعول يدعو وجملة لا يستجيب له صلة، وأجازوا في من أن تكون نكرة تامة موصوفة فتكون جملة لا يستجيب له صفة وإلى يوم القيامة حال وسيأتي معنى الغاية في باب البلاغة (وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ) الواو حالية وهم مبتدأ وعن دعائهم متعلقان بغافلون وغافلون خبر هم والجملة في موضع نصب على الحال.
* البلاغة:
1- في قوله: إلى يوم القيامة نكتة بلاغية رائعة وذلك أنه جعل يوم القيامة غاية لعدم الاستجابة ومن شأن الغاية انتهاء المعنى عندها لكن عدم الاستجابة مستمر بعد هذه الغاية لأنهم في القيامة أيضا لا يستجيبون لهم فالوجه أنها من الغايات المشعرة بأن ما بعدها وإن وافق ما قبلها إلا أنه أزيد منه زيادة بيّنة تلحقه بالثاني حتى كأن الحالتين وإن كانتا نوعا واحدا لتفاوت ما بينهما كالشيء وضدّه وذلك أن الحالة الأولى التي جعلت غايتها القيامة لا تزيد على عدم الاستجابة والحالة الثانية التي في القيامة زادت على عدم الاستجابة بالعداوة وبالكفر بعبادتهم إياهم فهو من وادي ما تقدم في سورة الزخرف في قوله بل متّعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين ولما جاء الحق قالوا: هذا سحر وإنّا به كافرون.
2- التغليب: وغلب العاقل على غير العاقل على سبيل المجازاة لأن عابدي الأصنام كانوا يصفونها بالتمييز جهلا وغباوة.
{"ayahs_start":1,"ayahs":["حمۤ","تَنزِیلُ ٱلۡكِتَـٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیمِ","مَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَیۡنَهُمَاۤ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَأَجَلࣲ مُّسَمࣰّىۚ وَٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ عَمَّاۤ أُنذِرُوا۟ مُعۡرِضُونَ","قُلۡ أَرَءَیۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِی مَاذَا خَلَقُوا۟ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكࣱ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِۖ ٱئۡتُونِی بِكِتَـٰبࣲ مِّن قَبۡلِ هَـٰذَاۤ أَوۡ أَثَـٰرَةࣲ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ","وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن یَدۡعُوا۟ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا یَسۡتَجِیبُ لَهُۥۤ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ وَهُمۡ عَن دُعَاۤىِٕهِمۡ غَـٰفِلُونَ"],"ayah":"تَنزِیلُ ٱلۡكِتَـٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیمِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق